فدعا صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإقرار بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته، وتفرّده باستحقاق العبادة والطاعة المطلقة له وحده دون سواه - معه أو من دونه-؛ قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" [الحج:73]. وقد عبّر أحد أ صحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقلة التي نقل بها الإسلام حياة العرب من الذل والعبودية إلى العزة والكرامة، وكيف خرجوا من ظلمات العبادة والخضوع للأشخاص إلى عبادة الله وحده التي بها شعروا باتساع الدنيا وفسحتها في ظل التوحيد لله وعبادته وحده دون سواه ، يقول في ذلك ربعي بن عامر مخاطباً أحد عظماء الفرس: «الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام». [ابن كثير: البداية والنهاية 7/39].
عبادة الله وحده الصف الثاني
من دلائل استحقاق الله للعبادة
ومن الدلائل على أن الله يستحق العبادة وحده دون شريك هو الموضوع الذي سيناقش في هذا المقال ، أن الله تعالى هو خالق الكون وصوره بكل مخلوقاته وهو وريثه ، لذلك أبناء على الإنسان أن يوحد الله ، ويمجده ، ويعبده ، ولا يرتبط به ، فيبتعدون عن طريق الحق والهداية. الخلق عبادة وهذا ما دلت عليه الآيات القرآنية الكريمة. استحقاق الله للعبادة وحده لا شريك له
لقد أخطأ الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى وأمره أن يستعمر الأرض ويكرس له كل الخير والبركات عليها ، إذ أمره بالعبادة وتوحيده وطاعته. عبادة الله وحده الصف الثاني. ولكن مع مرور العصور ، بدأ الإنسان في معصية أوامر الله تعالى ، ووصل إلى حالة المشاركة والكفر معه ، حاشا الله كفره وضلاله رغم دعوته الأنبياء والمرسلين للسير على طريق الهداية والهدى. البر وتحذيره من العذاب الذي سيصيبه إذا لم يؤمن وابتعد عن كفره. إلا أن قوم الله تعالى وأحدوا أن الله وحده مستحق العبادة بغير شريك الذي يدين بالطاعة والعبادة والشكر والتذلل والدعاء لله تعالى ، قال تعالى: {قل إني إلا بشري مثلكم. بالنسبة لي أن إلهك هو إله له وأطلب منه المغفرة والويل للوثنيين} وبالتالي ، فإن استحقاق الله للعبادة وحده ليس له علاقة بتعريف الألوهية ، أي الاعتراف والإيمان والشهادة.
وهذا هو الأساس الذي لا يقبل الله عملاً إلا به، وإن جئنا إلى الله بأعمال خيرة بنيت على غير أساس التوحيد والإخلاص لله فإنها أعمال مرفوضة.
الرئيسية
صور إسلامية
إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضانَ
30-مارس-2019 05:06:49 م
التاريخ
بطاقات شهر شعبان
النوع
الوصف
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إذا دخل رجب، قال: " اللهم بارك لنا في رجبٍ، وشعبانَ، وبلِّغنا رمضانَ
تعليقات
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
دعاء اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان مكتوب هو ما سيتمّ تقديمه في هذا المقال، فهذا الدعاء اشتهر بين المسلمين ويقومون بالدّعاء به في كلّ سنة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وقدوم شهر شعبان، فهذا الشهران من الشهور المباركة والعظيمة التي يتمنّى كلّ مسلم أن يبلغهما حتى ينال من عظيم البركة فيهما، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان صحة حديث اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وحكم الدعاء فيه. ما صحة حديث اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
نشر عامّة المسلين حديثًا يحوي دعاءً لشعبان ورمضان، وقد زعم راويه أنّه حديثٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الدعاء الذي فيه كان يقوله في شهر رجب وشعبان، ونصّ الحديث هو أنّ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ إذا دخلَ رجَبٌ قالَ اللَّهمَّ بارِك لنا في رَجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضانَ". [1] وقد ذكر أهل العلم أن هذا الحديث منكرٌ لا يصحّ الاعتماد عليه، وفيه رواةٌ لا يعتدّ بهم، وبذلك فإنّ جماهير أهل العلم من أهل الحديث والفقه والتفسير أجمعوا على ضعفه، وقالوا إنه لا يصحّ نشره ولا الاعتقاد بما فيه والله ورسوله أعلم. (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان). [2]
حكم دعاء اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
إنّ الدعاء المذكور نصّه مباح، ولا حرج فيه، وبذلك يصحّ الدعاء به في شعبان ورجب وغيره ، فقد قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم" وقد أجاب الشيخ عبد الكريم الخضير عن حكم هذا الدعاء فقال: "هذا حديث لا يثبت، لكن إن دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر، أي بأن يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به"، بالرغم من ضعف الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله، والله ورسوله أعلم.
ما صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان؟ - سليمان بن ناصر العلوان - طريق الإسلام
اقرأ أيضا: دعاء شهر رجب مكتوب
استقبال شهر رمضان
عندما يبدأ شهر رجب فإن كل مسلم يبدا في تجهيز نفسه في استقبال شهر رمضان المبارك، حيث يبدأ التجهيز في استقبال شهر رجب وشعبان بالصيام وقراءة القرآن والأعمال الصالحة. حيث يقول عدد كبير من علمائنا بأنه يجب الاستعداد لشهر رمضان من خلال هذين الشهرين حتى لا تكون العبادة ثقيلة في شهر رمضان المبارك. وكذلك يقوم الناس بالفرح والاستبشار بهذا الشهر ويتمنون أن يطيل عمر كل منهم ليشهد رمضان. دعاء اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
لك أن تقول اللّهمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ. وَأَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَحِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ. وَلا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْه الْجوعَ وَالْعَطَشَ. ما صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان؟ - سليمان بن ناصر العلوان - طريق الإسلام. كذلك اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غرة، ولا على غفله، ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة. أيضًا اللهمّ إني أعوذ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذ بكَ منَ العجزِ والكسلِ. وأعوذ بكَ منَ الجبنِ والبخلِ، وأعوذ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ. بالإضافة إلى اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ.
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان - الطير الأبابيل
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أخرج الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ». اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان - الطير الأبابيل. وَكَانَ يَقُولُ: «لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ، وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ». وروى الطبراني في الأوسط عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغنَا رَمَضَان». وبناء على ذلك:
فقد وَرَدَ ذلكَ عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وقال المُحَدِّثونَ عن الحديثَينِ الشَّريفَينِ إنَّهُما ضَعيفانِ. هذا، والله تعالى أعلم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج به. "ميزان الاعتدال" (2/ 91)
وزائدة بن أبي الرقاد: أشد ضعفا منه، قال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس، أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال في الكنى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي مناكير عن مشاهير لا يحتج بخبره، ولا يكتب إلا للاعتبار. وقال ابن عدي: يروي عنه المقدمي وغيره أحاديث إفرادات، وفي بعض أحاديثه ما ينكر. "تهذيب التهذيب" (3/ 305-306)
والحديث ضعفه النووي في "الأذكار" (ص189)، وابن رجب في "لطائف المعارف" (ص121) وكذا ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4395)، وقال الهيثمي:
" رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَجَهَّلَهُ جَمَاعَةٌ ". "مجمع الزوائد" (2/ 165). ثم إن الحديث - مع ضعفه - ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب، إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه، وهذا يصح في رجب وقبل رجب أيضا. ثالثا:
هل يجوز للمسلم أن يدعو ربه أن يبلغه رمضان؟
أما سؤال المسلم ربه أن يبلغه رمضان فلا بأس به.
- ولقد وضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن عادة الناس تغفل عن شهر شعبان لأن قبله رجب وبعده رمضان، فيهتمون بالذي قبله وهو شهر رجب!! وبالذي بعده وهو شهر رمضان، ولا ينتبهوا لقيمة هذا الشهر بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وبالعمل الصالح والذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى. - ولعل الحكمة من كثرة العبادات والطاعات والصيام في شهر شعبان هو من باب التدريب والتهيئة النفسية والأسرية والمجتمعية للعبادة الجادة في شهر رمضان. بعكس من يظن أن شهر شعبان شهر راحة لاستقبال شهر رمضان، بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقضي ما عليه من صيام في شهر شعبان دلالة على أهمية هذا الشهر وفضله عند الله تعالى. - ولا بأس بالمسلم أن يسأل الله تعالى في أن يبلغه شهر رمضان - فقد كان السلف الصالح يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، وبعد صيامه يدعون الله تعالى ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم رمضان!! - وكان كذلك من دعاء سلفنا الصالح: "اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني ، متقبلا " - وعليه: لو دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل شهر رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر، وأن يبقيه حياً ليصوم رمضان، وأن يجعله من عتقاء شهر رمضان القادم هذا إن شاء الله لا بأس به.