المسألة الثانية: مقتضى اللغة أن يقال: واطمأنوا إليها، إلا أن حروف الجر يحسن إقامة بعضها مقام البعض، فلهذا السبب قال: {واطمأنوا بِهَا}. والصفة الرابعة: قوله تعالى: {والذين هُمْ عَنْ ءاياتنا غافلون} والمراد أنهم صاروا في الإعراض عن طلب لقاء الله تعالى. بمنزلة الغافل عن الشيء الذي لا يخطر بباله طول عمره ذكر ذلك الشيء، وبالجملة فهذه الصفات الأربعة دالة على شدة بعده عن طلب الاستسعاد بالسعادات الأخروية الروحانية، وعلى شدة استغراقه في طلب هذه الخيرات الجسمانية والسعادات الدنيوية. قال السمرقندي: {إَنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} يعني: لا يخافون البعث بعد الموت؛ ويقال: لا يرجون ثوابنا بعد الموت. إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا | موقع البطاقة الدعوي. {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} ، يعني: اختاروا ما في الحياة الدنيا، يعني: على ثواب الآخرة {واطمأنوا بِهَا} ، يقول: ورضوا بها وسكنوا إليها وآثروها وفرحوا بها. {والذين هُمْ عَنْ ءاياتنا غافلون} ، يعني: عن محمد والقرآن معرضون فلا يؤمنون؛ ويقال: تاركين لها ومكذبين بها، ويقال: لم يتفكروا فيها. قال الثعلبي: {إِنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} يعني لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا، والرجاء يكون بمعنى الهلع والخوف {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} فاختاروها دارًا لهم {واطمأنوا بِهَا} وسكنوا إليها.
- خطبة عن الركون إلى الدنيا ، وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا | موقع البطاقة الدعوي
- تفسير قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
- يختص برحمته من يشاء - 2 : الشيخ زمان الحسناوي
- تفسير يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [ آل عمران: 74]
- حقيقة مقام النبوة – الشروق أونلاين
- تفسير قول الله تعالى:(يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
خطبة عن الركون إلى الدنيا ، وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
مُداخلة: عندنا: أبو حزرة. الشيخ: انظر: "التقريب". الطالب: هذا "التقريب" يا شيخ، يقول: يعقوب بن مجاهد، القاص، يكنى: أبا حزرة -بفتح المهملة وسكون الزاي- وهو بها أشهر، صدوق، من السادسة، مات سنة تسعٍ وأربعين، أو بعدها. (البخاري في "الأدب"، ومسلم، والأربعة). الشيخ: حزرة بالحاء. حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة، عن عبادة بن الوليد: حدثنا جابر قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا تُوافقون من الله ساعةً فيها إجابة فيستجيب لكم. تفسير قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ. ورواه أبو داود من حديث حاتم بن إسماعيل، به. وقال البزار: وتفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، لم يُشاركه أحدٌ فيه. وهذا كقوله تعالى: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ الآية [الإسراء:11]. وقال مجاهد في تفسير هذه الآية: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ الآية، هو قول الإنسان لولده أو ماله إذا غضب عليه: اللهم لا تُبارك فيه، والعنه. فلو يُعجّل لهم بالاستجابة في ذلك ما يُستجاب لهم في الخير لأهلكهم. وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [يونس:12].
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا | موقع البطاقة الدعوي
وأعقب ذلك باسم الإشارة لزيادة إحضار صفاتهم في أذهان السامعين ، ولما يؤذن به مجيء اسم الإشارة مبتدأ عقب أوصاف من التنبيه على أن المشار إليه جدير بالخبر من أجل تلك الأوصاف كقوله - تعالى -: أولئك على هدى من ربهم في سورة البقرة. والمأوى: اسم مكان الإيواء ، أي الرجوع إلى مصيرهم ومرجعهم. والباء للسببية. والإتيان بـ ( ما) الموصولة في قوله: ( بما كسبوا) للإيماء إلى علة الحكم ، أي أن مكسوبهم سبب في مصيرهم إلى النار ، فأفاد تأكيد السببية المفادة بالباء. خطبة عن الركون إلى الدنيا ، وقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. والإتيان بـ ( كان) للدلالة على أن هذا المكسوب ديدنهم. والإتيان بالمضارع للدلالة على التكرير ، فيكون ديدنهم تكرير ذلك الذي كسبوه.
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
وربما كان من الطبيعي لهذا الرضا بها والاطمئنان إليها، أن يكون خطّاً للسير ومنهجاً للسلوك، لأنّ ذلك يفرض الالتزام بقيمها وعلاقاتها وشهواتها وأهدافها، بعيداً عن كل القيم الروحية المتصلة بالله واليوم الآخر.
كتاب الكون والقرآن.. تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة
كتاب المتشابه من القرآن
تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام
كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل:
التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
الشيخ زمان الحسناوي
عدد التحميلات
281
كود المدونة او الموقع
لإضافة مقطع يختص برحمته من يشاء - 1 بصوت الشيخ زمان الحسناوي في موقعك او مدونتك انسخ الكد التالي:
کن اول من یعلق عن هذا المقطع الصوتی
يختص برحمته من يشاء - 1 - الشيخ زمان الحسناوي تاريخ الاضافة 2019-03-11 14:12:14 عدد الاستماعات 6 عدد التحميلات 281
نص هذا المقطع
الزائر الکريم لم يرسل الينا النّص لهذا المقطع. بإرسالکم النّص لهذا المقطع سوف تتساهمون في مساعدتنا في ارتقاء هذا الموقع. ارسال النص
يختص برحمته من يشاء - 2 : الشيخ زمان الحسناوي
والمصدر المؤوّل (أن تحسبوه... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (يلوون). الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (من الكتاب) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر ما الواو عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (هو) ضمير مثل الأول (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (وما هو من عند اللّه) مثل وما هو من الكتاب الواو عاطفة (يقولون على اللّه... يعلمون) مرّ إعراب هذه الآية سابقا. جملة: (إنّ منهم لفريقا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة. وجملة: (يلوون) في محلّ نصب نعت ل (فريقا). وجملة: (تحسبوه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (ما هو من الكتاب) في محلّ نصب حال. وجملة: (يقولون.. ) في محلّ نصب معطوفة على جملة يلوون. وجملة: (هو من عند اللّه) في محلّ نصب مقول القول. تفسير يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [ آل عمران: 74]. وجملة: (ما هو من عند اللّه) في محلّ نصب حال. وجملة: (يقولون على اللّه.. وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم. الصرف: (يلوون)، فيه إعلال بالحذف، أصله يلويون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الواو وحذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يلوون، وزنه يفعون.
تفسير يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [ آل عمران: 74]
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
حقيقة مقام النبوة &Ndash; الشروق أونلاين
(ألسنة)، جمع لسان، اسم جامد وهو- على الغالب- مذكّر، وبعضهم يجعله مؤنثا إن كان جمعه ألسن. البلاغة: 1- التشبيه: في قوله: (لتحسبوه) أي يعطفون ألسنتهم بشبه الكتاب لتحسبوا ذلك الشبه من الكتاب. 2- وإظهار (الاسم الجليل) و(الكتاب) في محلّ الإضمار لتهويل ما أقدموا. عليه في القول. الفوائد: (لوى) الحبل فتله يلويه ليّا. ولوى رأسه وألوى برأسه أماله وأعرض. وقوله تعالى: (وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا). يختص برحمته من يشاء - 2 : الشيخ زمان الحسناوي. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: هو القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر، وألوى بالكلام: خالف به عن جهته. وألوى بهم الدهر: أهلكهم قال الشاعر: أصبح الدهر وقد ألوى بهم ** غير تقوالك من قيل وقال
تفسير قول الله تعالى:(يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
أنت في عشر ذي الحجة تنبه إلى قلبك ينبغي أن يكون سليماً، وخاصة على علماء الأمة، وخاصة على فقهائها، هذا فضلاً عن أصحاب سيدنا رسول الله، فضلاً عن الخلفاء الأربعة، فضلاً عن كتاب الوحي، فضلاً عن أمهات المؤمنين، فضلاً عن الذين نقلوا إلينا أحاديث سيدنا رسول الله كأبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه، أيها الإخوة أيام عشر ذي الحجة هي الأيام التي يتنافس فيها المتنافسون، علينا بصيامها وبقيام لياليها وقيام لياليها، أقل ما يمكن أن يقال في قيام لياليها أن تصلي الفجر والعشاء في جماعة. من خلال هذه الأيام علينا أن نتعرض لنفحة الله عز وجل، سائلين المولى أن يغيث البلاد والعباد، وأن يطهر قلوبنا من الحقد ومن الغل ومن الحسد على كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى نسلم يوم القيامة إذ يقول مولانا عز وجل: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} لنتنافس أيها الإخوة في هذه الأيام بالأخلاق الحسنة وخيركم خيركم لأهله، سائلين المولى عز وجل أن يعيننا على اتباع سيدنا رسول الله بأقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا وأحوالنا، وفي ساعة الرضا وفي ساعة الغضب، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، أقول هذا القول وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
(ابن تيمية، النبوات، 1/ 21)
ولابن تيمية كلام رائع نفيس يُجمل فيه ما قُدّم بيانه، يقول فيه: فإنّ الله سبحانه جعل الرسل وسائط بينه وبين عباده، في تعريفهم ما ينفعهم وما يضرّهم، وتكميل ما يُصلحهم في معاشهم ومعادهم، وبعثوا جميعاً بالدعوة إلى الله، وتعريف الطريق الموصل إليه، وبيان حالهم بعد الوصول إليه. – فالأصل الأول يتضمن إثبات الصفات والتوحيد والقدر، وذكر أيام الله في أوليائه وأعدائه، وهي القصص التي قصّها على عباده، والأمثال التي ضربها لهم. تفسير قول الله تعالى:(
يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم). – والأصل الثاني يتضمن تفصيل الشرائع، والأمر والنهي والإباحة، وبيان ما يُحبّه الله وما يكرهه. – والأصل الثالث يتضمن الإيمان باليوم الآخر، والجنة والنار، والثواب والعقاب. وعلى هذه الأصول الثلاثة مدار الخلق والأمر، والسعادة والفلاح موقوفة عليها، ولا سبيل إلى معرفتها إلا من جهة الرسل، فإنّ العقل لا يهتدي إلى تفاصيلها ومعرفة حقائقها، وإن كان قد يُدرك وجه الضرورة إليها، من حيث الجملة،كالمريض الذي يُدرك وجه الحاجة إلى الطبّ ومن يُداويه، ولا يهتدي إلى تفاصيل المرض وتنزيل الدواء عليه، وحاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من حاجة المريض إلى الطبّ؛ فإنّ آخر ما يقدر بعدم الطبيب موت الأبدان، وأما إذا لم يحصل للعبد نور الرسالة وحياتها مات قلبه موتاً لا تُرجى الحياة معه أبداً، أو شقي شقاوة لا سعادة معها أبداً، فلا فلاح إلا باتباع الرسول.
ولا أجد أبلغ من حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه السانحة إذ يقول:«إِنِّي لَأَرَى أُمَمًا تُقَادُ بِالسَّلَاسِلِ مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ».