لننظر إلى تغييرات الأطفال عند الدخول في سن المراهقة، وكيفية التعامل مع الآثار المترتبة على السلوك السيئ في سن المراهقة. يشعر العديد من أولياء الأمور بالقلق والتوتر تجاه سلوك أبنائهم المراهقين، والقلق حول ما إذا كان هذا يعد أمرًا طبيعيًا. سلوك المراهق العادي
يقولون: " أصعب وظيفة في العالم أن تصبح والدًا ". بالنسبة للبعض، يمكن أن يشعروا بالتوتر
خلال سنوات المراهقة، ربما يكون سلوك المراهقين محيرًا، ومرهقًا، ومؤذيًا، وغالبا ما يبعث على القلق، ولكن في معظم الحالات لا يعني هذا أن هناك أي شيء أكثر خطورة يحدث نتيجة العملية الطبيعية في أن يصبح بالغًا. ومن بين العديد من قضايا السلوك الشائعة أن يجد الآباء صعوبة في التعامل مع ابنهم المراهق في فترة أساسية من سن البلوغ والنمو. ان تتكيف الهرمونات، جنبا إلى جنب مع تغيرات الجسم، وتكافح من أجل العثور على الهوية، والشعور بالتوتر تجاه الأصدقاء وتطوير الاستقلال، يعني أن سنوات المراهقة هي فترة مربكة لطفلك. وقد يعني هذا أنه، على سبيل المثال، يصبح منعزلًا، ويقضي مزيدًا من الوقت وحده أو مع الأصدقاء، ولكنه يشعر بأنه يساء فهمه، ورفض محاولات لإجراء محادثات أو إظهار المودة، أو يظهر متجهما ومتقلب المزاج.
- كيفيه التعامل مع المراهق
- شرح حديث / لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم - فذكر
كيفيه التعامل مع المراهق
[٣]
مراقبة ما يشاهده ويقرأه
يَستطيع المراهق الحصول على كميّة كبيرة من المعلومات من البرامج التلفزيونية والمجلات والكتب، وشبكة الإنترنت، لذلك يجب أن يكون لدى الآباء علم حول كل هذا، كما يجب عليهم وضع حدود على مقدار الوقت الذي يقضيه أمام الكمبيوتر أو التلفزيون، ومعرفة ما يتعلّمه من وسائل الإعلام ومع من يتواصل عبر الإنترنت. [٣]
الدعم المستمر
على الآباء تقديم الدعم المستمر والوقوف دائماً بجانب ابنهم المراهق؛ فالمراهق يمر بمرحلة تجعله دائم الشعور بالخوف، فهو يواجه مشاعر ومسؤوليات جديدة، لذلك فهو بحاجة لمن يقف بجانبه دائماً ويطمئنه، وهو بحاجة لمن يستمع له، في الوقت الذي يكون مستعداً للحديث فيه، لذلك يجب الاستماع له دون مقاطعته، كما يجب أن يكون الآباء متفهّمين ومنفتحين بحيث يعطون ابنهم المراهق الموافقة والدعم على بعض الأمور التي يفكر بها، حيث أثبتت الدراسات أنّ المراهقين الذكور والإناث يمتلكون أعلى نسبة من تقدير الذات إذا ظنوا أن لديهم الموافقة والدعم من قبل أولياء أمورهم. [٤]
الصبر على الابن المراهق
يجب على الآباء التحلي بمزيد من الصبر عند معاملة ابنهم المراهق؛ حيث إن الطفل المراهق يحتاج إلى الوقت الكثير ليجد التوازن الصحيح لسلوكياته واستقلاليته، فحتى لو انحرف بسلوك سيئ في بعض الأحيان، فإنه سيعود لطبيعته في الوقت المناسب، لذلك يجب على الآباء أن يغفروا وينسوا أخطاء أبنائهم المراهقين، وعدم التوقف عندها والمضي قدماً.
الثقة: أعرف أن الثقة قد تختلف درجتها من ابن لآخر، فقد ترى الأم اندفاعًا وتهورًا من ابن، وتعقلًا وحرصًا من ابن آخر، لكن ابدئي بالثقة أولًا، ثقي بابنك واحرصي على أن يعرف أنك تثقين به، عندما يشعر ابنك أنك تثقين به سوف يعمل جاهدًا ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبدًا. اقرئي مزيدًا عن الثقة عند المراهقين على "سوبرماما". المساندة: هناك خط رفيع بين المساندة والتحكم، عندما يأتي إليك ابنك يطلب منك النصيحة أو المساعدة، اعرضي عليه ما تفكرين فيه، واتركي له القرار في النهاية، لا تتشبثي بأن ينفذ اقتراحك بحذافيره، كوني بجانبه دائمًا. اقرئي على "سوبرماما" عن خطورة الحماية الزائدة من الأباء. التواصل: ليكن بينكما حوار دائم، وحكايات متبادلة، وأخبار، ومناقشات، ونشاطات مشتركة، كوني موجودة في حياة ابنك كطرف يتكلم معه وليس فقط يتلقي الأوامر منه أو ينفذ طلباته، سيسهل عليك التواصل أمورًا كثيرة، إذا كانت العلاقة جيدة بينك وبين ابنك سيسهل عليك مثلًا أن تحدثيه عن التدخين أو المخدرات أو البلوغ، تذكري أيضًا أن تستخدمي مهارات التواصل من هدوء في الحديث وصراحة، كذلك تعلمي التفاوض للوصول لحلول مقبولة للطرفين. الخصوصية: هل تذكرين عندما كنت في سن المراهقة وتغلقين على نفسك الباب لتجلسي وحدك، تستمعين للموسيقى أو تكتبين أو تفكرين أو حتى تتكلمين في الهاتف مع أصدقائك؟ سيفعل ابنك ذلك أيضًا، فتقبلي ذلك بصدر رحب، واحترمي خصوصيته.
ورد الحديث للنبي ﷺ حول الخروج من الأرض إذا حَلَّ بها الطاعون والوباء:
" إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه. " (متفق عليه)
هل يتعارض الحديث مع قول المسيح الموعود بوجوب الخروج من أرض الوباء؟
لقد ورد قول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بعد علم حضرته بأن الحاكم العام للهند أوصى الناس بالأخذ بعلاج الطاعون واقترح عليهم ما يلي من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
" أنه إذا تفشى الطاعون في قرية أو مدينة أو حارة كان علاجه الأمثل أن يهجر فوراً دون أدنى تأخير أهل تلك القرية أو المدينة أو الحارة الذين تفشى فيها الطاعون أماكنهم ويسكنوا في الخارج في فلاة أو أرض تخلو من تأثيره. شرح حديث / لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم - فذكر. أعلمُ بيقين القلب أن هذا الاقتراح مفيدٌ جداً، وأعلمُ أيضاً بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال بأنه إذا حَلَّ بمدينة وباءٌ فيجب على أهلها أن يهجروها فوراً وإلا سيُعدّون من الذين يحاربون الله. إن الفرار من مكان الوباء من فطنة الإنسان. لقد ورد في كتب التاريخ أنه عندما سافر الخليفة الثاني سيدنا عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لزيارة بلاد الشام بعد فتحها علِم بعد قطع مسافة وجيزة أن الطاعون متفشٍّ فيها بشدة فعقد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ العزمَ على العودة فور سماعه هذا الخبر وألغى مواصلة السفر.
شرح حديث / لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم - فذكر
"وطن" كلمة تحمل في طيّاتها كمًّا هائلًا من الأمان والسكينة، تحمل معاني العطاء وقدسية البقاء والتشبث بأرضه، فقد ثبت عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرقي المرضى قائلًا: (باسم الله تربة أرضنا بريقه بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا) رواه مسلم. وقد كانت مكة المكرمة الوطن الأم للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يغادرها إلّا مُجبَرًا من الظُلّام بعد أن أذوه جسديًّا ومعنويًّا وقاطعوا تجارته، فاقتداءً برسول الله يجب علينا حب أوطاننا والإخلاص لها وعدم غدرها ومغاتدرتها مهما جار علينا الزمن. عندما غادر النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة باتجاه المدينة المنورة ، نظر الرسول إلى مكة بعينين دامعتين وكأنه يودّع صديقه الصدوق. فقد روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم إلى مكة قائلًا: (ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ) وفي رواية اخرى: (والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ)، وقد دلّ هذا الحديث الشريف على حب الرسول الكريم لوطنه وتعلقه به ورؤيته أجمل بلدان العالم مهما سافر وانتقل، وعندما وصل إلى المدينة المنورة وأحب أهلها وأحبوه وألفها وألف شوارعها لمست مكة قلبه وعقله واجتاحه الحنين لها فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) رواه البخاري.
بل تشدد الآية على إن عدم الفرار من الأرض التي فيها ظلم أو أي سبب لضعف الإنسان أو هلاكه إنما هو من دواعي غضب الله تعالى وعدم الأخذ بأسبابه ومآل ذلك نار جهنم، وهو عين ما قاله المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. والنهى عن إلقاء النفس في المهالك في قوله تعالى:
{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} -البقرة
فحتى في سياق الإنفاق يهلك الإنسان إذا لم ينفق ماله في سبيل الله تعالى. وهكذا بعموم الآية وخصوص لفظها معاً يؤكد الله تعالى على أن لا يترك الإنسان نفسه فريسة للضعف والهلاك. فالفرار من الطاعون بنية الالتجاء من قهر الله تعالى إلى لطفه واجب يعاقب مخالفه بنار جهنم كما تصرّح الآية من سورة النساء. على من يقع أمر منع الخروج من أرض الطاعون والوباء؟
أما الأمر الآخر المهم في منع الخروج عند عموم الوباء وعبثية الفرار منه إذا لم يتوفر العلاج في أي مكان بالإضافة إلى تسبب ذلك في هجرة الأطباء الأمر الآخر هو العدوى، حيث إن الجذام كالجرب والحصباء والوباء من الأمراض المتعدية. وهكذا كان الأمر النبوي يحذّر من نقل المرض وإفشاء العدوى في المناطق السليمة وهو ما يطلق عليه بالحجْر أو العزل الصحي حين تضرب الأوبئة الخطيرة المُعدية.