قراءة في كتاب أيسر التفاسير
والآن أسمعكم شرح هذه الآيات من الكتاب مرة أخرى فتأملوها! هداية الآيات
قال الشارح: [ من هداية هذه الآيات: أولاً: بيان أن فرعون كان على علم بأنه عبد مربوب لله، وأن الله هو رب العالمين]، بيان أن فرعون كان عالماً في نفسه أنه عبد الله، وأنه مربوب لله تعالى، وأن الله خالقه، ومع هذا يغطي هذا كله ويتظاهر بالباطل. قال: [ ثانياً: تقرير صفة العلو والاستكبار لفرعون، وأنه كان من العالين]، فرعون كان من الجبارين المتكبرين، ويكفي أن يقول: ما علمت لكم من إله غيري، هكذا يقول للعوام ويستخف بهم، ويقول أيضاً: أنا ربكم الأعلى، فأين مصيره؟ في جهنم لا ينتهي عذابه أبداً هو والمتبعون له. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 18. قال: [ ثالثاً: بيان كيف تكون عاقبة الظلمة دماراً وفساداً]، بيان كيف تكون عاقبة الظالمين دماراً وخساراً؟ فكيف انتهى فرعون وقومه؟ بشرونا؟ أخبرونا؟ أليسوا من الغرق إلى جهنم؟ فهذه هي نهايتهم ونهاية كل الظالمين. قال: [ رابعاً: دعاة الدعارة والخنا والضلال والشرك أئمة أهل النار يدعون إليها وهم لا يشعرون]، من هم دعاة أهل النار بيننا؟ دعاة الربا والزنا والخمر واللواط والكذب والعقوق والشرك والباطل والخرافة والضلالة، فهم والله لدعاة النار، أي: يدعون الناس إلى النار، لا أنهم يقولون: ندعوكم إلى النار، وإنما يدعونهم إلى الأفعال والعقائد التي توجب لهم النار والعياذ بالله، وقد سمى الله فرعون وملأه دعاة إلى النار، إذ إنهم يدعونهم إلى الكفر والشرك والظلم حتى يدخلوا النار والعياذ بالله.
الباب في قوله تعالى: * (وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * من طريق الخاصة - موقع مركز سيد الشهداء ع
جاء موسى وأخوه هارون عليهما السلام إلى فرعون وملئه يدعوانهم إلى توحيد الله وشرعه، فما كان من فرعون وجنوده إلا أن تكبروا وأعرضوا، وبالنبي والرسالة استهزءوا، فكان عاقبتهم في الدنيا أن أغرقوا في اليم، وعلى النار في البرزخ صباحاً ومساءً عرضوا، ويوم القيامة بأشد العذاب وعدوا. تفسير قوله تعالى: (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري... )
تفسير قوله تعالى: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق... )
قال تعالى: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ [القصص:39]. الباب في قوله تعالى: * (وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * من طريق الخاصة - موقع مركز سيد الشهداء ع. تقرير صفة العلو والاستكبار لفرعون وجنوده
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ [القصص:39]، أخبر تعالى أن الذي حمل فرعون على هذا الكلام الشنيع من ادعاء الربوبية والألوهية هو الكبر، إذ كيف يتواضع وينزل ويقول: أنا عبد الله، ويتبع موسى وهارون ويعبد الله معهما؟ ثم هل الذي يحمل الخرء والبول في بطنه والوسخ في فمه يصلح أن يكون متكبراً؟! الذي لو انقطع عنه الماء مات وهلك يصلح أن يكون متكبراً؟! الذي لو انقطع عن الطعام يموت أيصلح أن يتكبر؟! أي حق يستكبر به؟! الكبر لا يكون إلا لله الخالق لكل شيء، المحيي المميت، المعطي المانع، الضار النافع، خالق كل المخلوقات، فهذا هو المتكبر الجبار، أما الذي يأكل ويشرب ويموت إذا جاءه العطش، ويحمل الخرء في بطنه كيف يتكبر؟!
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة هود - الآية 18
قال: [ خامساً: بيان إفضال الله تعالى على بني إسرائيل بإنزال التوراة فيهم كتاباً كله بصائر وهدى ورحمة]، بيان إفضال الله وإنعامه على بني إسرائيل، إذ أنقذهم من فرعون وجبروته، وأرسل فيهم موسى عليه السلام، وأنزل عليهم التوراة، وعاشوا سعداء كذا قرن من الزمان، وبعد ذلك انتكسوا وهبطوا لما أعرضوا عن كتاب الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك كما هي حالنا اليوم والأسف.
هم يريدون المسلمات نسخ كربونية من المرأة الغربية التي ضاعت
بسبب انانيتهم ودينهم المحرف.. حسبي الله ونعم الوكيل..
اللهم أرزق نساء المسلمين العفاف والتقى وأصلحهن واجعلهن
نبراساً وقدوة يقتدى بها في الصلاح.. وثبتهن على الخير يارب..
آمين
مرحباً بالضيف
الم ذلك الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
يقولون لهم: «والله لئن أخرجتم» من دياركم لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ أى: لنخرجن من ديارنا معكم، لنكون مصاحبين لكم حيثما سرتم. ويقولون لهم: - أيضا- وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً... ص892 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم - المكتبة الشاملة. أى: ولا نطيع في شأنكم أحدا أبدا، يريد العدوان عليكم، أو يريد منعنا من الخروج معكم ومؤازرتكم.. ويقولون لهم- كذلك-: وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ أى: وإن قاتلكم المسلمون، لنقفن إلى جواركم، ولنقدمن العون الذي يؤدى إلى نصركم. وقوله- سبحانه-: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ رد عليهم، وإبطال لمزاعمهم.
الم ذلك الكتاب لا ريب
فهو أي الذي يتلى عليكم من عند الله حقًا، وآياته هدى للمتقين، فالذي يهتدي وينتفع بها هم المتقون، هذا من حيث المنطوق، وأما من حيث المفهوم فإنها تعني أن الذي يهتدي بهذه الآيات يصبح من المتقين. فالمسلمون المتقون يهتدون بآيات هذا الكتاب ويزدادون هدى، والكفار الذين يهتدون بآياته أي يؤمنون يصبحون بذلك من المتقين. وعلى هذا المعنى يكون الوقوف في القراءة على] ﭕ ﭖﭗ [أي] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ [. وأيضاً يكون المعنى أن القرآن الذي يتلى عليكم لا ريب في آياته، فآياته مقطوع بها من عند الله، وهو أي الكتاب هدى للمتقين. الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى. وعلى هذا يكون الوقوف عند] ﭕ ﭖﭗ [ أي] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ [. ففي الوقوف الأول نفيُ الريب هو عن الكتاب جملةً] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ [، والهدى في آيات] ﭘﭙ ﭚ ﭛ [. وفي الوقوف الثاني نفيُ الريب هو عن آيات الله] ﭕ ﭖﭗ [، والهدى في الكتاب جملة] ﭚ ﭛ [ مسندة إلى] ﭓ ﭔ [. والوقوفان صحيحان، والمعنى في المحصلة واحد، لأن كتاب الله هو مجموع آياته والقطع في آياته قطع فيه والهدى في آياته هدى فيه. ] ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ[
بعد أن ذكر الله «المتقين» في الآية الثانية ذكر في هذه الآيات بعض صفاتهم التي جعلتهم من المهتدين المفلحين، فذكر سبحانه إيمانهم بالغيب وبما أنزل الله من كتب على رسله، ثمّ ذكر إيمانهم بالآخرة، كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى إقامتهم الصلاة وإنفاقهم مما رزقهم الله.
الم ذلك الكتاب
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله - عز وجل -: ( ألم تر إلى الذين نافقوا) أي أظهروا خلاف ما أضمروا: يعني: عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه ( يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب) اليهود من بني قريظة والنضير جعل المنافقين إخوانهم في الدين لأنهم كفار مثلهم. ( لئن أخرجتم) من المدينة ( لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا) يسألنا خذلانكم وخلافكم ( أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم) يعني المنافقين ( لكاذبون). ﴿ تفسير الوسيط ﴾
قال الآلوسى: قوله- تعالى-: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا... الم ذلك الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. حكاية لما جرى بين الكفرة والمنافقين من الأقوال الكاذبة والأحوال الفاسدة وتعجب منها بعد حكاية محاسن أحوال المؤمنين على اختلف طبقاتهم، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ممن يصلح للخطاب. والآية- كما روى عن ابن عباس- نزلت في رهط من بنى عوف منهم عبد الله بن أبى بن سلول... بعثوا إلى بنى النضير بما تضمنته الجمل المحكية، بقوله- تعالى-: يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ.... والمراد بالأخوة في قوله- سبحانه-: يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ: أخوة في الكفر والفسوق والعصيان... والمعنى: ألم يصل إلى علمك- أيها الرسول الكريم- حال أولئك المنافقين الذين أظهروا الإسلام، وأبطنوا الكفر، وهم يقولون لإخوانهم في الكفر من أهل الكتاب، وهم: يهود بنى النضير، أثناء محاصرتكم- أيها المؤمنون- لهم.
وقوله: ( وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا) يقول: ولا نطيع أحدًا سألنا خذلانكم، وترك نصرتكم، ولكنا نكون معكم، ( وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) يقول: وإن قاتلكم محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ومن معه لننصرنَّكم معشرَ النضير عليهم. وقوله: ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) يقول: والله يشهد إن هؤلاء المنافقين الذين وعدوا بني النضير النصرة على محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( لَكَاذِبُونَ) في وعدهم إياهم مَا وَعَدُوهم من ذلك.