منطلقات الثورة
كان الحكام الأمويون يعيثون في الأرض فساداً فكانوا يعملون على تعطيل حدود الله وإسقاط السنن النبوية الشريفة والرجوع إلى الجاهلية ولا يمكن وصف الأوضاع المزرية في عهد الأمويين والتي أدت إلى ثورة زيد ولكن يمكن معرفة الدوافع الرئيسية لهذه الثورة من كلام زيد عندما قام بثورته حيث قال: (إني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه وإحياء السنن وإماتتة البدع فإن تسمعوا يكن خيرا لكم ولي وإن تأبوا فلست عليكم بوكيل). فالظلم والفساد وإحياء البدع والفتن والتناحر قد بلغ ذروته في عهد هشام بن عبد الملك وظلت الأمة تعاني من هذه الأوضاع الشاذة فضلا عن أن الناس لم ينسوا ما فعل الأمويون من الجرائم البشعة التي شكلت دوافع لخروج زيد حين أعلن قوله: (وإنما خرجت على بني أمية لأنهم قتلوا جدي الحسين (ع) وأغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت الله بالمنجنيق والنار). وهناك أسباب ودوافع أخرى للثورة منها المؤامرة القذرة التي حاك خيوطها يوسف بن عمر الثقفي والي العراق من قبل هشام الذي ادعى أن خالد بن عبد الله القسري الوالي السابق كان قد أعطى زيداً ستمائة ألف درهم وكتب بذلك إلى هشام وكان يوسف هذا قد اشتهر بولائه الشديد للأمويين بقدر بغضه الشديد للعلويين.
- زيد بن علي بن الحسين
- مقتل زيد بن علي بن الحسين
- القران الكريم |فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
زيد بن علي بن الحسين
إن الخوض في غمار أحداث التاريخ مسألة صعبة وشائكة بسبب كثرة الأحداث والآراء والدوافع والأغراض لرواة هذه الأحداث، مما يجعل البعض يتوجس خيفة وحذراً من إبداء رأيه فيها، وتجاوزاً لهذا التخبط أصبح لزاماً على الباحث التاريخي أن يكون دقيقاً في التحري عن الرواية الصحيحة واعتمادها ، ومن أهم الضوابط المعتمدة لترجيح رواية على أخرى هي معرفة رجال السند وتقييم المؤرخين لهم من حيث الأمانة والدقة في النقل، إضافة إلى معرفة ميول الراوي وتوجهاته وقربه إلى الحدث، أو معرفة الأشخاص الذين يروي عنهم. وسوف نتناول شخصية طالما اشتهرت بمعرفتها لعلوم الفقه والتفسير، إلا وهي شخصية زيد بن علي بن ابي طالب (عليهما السلام) ، نتناوله كالموتور الثائر الذي واجه المخطط الأموي المنحرف في الحياة الاسلامية، والظروف الصعبة التي تعيشها الأمة وعايش حوادثها بعد مذبحة كربلاء. ولد الشهيد زيد بن علي في ظل الدولة الاموية، حكم وراثي عضوض، وجاهلي برداء اسلامي، يتسم بالقوة السياسية، ويمنع الناس من أن يبدوا آراءهم في الحكام الا ما يوافق هواهم، وكان يتجه الى تقديس كل ما يفعله الولاة والحكام، حتى كانوا يعبرون عن أنفسهم بانهم ظل الله في الارض وان تلك الكلمة التي صاح بها عبد الملك بن مروان في مكة المكرمة " من قال لي اتق الله قطعت عنقه" [1].
مقتل زيد بن علي بن الحسين
فقال:" وانا اشهد ان يزيد ليس شرا من هشام فما لكم"، وذلك لا يمكن له ان يتغاضى اكثر من ذلك عما يشاهده من ظلم يقترف واعمال بعيده عن الاسلام يجاهر بها [4].
مثلت الثورة الحسينية نقطة تحوّل عظمى في تاريخ الأمة الإسلامية وصارت رمزاً للثورات التي تلتها ضد الظلم والطغيان, فقد حملت هذه الثورة من الخصائص والقيم الإنسانية والفكرية ما أحدث وعياً جماهيرياً عارماً لا يطفأ ناره ولا يخمد أواره, وعلى إثرها انكشفت حقيقة الجاهلية الأموية التي لبست ثوب الإسلام وتوالت الثورات العلوية وغيرها حتى انتهت بإسقاط الحكم الأموي.
الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الإنسان من طين لازب... ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب... خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب... تلطف به، فنوع له المطاعم والمشارب... وحمله في البَرِّ على الدواب، وفي البحر على القوارب... نحمَده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب... ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب... وندعوه دعاء المستغفر الوجل التائب، أن يحفظنا من كل شر حاضر أو غائب... وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الغالب... شهادة متيقن بأن الوحدانية لله أمر لازم لازب... أرأيت الأرض في دورانها كيف تمسكت بكل ثابت وسائب؟! أرأيت الشموس في أفلاكها كيف تعلقت بنجم ثاقب؟! أرأيت الرياح كيف سخِّرت فمنها الكريم ومنها المعاقِب؟! أرأيت الأرزاق كيف دبرت وهل في الطيور زارع أو كاسب؟! القران الكريم |فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ. أرأيت الأنعام كيف ذُلِّلت وجادت بألبانها لكل حالب؟! أرأيت النحل كيف رشف رحيق الزهور فأخرج الشفاء مشارب؟! أرأيت النمل كيف خزن طعامه وهل للنمل كاتب أو حاسب؟! أرأيت الفرخ كيف نقر بيضه وخرج في الوقت المناسب؟! أرأيت العنكبوت كيف نسجت وفي الخيوط مصائد ومصائب؟! أرأيت الوليد كيف التقم ثدي الأم دون علم سابق أو تجارِب؟! أرأيت الإنسان إذا ضحك؟!
القران الكريم |فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
هذه التي عرفتموها ورأيتموها في كل مكان وزمان على الأرض إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منكم وما نحن بمغلوبين.. لا شك في أن التوافق الذي رأيناه في صيغ الآيات الثلاث السابقة هو مثل حي من بلاغة الأسلوب القرآني وجمال تعبيره ودقة معانية. وإلى جانب ذلك نجد أن ذكر المشرق والمغرب مرة في صيغة المفرد ومرة في صيغة المثنى ومرة في صيغة الجمع يعطي باعـثا للبحث والتفكير وحافزا للتعمق والتأمل. فالمعاني والكلمات والتعبيرات بل والصيغ لا تأتي منقادة بهذه السهولة واليسر إلا للعزيز الحكيم وإذا تعمقنا مرة أخرى في معنى رب المشارق والمغارب لوجدنا في هذا التعبير أيضا. هذه الزاوية الجديدة التي لا عهد للانسان بها فشروق الشمس وغروبها في كل لحظة على بلد جديد وعلى بقعة مختلفة من بقاع الأرض في أبعد ما يكون عن التصور الانساني الكاتب: " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د. يحيى المحجري المصدر: موقع نواحي
أرأيت كيف تثاءب؟! أرأيت نفسك نائمًا وقد ذهبت بك الأحلام مذاهب؟! إذا رأيت ذلك كله فاخشع فلا نجاة لهارب... وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسول الملك الواهب... ما من عاقل إلا علم أن الإيمان به حق وواجب... سل العدول، وسل هل عابه في الحقِّ عائب؟ سل الشهداء عنه هل كانت له في الدنيا مآرب؟!