من أول من أسلم من النساء
عندما نزلت الرسالة والنبوة على سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ آمن به الكثير من الرجال والنساء والأطفال والعبيد أيضًا حيث عُرف محمد بالسيرة الحسنة بين كافة أهل قريش، وعندما علم البعض بنزول الوحي عليه تسارعوا كي يعتنقوا الإسلام. ويسعى الكثير لمعرفة أوائل الأشخاص الذين أسلموا فور بداية الدعوة الإسلامية، فهذا الأمر يُعد من ضمن أهم الأمور التي تخص السيرة النبوية الشريفة. وتم التساؤل " من أول من أسلم من النساء ؟ ". ونجيب بأن من أول من أسلم من النساء هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. من هو اول من اسلم من الرجال. فالسيدة خديجة أم المؤمنين لم تكن أول من أسلم من النساء فقط، بل كانت أول من آمن بالرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فور نزول الوحي عليه، فهي من قامت بتهدئته والتخفيف عنه بعدما نزل عليه سيدنا جبريل. فلقد قال رسول الله فيها في أحد أحاديثه الشريفة:
" خديجةُ سابِقةٌ نساءَ العالمينَ إلى الإيمانِ باللَّهِ وبمحمَّدٍ ". خديجة بنت خويلد
السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين _ رضي الله عنها وأرضاها _، أولى زوجات رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من أول من أسلم من النساء ومن أول من آمن برسول الله بعد نزول الوحي عليه، عُرفت بأنها من أشرف وأغنى نساء قريش حيث أنها كانت من نسب رفيع كما كانت تمتلك تجارة واسعة إلى جانب أخلاقها الحميدة وصفاتها المتميزة التي كانت تميزها عن غيرها من النساء.
من اول من اسلم من الرجال - موج الثقافة
وفاة السيدة خديجة
توفت السيدة خديجة في السنة العاشرة من البعثة النبوية، وكان هذا بعد حصار الشعب والمقاطعة التي شهدها بني هاشم وبني المطلب، وكان عمرها حينها 65 عامًا، وتم دفنها بواسطة الرسول في مقبرة الحجون. وفي تلك الفترة لم تكن صلاة الجنازة مشروعة، فلم يصل عليها، وتم تسمية العام الذي توفت فيه بعام الحزن وذلك لأن الرسول حزن على فراقها حزنًا شديدًا حيث أنه كان يحبها حبًا جمًا. ولقد استدل على حبه لها من خلال ما ورد عن السيدة عائشة _ رضي الله عنها _:
" ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا. من أول من أسلم من الرجال. قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا ".
من هو اول من اسلم من الرجال - عالم المعرفة
محتويات
١ أبو بكر الصدّيق أول من أسلم من الرجال
١. ١ الصفات
١. ٢ الألقاب
١. ٣ حياة أبي بكر قبل الإسلام
١. من اول من اسلم من الرجال - موج الثقافة. ٤ الدعوة إلى الإسلام
١. ٥ الخلافة
١. ٦ الزوجات والأولاد
٢ الأحاديث النبويّة عن أبي بكر الصدّيق
٣ المراجع
');
أبو بكر الصدّيق أول من أسلم من الرجال
إنّ الصحابيّ أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- أول من أسلم من الرجال؛ [١] وهو عبد الله، بن عثمان، بن عامر، بن كعب، بن سعد، بن تيم، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، وكنيته أبو بكر، ويُدعى عثمان بأبي قحافة، وعمل أبو بكر -رضيّ الله عنه- بالتجارة فكان مرةً يُسافر فيها ومرةً لا يُسافر، وكانت التجارة من أهم الأعمال في قبيلة قريش. [٢] وُلِدَ أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- بعد عام الفيل، ولكن اختلف العلماء حول السنة التي وُلِدَ فيها، فيُرجح بعضهم أنّها بعد ثلاث سنوات من عام الفيل، بينما يرى آخرون أنّها بعد سنتين وستة شهور؛ لذلك لم يتمّ الاتفاق على السنة أو عدد الشهور بين العلماء، أمّا وفاته رضي الله عنه فهي فكانت بالثماني البقين من شهر جمادى الآخرة بين فترتي المغرب والعشاء، وتحديداً في ليلة يوم الثلاثاء، وكان عُمره ثلاثة وستين عاماً. [٣]
الصفات
تميز أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- بمجموعة من الصفات، ومنها الوسامة، وغزارة شعر الرأس، وبروز الجبهة، وقلّة شعر الوجه، ونحافة الجسم، أمّا صفاته الخُلُقيّة فهي كثيرة واتفقت حولها كافة الأقوال فكان رضي الله عنه ودوداً، وعُرِفَ عنه التواضع فلم يتكبر على أحدٍ في الجاهليّة أو الإسلام، فكان يُظهر تواضعاً كبيراً قبل وأثناء خلافته، كما كان معروفاً بالسخاء والكرم.
من أول من أسلم من الرجال - سطور
[٨]
الزوجات والأولاد
تزوّج أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه بأربع زوجات هن: أم رومان، وقتلة في الجاهليّة، وحبيبة وأسماء في الإسلام، وأنجب ثلاث بنات وثلاثة بنين، فأولاده هم عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، أمّا بناته فهن أسماء، وعائشة أم المؤمنين، وأم كلثوم. [٧]
الأحاديث النبويّة عن أبي بكر الصدّيق
وردت العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة حول أبي بكر الصدّيق، ومنها:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لم ينظُرِ اللهُ إليه يومَ القيامةِ. فقال أبو بكرٍ: إنَّ أحدَ شِقَّيْ ثوبي يَسْتَرْخِي، إلّا أنّ أتعاهدَ ذلكَ منه؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنكَ لَنْ تَصْنَعَ ذلِكَ خُيَلاءً). [٩]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (من أصبح منكم اليومَ صائمًا؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: أنا. قال: فمن تبع منكم اليومَ جنازةً؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: أنا. قال فمَن أطعم منكم اليومَ مسكينًا؟ قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: أنا. من هو اول من اسلم من الرجال - عالم المعرفة. قال: فمن عاد منكم اليومَ مريضًا؟ قال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: أنا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما اجتمَعْنَ في امرئٍ، إلا دخل الجنَّةَ).
في المجلس، وبه قال الشّافعيّ (١) وأبو حنيفة (٢). وليس لأحد أنّ يليَ القضاء حتّى يكون عالمًا بالكتابِ والسُّنَّة، عالمًا باختلاف الصَّحابة ومَن بعدهم، وأن يكون عالمًا بإجماع أهل العلم واختلافهم، جيِّدَ العقل أمينًا فطِنًا، فإذا كان كذلك وتقلَّد القضاء، أمضَى ما يجب عليه من الأحكام، ممّا هو منصوصٌ في الكتاب والسُّنَّة والإجماع، أو ما دلّ عليه بعضُ ذلك، فإذا ورد عليه مُشكِلٌ من الأمر عندَهُ، أحضر له أهل المعرفة بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، وسألهم عن ذلك واستشارهم فيه. والأصل فيه: قوله تعالى لنبيِّه -عليه السّلام-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الآية (٣). وقال الحسن البصريّ: قد علِمَ اللهُ أنّه ليس له إليهم حاجةٌ، ولكن أراد أنّ يسنّ لمن بعده. وكان سفيان الثّوريّ يقول: بلغني أنّ المَشُورَةَ نصفُ العقل. من أول من أسلم من الرجال - سطور. وقد سنّ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - الاستشارة في غيرِ ما موضعٍ، واستشارَ أصحابَهُ عام الحُديَبيّة، واستشار أبا بكرِ وعمر في أسرَى بدرٍ. وقال ابنُ سيرين: التَّثبُّتُ نصفُ القضاءِ. وقال سفيان الثّوريّ: ليكن أهل مَشُورتك أهل التّقوى وأهل الأمانة ومَن يخشى الله (٤). فإذا استشارَ القاضي وأفتى العلماء، سألهم: مَنْ قالَهُ؟ وأين قالَهُ؟ فلا يحكم بشيءٍ حتّى تتبيّن له حُجَّة يجب أنّ يحكم بها.
( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا). ثم قال تعالى: ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا). قال مسروق: لما نزل قوله: ( من يعمل سوءا يجز به). قال أهل الكتاب للمسلمين: نحن وأنتم سواء ، فنزلت هذه الآية إلى قوله: ( ومن أحسن دينا) وفيه مسائل:
المسألة الأولى: قرأ ابن كثير ، وأبو بكر عن عاصم: " يدخلون الجنة " بضم الياء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله ، وكذلك في سورة مريم وفي حم المؤمن ، والباقون: بفتح الياء ، وضم الخاء في هذه السور جميعا على أن الدخول مضاف إليهم ، وكلاهما حسن ، والأول أحسن ؛ لأنه أفخم ، ويدل على مثيب أدخلهم الجنة ويوافق: ( ولا يظلمون). وأما القراءة الثانية فهي مطابقة لقوله تعالى: ( ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم) [الزخرف: 70] ، ولقوله: ( ادخلوها بسلام) [الحجر: 46]. والله أعلم. المسألة الثانية: قالوا: الفرق بين " من " الأولى والثانية ، أن الأولى للتبعيض ، والمراد: من يعمل بعض الصالحات ؛ لأن أحدا لا يقدر على أن يعمل جميع الصالحات ، بل المراد أنه إذا عمل بعضها حال كونه مؤمنا استحق الثواب. واعلم أن هذه الآية من أدل الدلائل على أن صاحب الكبيرة لا يبقى مخلدا في النار ، بل ينقل إلى الجنة ؛ وذلك لأنا بينا أن صاحب الكبيرة مؤمن ، وإذا ثبت هذا فنقول: إن صاحب الكبيرة إذا كان قد صلى وصام وحج وزكى وجب بحكم هذه الآية أن يدخل الجنة ، ولزم بحكم الآيات الدالة على وعيد الفساق أن يدخل النار ، فأما أن يدخل الجنة ، ثم ينقل إلى النار فذلك باطل بالإجماع ، أو يدخل النار ثم ينقل إلى الجنة فذلك هو الحق الذي لا محيد عنه والله أعلم.
ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى
* * * وأما قوله: " ولا يظلمون نقيرًا " ، فإنه يعني: ولا يظلم الله هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثوابِ عملهم، مقدارَ النُّقرة التي تكون في ظهر النَّواة في القلة، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأكثر؟ وإنما يخبر بذلك جل ثناؤه عبادَه أنه لا يبخَسهم من جزاء أعمالهم قليلا ولا كثيرًا، ولكن يُوفِّيهم ذلك كما وعدهم. (51) * * * وبالذي قلنا في معنى " النقير " ، قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: 10536- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد: " ولا يظلمون نقيرًا " ، قال: النقير، الذي يكون في ظهر النواة. 10537- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا أبو عامر قال، حدثنا قرة، عن عطية قال: النقير، الذي في وسط النواة. (52) * * * فإن قال لنا قائل: ما وجه دخول: " مِن " في قوله: " ومن يعمل من الصالحات " ، ولم يقل: " ومن يعمل الصالحات " ؟ قيل: لدخولها وجهان: أحدهما: أن يكون الله قد علم أن عبادَه المؤمنين لن يُطيقوا أن يعملوا جميع الأعمال الصالحات، فأوجب وَعده لمن عمل ما أطاق منها، ولم يحرمه من فضله بسبب ما عجزتْ عن عمله منها قوّته. (53) والآخر منهما: أن يكون تعالى ذكره أوجب وعدَه لمن اجتنب الكبائر وأدَّى الفرائض، وإن قصر في بعض الواجب له عليه، تفضلا منه على عباده المؤمنين، إذ كان الفضل به أولى، والصفح عن أهل الإيمان به أحرَى.
ومن يعمل من الصالحات من ذكر
تفسير و معنى الآية 94 من سورة الأنبياء عدة تفاسير - سورة الأنبياء: عدد الآيات 112 - - الصفحة 330 - الجزء 17. ﴿ التفسير الميسر ﴾
فمن التزم الإيمان بالله ورسله، وعمل ما يستطيع من صالح الأعمال طاعةً لله وعبادة له فلا يضيع الله عمله ولا يبطله، بل يضاعفه كله أضعافًا كثيرة، وسيجد ما عمله في كتابه يوم يُبْعث بعد موته. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران» أي لا جحود «لسعيه وإنا له كاتبون» بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجازيه عليه. ﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم فصل جزاءه فيهم، منطوقا ومفهوما، فقال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ أي: الأعمال التي شرعتها الرسل وحثت عليها الكتب وَهُوَ مُؤْمِنٌ بالله وبرسله، وما جاءوا به فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ أي: لا نضيع سعيه ولا نبطله، بل نضاعفه له أضعافا كثيرة. وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ أي: مثبتون له في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي مع الحفظة. أي: ومن لم يعمل من الصالحات، أو عملها وهو ليس بمؤمن، فإنه محروم، خاسر في دينه، ودنياه. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) لا يجحد ولا يبطل سعيه بل يشكر ويثاب عليه ( وإنا له كاتبون) لعمله حافظون وقيل معنى الشكر من الله المجازاة
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وسنحاسبهم جميعا على أعمالهم حسابا دقيقا، يجازى فيه المحسن خيرا، ويعاقب فيه المسيء على إساءته.
ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن
* * * وقد تقوّل قوم من أهل العربية، (54) أنها أدخلت في هذا الموضع بمعنى الحذف، ويتأوّله: ومن يعمل الصالحاتِ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن. (55) وذلك عندي غير جائز، لأن دخولها لمعنًى، فغير جائز أن يكون معناها الحذف. ---------------------- الهوامش: (51) انظر تفسير "النقير" فيما سلف: 8: 472-475. (52) من أول قوله: "وبالذي قلنا في معنى النقير" إلى آخر هذا الأثر ، ساقط من المخطوطة. وهذان الأثران: 10536 ، 10537 ، لم يذكرا هناك (8: 472-475) في الآثار التي جاء فيها تفسير "النقير". وهذا أحد ضروب اختصار أبي جعفر تفسيره. (53) في المخطوطة: "منها قوله" ، وفوق "قوله" "كذا" ، دليلا على أنها كانت كذلك في الأصل الذي نقل الناسخ عنه. وصواب قراءتها ما أثبت. وفي المطبوعة: "قواه" بالجمع ، وهي أيضًا حسنة. (54) ليس في المخطوطة: "قوم" ، وإثباتها لا بأس به ، وهذا الذي سيسوقه رأي بعض أهل البصرة ، كما أشار إليه مرارًا فيما سلف. (55) انظر زيادة "من" في الجحد والإثبات فيما سلف 2: 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5: 586 / 6: 551 / 7: 489.
وقال- سبحانه-: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ بالنفي المفيد للعموم، لبيان كمال عدالته- تعالى- وتنزيهه- عز وجل- عن ظلم أحد، أو أخذ شيء مما يستحقه. وعبر عن العمل بالسعي، لإظهار الاعتداد به، وأن صاحب هذا العمل الصالح، قد بذل فيه جهدا مشكورا، وسعى من أجل الحصول عليه سعيا بذل فيه طاقته. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ولهذا قال: ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) أي: قلبه مصدق ، وعمل عملا صالحا ، ( فلا كفران لسعيه) ، كقوله: ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) [ الكهف: 30] أي: لا يكفر سعيه ، وهو عمله ، بل يشكر ، فلا يظلم مثقال ذرة; ولهذا قال: ( وإنا له كاتبون) أي: يكتب جميع عمله ، فلا يضيع عليه منه شيء. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ( من) للتبعيض لا للجنس إذ لا قدرة للمكلف أن يأتي بجميع الطاعات فرضها ونفلها ؛ فالمعنى: من يعمل شيئا من الطاعات فرضا أو نفلا وهو موحد مسلم. وقال ابن عباس: مصدقا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. فلا كفران لسعيه أي لا جحود لعمله ، أي لا يضيع جزاؤه ولا يغطى. والكفر ضده الإيمان. والكفر أيضا جحود النعمة ، وهو ضد الشكر. وقد كفره كفورا وكفرانا. وفي حرف ابن مسعود فلا كفر لسعيه.