20586- حدثنا المثنى قال ، حدثنا يزيد قال ، أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت علي بن صالح ، فذكر نحوه. 20587- حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا سفيان: ( لئن شكرتم لأزيدنكم) ، قال: من طاعتي. 20588- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا مالك بن مغول ، عن أبان بن أبي عياش ، عن الحسن ، في قوله: ( لئن شكرتم لأزيدنكم) ، قال: من طاعتي. * * * قال أبو جعفر: ولا وجهَ لهذا القول يُفْهَم ، لأنه لم يجرِ للطاعة في هذا الموضع ذكرٌ فيقال: إن شكرتموني عليها زدتكم منها ، وإنما جَرَى ذكر الخبر عن إنعام الله على قوم موسى بقوله: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، ثم أخبرهم أن الله أعلمهم إن شكروه على هذه النعمة زادهم. فالواجب في المفهوم أن يكون معنى الكلام: زادهم من نعمه ، لا مما لم يجرِ له ذكر من " الطاعة " ، إلا أن يكون أريد به: لئن شكرتم فأطعتموني بالشكر ، لأزيدنكم من أسباب الشكر ما يعينكم عليه ، فيكون ذلك وجهًا. * * * وقوله: ( ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ، يقول: ولئن كفرتم ، أيها القوم ، نعمةَ الله ، فجحدتموها بتركِ شكره عليها وخلافِه في أمره ونهيه ، وركوبكم معاصيه ( إن عَذَابي لشديد) ، أعذبكم كما أعذب من كفر بي من خلقي.
ولئن شكرتم لأزيدنكم في اي سورة
ولم نذهب إلى الخلفاء في الماضي، وقد عاش الأجداد القريبون منا شظف العيش وقلة المال، وتغرب الكثيرون بحثاً عن لقمة! ثم ماذا؟ صرنا نشتكي لا من قلة الرزق، ولا من قلة النِّعم، فالمشتكي من المادة غالباً لا يحسن تقنينها، ولا يريد ترشيدها، فهو مصر على السفر في كل عطلة، مصر على ركوب أفخم السيارات، واستئجار أجمل الاستراحات، والنزل في أفخم الفنادق، والأكل شبه اليومي من المطاعم، أو فيها. وليس في كلامي ما يدعو إلى أن لا تتمتع بما أنعم الله عليك، ولكني أريد أن أذكرك بشكر الله، وعدم استصغار واحتقار ما يلفك من نعمة الله، فإن كان هناك ضيق في باب فأبواب كثيرة قد فتحت، والرزق مكفول عند الرزاق ذي القوة المتين جل جلاله، فارع نعمته، واشكرها، «وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم». وعوضاً عن التذمر والشكوى ابحث عن حلول، وتنازل عن أشياء لو فكرت فيها لوجدتها مما ينهك ميزانيتك، ويثقل كاهلك، ويمكنك الاستغناء عنها، بالكلية، أو بالتقنين، والتقليل، فتش في ثنايا حياتك واستعن بالله، وذكرها بأن نبيك وحبيبك صلى الله عليه وآله وسلم، قد خرج يوماً من بيته، أخرجه الجوع، وأنت تستطيع أن تطلب الطعام بضغطة على شاشة جوالك، فيأتيك لا تخرج من بيتك، في أي ساعة من ليل أو نهار.
ولئن شكرتم لأزيدنكم سورة
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/1/2018 ميلادي - 24/4/1439 هجري
الزيارات: 263938
♦ الآية: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: إبراهيم (7). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وإذ تأذَّن ﴾ معطوفٌ على قوله: ﴿ إذ أنجاكم ﴾ والمعنى: وإذ أعلم ربُّكم ﴿ لئن شكرتم ﴾ وحَّدْتم وأطعتم ﴿ لأزيدنَّكم ﴾ ممَّا يجب الشُّكر عليه وهو النِّعمة ﴿ ولئن كفرتم ﴾ جحدتم حقِّي وحقَّ نعمتي ﴿ إِنَّ عذابي لشديد ﴾ تهديدٌ بالعذاب على كفران النِّعمة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ﴾، أَيْ: أَعْلَمَ، يُقَالُ: أَذَّنَ وَتَأَذَّنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، مِثْلُ أَوْعَدَ وَتَوَعَّدَ، ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ ﴾ نِعْمَتِي فَآمَنْتُمْ وَأَطَعْتُمْ ﴿ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ فِي النِّعْمَةِ. وَقِيلَ: الشُّكْرُ قَيْدُ الْمَوْجُودِ وَصَيْدُ الْمَفْقُودِ. وَقِيلَ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ بِالطَّاعَةِ لَأَزِيدَنَّكُمْ فِي الثَّوَابِ. ﴿ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ﴾، نِعْمَتِي فَجَحَدْتُمُوهَا وَلَمْ تَشْكُرُوهَا، ﴿ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ﴾.
لئن شكرتم لأزيدنكم
فأعرضوا عن الـمُنعم وعن عبادته، وبطروا النعمة وملّوها، حتى إنهم طلبوا وتمنوا، أن تتباعد أسفارهم بين تلك القرى، التي كان السير فيها متيسرًا، ( وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بكفرهم بالله وبنعمته، فعاقبهم الله تعالى بهذه النعمة التي أطغتهم فأبادها عليهم، فأرسل عليها سيلاً خرب سدهم، وأتلف جناتهم، وخرب بساتينهم، فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق والأشجار المثمرة، وصار بدلها أشجار لا نفع فيها، وهذا من جنس عملهم. فكما بدلوا الشكر الحسن، بالكفر القبيح، تبدلت نعمته إلى نقمة وعذاب، ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ)، فلما أصابهم ما أصابهم، تفرقوا وتمزقوا، بعدما كانوا مجتمعين، وجعلهم الله أحاديث يتحدث بهم الناس، والسعيد من اتعظ بغيره. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد
اخَى الْكَرِيم:
إذَا كنتَ فِي نعمةٍ فَارْعَهَا فَإِنَّ الْمَعَاصِيَ تُزيل النِّعَم
وَحَافَظَ عَلَيْهَا بِتَقْوَى الْإِلَهِ فَإِنَّ الْإِلَهَ سَرِيعُ النِّقَمْ
قل: الحمدلله دوماً، فكم من صدر ضاق ، ثم بِرحمة اللّه اتسع.
ومن المهم لكل إنسان ولكل مجتمع أن يعتني بما يحفظ عليه مقومات حياته المادية، وعلى وجه التحديد نعمتا الرزق والأمن؛ إذ امتن الله على قريش بهما قائلا: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" (قريش، الآيتان 3 و4). وهنا أذكر بعض النقاط التي أشعر بأهميتها: – الاعتصام بحبل الله جميعا؛ فلا بد للمجتمع من أن يلغي أي رابطة إلا رابطة العقيدة. إذ لا يحفظ أمن مجتمعاتنا لا عصبية ولا ولاءات لغيرنا. ولا بد لنا أن نراعي حقوق بعضنا ومنها القرابة، لكن الرابطة التي تجمعنا هي رابطة الإيمان. وهنا نستذكر تلك المحاولة التي قام بها اليهودي شاس بن قيس لتفريق الأنصار الذين كانت بينهم حروب في الجاهلية، وكيف جمعهم الإسلام العظيم. فطلب من أحدهم أن ينشد أشعارا تذكرهم بحروبهم، فهمّ الفريقان بالاقتتال.
والأمر الرابع: لا تشمت بأحد لم يُفتَح عليه مثلُ ما فتح عليك؛ فإنه قد يكون فُتِح عليه شيء لم يفتح عليك أنت به. إن ملء الوقت بما فتح الله تعالى عليك من الخير، هو توفيق من الله تبارك وتعالى وتيسير لك، ومن أهم ما يمكن أن تملأ به الأوقات هو ذكر الله تبارك وتعالى؛ ولهذا وصف الله تعالى تلك العبادة وهي ذكره جل جلاله، وصفها بالكثرة في عدد من آيات القرآن الكريم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، وقال تعالى: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35]. ولعل من أهم الأذكار هو ما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، وكما أن تلك الكلمات هي أحبُّ الكلام إلى الله فإنها أيضًا هي أحبُّ الكلام إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس)). فذكر الله تبارك وتعالى من القرآن أو الأذكار عمومًا؛ كالتسبيح أو الأذكار الفعلية أو الأذكار القلبية، من أعظم الأعمال وأفضل العبادات التي لا يمكن أن توجد عبادة من العبادات إلا وللذكر فيها علاقة إما قوية أو قصيرة، إما أن تكون علاقة في ذكر القلب أو علاقة في ذكر العمل، أو علاقة في ذكر اللسان.
[4]
ابن عباس من أشهر المفسرين
إنّ بيان من هو ترجمان القران على أنّه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، يدفع إلى الإشارة إلى أنّ ابن عباس من أشهر المفسرين في صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلّم، وذلك على الرّغم من كونه صغيرًا في العمر، فقد ثبت في سيرته أنّه لازم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منذ صغره وأخذ منه ما أخذ من بحور العلم، وكذلك بعد وفاته -صلّى الله عليه وسلّم- لازم أبو بكرٍ الصّدّيق وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وقد ثبت في الصحيح من الحديث: "عن ابنِ مسعودٍ قالَ: لو أدركَ ابنُ عبَّاسٍ أسنانَنا ما عاشرَهُ منَّا رجُلٌ. وَكانَ يقولُ: نِعمَ تُرجَمانُ القرآنِ ابنُ عبَّاس "، [5] فبذل رضي الله عنه حياته بأكملها في علوم التفسير. [6]
شاهد أيضًا: من أشهر المفسرين من الصحابة
وفاة عبد الله بن عباس
عاش ترجمان القران وحبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قرابة الثمانين عام، وقيل أقلّ من ذلك بعشرة أعوام، أي قرابة السبعين عام، وقيل أنّه توفيّ في السنة الثامنة أو السابعة والستين بعد الهجرة، أو في السنة الثامنة والخمسين للهجرة، والله أعلم بتاريخ وفاته الحقيقيّ، ولكن ممّا لا خلاف فيه أنّه -رضي الله عنه- قد روى ألف وستمئة وستين حديث، منها خمسة وسبعين حديثًا في الصحيحين، وكذلك تفرد له صحيح بمسلم بتسعة أحاديث، فيما تفرّد صحيح البخاري بمئة وعشرين حديثًا.
من هو ترجمان القران - مقال
من هو ترجمان القران سؤالٌ يطرحه الكثير من المهتمّين بعلوم الدين الإسلاميّ وشخصياته. فقد أطلقت العديد من الألقاب على صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، نظرًا لما اشتهر به كلّ صحابيّ. ويهتمّ موقع المرجع بسرد أخبار الصحابة الكرام وأحوالهم. و كذلك في بيان الشخصية التي لقبت بترجمان القران، وذكر تفاصيل من سيرة هذا الصحابيّ. تفضيل الصحابة عن سائر البشر
قبل كل شيء لا بدّ من بيان الحكمة من تفضيل الصحابة على سائر البشر. فقد قال الله تعالى فيهم في سورة آل عمران: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}. [1] و كذلك روي في الحديث أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في صحابته: " خيرُ النَّاسِ قرني, ثمَّ الَّذين يلونُهم, ثمَّ الَّذين يلونهم". [2] فالصحابة الكرام هم أفضل أتباع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وذلك بدليلٍ من الكتاب الحكيم والسنّة النبويّة الشريفة. [3]
من هو ترجمان القران
إنّ ترجمان القران الكريم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه. وقد ولد عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في السنة الثالثة قبل الهجرة، وكان مولده في شعب أبي طالب، بالتزامن مع الحصار الذي فرضته قريش على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك الوقت.
تاريخ النشر: الأربعاء 24 محرم 1427 هـ - 22-2-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 71961
22799
0
377
السؤال
من هو ابن عباس ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ف ابن عباس هو حبرالأمة وترجمان القرآن. قال عنه الذهبي في ترجمته: عبد الله بن عباس البحر حبر الأمة وفقيه العصر وإمام التفسير أبو العباس عبد الله بن عباس.. عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى! فترك ذلك وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك، فأقول: أنا أحق أن آتيك فأسألك. قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي. فقال: هذا الفتى أعقل مني. وعن عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال: كان ناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم، قال: وكان يسأله، فقال عمر: أما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله، فسألهم عن هذه السورة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ} [النَّصْرُ: 1] فقال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمده ويستغفره، فقال عمر: يا ابن عباس تكلم، فقال: أعلمه متى يموت أي فهي آيتك من الموت فسبح بحمد ربك واستغفره.
من هو ترجمان القران - موقع محتويات
علوم القرآن
عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - والترجمان بالضم، والفتح هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى أخرى، ويطلق على المفسر لكلام الله تَعَالَى
انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي، 1/8، النشر في القراءات العشر لابن الجزري، 1/235..
ترجمة هذا المصطلح متوفرة باللغات التالية:
وروى نحوه أحمد في مسنده. وعن ابن عيينة عن أبي بكر الهذلي عن الحسن قال: كان ابن عباس من الإسلام بمنزل، وكان من القرآن بمنزل، وكان يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية، وكان عمر رضي الله عنه إذا ذكره قال: ذلك فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول... إلى غيرذلك مما ورد في فضله وعلمه ومدى فهمه. وللاستزادة انظر ترجمته كاملة في سير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص 245. والله أعلم.
من هو ترجمان القران - Layalina
[8]
كذلك روى عبد الله بن عباس: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الخَلَاءَ، فَوَضَعْتُ له وَضُوءًا قالَ: مَن وضَعَ هذا؟ فَأُخْبِرَ فَقالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ ". [9]
و كذلك ما رواه ابن عباس بقوله: "أتيت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه. فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه. فلما أقبل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست فصلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. فلما انصرف. قال لي: ما شأني أجعلك حذائي فتخنس. فقلت: يا رسول اللهِ أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول اللهِ الذي أعطاك الله. قال: فأعجبته فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما". [10]
حرص عبد الله بن عباس على طلب العلم
كان ترجمان القران عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- بالتأكيد من أحرص الناس تطبيقًا لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ولم يكفه -رضي الله عنه- ما أخذه من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في حياته، فبعد موته استمرّ ابن العباس بمسيرته في طلب العلم، وقد ثبت أنّه كان يستشير ويسمع من ثلاثين صحابيّ من أجل التحقق من مسألة واحدة. [11]
وفاة عبد الله بن عباس
كذلك لا بدّ من الحديث عن وفاة ترجمان القران عبد الله بن عباس، فبعد مسيرةٍ مليئةٍ بطلب العلم ونشره، توفي عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في السنة الثامنة والستين بعد الهجرة في الطائف.
فقال: يا عجبا لك يا بن عباس!! أترى الناس يفتقرون إليك، وفيهم من أصحاب رسول الله من ترى؟؟ فترك ذلك، وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله.. فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة، فأتوسّد ردائي على بابه، يسفي الريح عليّ من التراب، حتى ينتهي من مقيله، ويخرج فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك.. ؟؟ هلا أرسلت اليّ فآتيك. ؟ فأقول لا، أنت أحق بأن أسعى إليك، فأسأله عن الحديث وأتعلم منه"..!!