فبِالدعوةِ إلى اللهِ والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ؛ يَحفَظُ اللهُ المجتمعَ مِن الهلاكِ. فَإِنْ خلا المجتمعُ مِن ذلك؛ فقد قال سبحانه: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78]. إعلاء مكانة الصحابة (خطبة). ثم اعلموا -رحمكم الله- أنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى اللهِ لَيْسَتْ مِنْ نَافِلَةِ الأَعْمَالِ، وَخَاصَّةً فِي هَذَا الزَّمَانِ، بَلْ هِيَ فَرْضٌ عَلَى الأُمَّةِ جَمَعَاءَ، كُلٌّ عَلَى حَسَبِ اسْتِطَاعَتِهِ: مِنْ دعوةِ خَدَمٍ وخادِماتٍ، وتعليمٍ للعِلْمِ الشرعيِّ للأهلِ والأقاربِ وعامةِ الناس، أو طِبَاعَةِ مُصْحَفٍ أَوْ كِتَابٍ، أَوْ نشرِ الرسائلَ النافعةَ عبرَ برامجِ التواصُلِ الاجتماعيِّ، أَوْ بِنَاءِ مَسْجَدٍ، أَوْ كَفَالَةِ دُعَاةٍ، أَوْ إِنْشَاءِ مَرَاكِزَ إِسْلاَمِيَّةٍ وَمَعَاهِدَ شَرْعِيَّةٍ، أَوْ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ، في أيِّ مكانٍ أو زمانٍ. والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: « بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً » [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]، فكُونُوا -وفقكم اللهُ- دُعَاةً إِلَى اللهِ تعالى؛ تَحْمِلُونَ مَشَاعِلَ الْهِدَايَةِ وَالْخَيْرِ لِلْبَشَرِيَّةِ؛ وتذكَّروا قولَ ربِّكم تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
إنه حق الجهاد
لأجل هذا؛ احرص أخي المؤمن على الخير والعطاء بمالك ولسانك وابتسامتك، وعينُك على ما عند الله من فضل؛ فأنت لا تدري ربّما يُكتب لك فلاحُ الدّنيا ونجاح الآخرة بكلمات حانية تقولها لشيخ كبير تعاظم لديه الإحساس بأنّه أصبح منبوذا ولم تعد له فائدة في هذه الدنيا، أو كلمات مواساة تقولها لمريض بدأ اليأس يتسلّل إلى قلبه ويشعر بأنّ المرض عقوبة من خالقه الذي ما سلّط عليه البلاء إلا ليعذّبه!
إعلاء مكانة الصحابة (خطبة)
وهذه الملامة تارةً تكون من شيطان إنسيّ، وأخرى تكون من
إبليس جنّيّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ ِعَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (المائدة:
54). ويظهر من الآية أنّ أحباب الله الخاصين الذين هم في المقام المنيع
للمحبوب، مصونون أيضاً عن الخوف من لومة لائم، وفي النتيجة يمكن أن يكون جهادهم "حقّ
جهاده". 1- من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج2، ص612. 2- كامل الزيارات، ابن قولويه، ص92. 3- المزار، المشهديّ، ص515. 4- مجمع البيان، الطبرسي، ج 7، ص 172- 173، ذيل الآية الكريمة. وجاهدوا في الله حق جهاده. 5- بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 67، ص 191. 6- نهج البلاغة، الرسالة 41. 7- (م. ن)، الكتاب 53. 8- الصحيفة السجادية، الدعاء رقم 27. 9- (م. س)، الخطبة 121. أضيف في:
2018-12-31
|
عدد المشاهدات:
6758
الجهاد في أوقات الفراغ! – تجمع دعاة الشام
فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث سرية فلما رجعوا قال: " مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس، ثم قال: أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه "2. وورد: أن من جاهد نفسه عن الشهوات واللذات والمعاصي فإنما يجاهد لنفسه. وأن جهاد المرء نفسه فوق جهاده بالسيف. وأنه سئل الرضا عليه السلام عما يجمع خير الدنيا والآخرة؟ فقال: خالف نفسك. وأن من جاهد نفسه وهزم جند هواه ظفر برضا الله. وأنه لا حجاب أظلم وأوحش بين العبد وبين الرب من النفس والهوى. إنه حق الجهاد. وأن أحمق الحمقاء من اتبع نفسه هواه. وأنه ما حبس عبد نفسه على الله إلا أدخله الله الجنة.
وكلُّ مؤمنٍ آمنَ باللـهِ فللصحابةِ – رضي الله عنهم – عليهِ فضلٌ إلى يومِ القيامة". عباد الله: إنَّ فضائلَ الصحابةِ والاقتداءَ بهم لا يُحصيهَا عدٌ ؛ ولا يسطرُها قلمٌ؛ ولا يصفها لسانٌ؛ ولا يحيطُ بها بيانٌ! الجهاد في أوقات الفراغ! – تجمع دعاة الشام. وقد ذكرَ أصحابُ السننِ كُتُباً وأبواباً في مناقبِ وفضائلِ الصحابة كلٌ على حدهٍ ؛ فمن أراد معرفةَ المزيدِ فليرجعْ إلى مظانِّها في كتبِ السنَّةِ؛ وحسبي ما ذكرتُ في فضلِهم إجمالاً ؛ جعلنا اللـهُ وإيَّاكم أحسنَ حالا ومآلاً. وللحديث بقيةٌ بإذن الله تعالى عن حقوقِ أصحابِ النَّبيِ صلى الله عليه وسلم على الأمةِ. ثم صلوا وسلموا...
( ضعيف) ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله, رقم الحديث (610). ضعف حديث صيام يوم عرفة. 16-{.... وما من يوم أ فضل عند الله من يوم عرفة, ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا, فيباهي بأهل الأرض أهل السماء, فيقول: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غُبراً ضاحين جاؤا من كل فجٍّ عميق, يرجون رحمتي, ولم يروا عذابي, فلم يُر يومٌ أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة} والبيهقي ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة, فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غُبراً ضاحين من كل فجّ عميق, أشهدكم أني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة: إن فيهم فلاناً مُرَهَّقاً, وفلاناً, قال: يقول الله عز وجل: قد غفرت لهم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة} ( ضعيف) ضعيف الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله, رقم الحديث (738). 17-{ وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم عرفة أيها الناس إن الله عز وجل تَطوّلَ (1) عليكم في هذا اليوم فغفرلكم إلا التبعات فيما بينكم, ووهب مسيئكم لمحسنكم, وطالحكم لصالحكم, وأعطى لمحسنكم ما سأل, فادفعوا باسم الله " فلما كان ب ( جمع) قال: إن الله عز وجل قد غفر لصالحيكم, وشَفَّع صالحيكم في طالحيكم, تنزل الرحمة فتعمهم, ثم تفرق المغفرة في الأرض, فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده, وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم, فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور}.
حديث صيام يوم عرفة أحتسب على الله - عربي نت
قالَ: فَقالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إلى رَمَضَانَ؛ صَوْمُ الدَّهْرِ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ. حديث صيام يوم عرفة أحتسب على الله - عربي نت. أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث:
مسلم
|
المصدر:
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُحِبُّ للمسلمِ أنْ يَفعَلَ مِن الأعمالِ ما يُطِيقُها ويُداوِمُ عليها، وكانَ النَّاسُ يَسألونَ عن هَديِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فِيما أَشْكلَ عَليهِم، أو ما أَحبُّوا أنْ يَعلَموه؛ حتَّى يَقتَدوا به ويَفوزوا بالفلاحِ.
ما هو فضل صيام يوم عرفة - موضوع
في هذا اليوم تسأل غير الله. وخطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعرفة، فقال: إنكم قد جئتم من القريب والبعيد، وأنضيتم الظهر - أي: أتعبتم رواحلكم -، وأخلقتم الثياب - أي: أبليتم ثيابكم -، وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته، وإنما السابق اليوم من غُفر له.
احاديث لم تصح فى يوم عرفة | شبكة النصيحة الإسلامية
وفي شرح مختصر خليل ، للخرشي (6/488) ـ من كتب المالكية ـ "
" وَصَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ إنْ لَمْ يَحُجَّ وَعَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ( ش) يُرِيدُ أَنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ مُسْتَحَبٌّ فِي حَقِّ غَيْرِ الْحَاجِّ ، وَأَمَّا هُوَ فَيُسْتَحَبُّ فِطْرُهُ لِيَتَقَوَّى عَلَى الدُّعَاءِ وَقَدْ أَفْطَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ " انتهى. وفي حاشية الدسوقي (5/80):
"ثُمَّ إنَّ قَوْلَهُ وَنُدِبَ صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ إلَخْ الْمُرَادُ تَأَكُّدُ النَّدْبِ وَإِلَّا فَالصَّوْمُ مُطْلَقًا مَنْدُوبٌ ". وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " ما حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج والحاج ؟
فأجاب: صيام يوم عرفة لغير الحاج سنة مؤكدة ، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) وفي رواية: ( يكفر السنة الماضية والباقية). احاديث لم تصح فى يوم عرفة | شبكة النصيحة الإسلامية. وأما الحاج فإنه لا يسن له صوم يوم عرفة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفطراً يوم عرفة في حجة الوداع ، ففي صحيح البخاري عن ميمونة ـ رضي الله عنها ـ أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب منه والناس ينظرون " انتهى
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" ج 20 سؤال رقم 404
فصيام عرفة للحاج مكروه ، لا يستحب ، فإن كان هذا مقصود المتكلم ، فقد أصاب ، وأما إن كان مراده عدم مشروعية صيام يوم عرفة لغير الحاج ، فهذا خطأ بين مخالف لما دلت عليه السنة الصحيحة كما سبق.
والله أعلم.