صفة صلاة الوتر
لصلاة الوتر صفتان، هما الوصل والفصل، والفصل هو أن يفصل المصلّي بين ركعات الوتر؛ بحيث يسلّم نهاية كلّ ركعتين؛ فإذا صلّى خمساً مثلاً، صلّى اثنتين اثنتين وسلّم، ثمّ صلّى واحدة وهكذا، أمّا الوصل فيصلّي أكثر من ركعة متصلة لا يفصل بينها بسلام، وذلك بأنّه إذا أراد أن يصلّي ثلاثاً مثلاً فيسردها دون أن يفصل بينها بسلام وهكذا. القراءة في صلاة الوتر
أجمع الفقهاء على أن يقرأ المصلّي في كل ركعة من الوتر الفاتحة وسورة، والسورة هنا سنّة؛ فلا يعود لها إذا ركع، ويسنّ قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى والكافرون في الثانية والإخلاص في الثالثة.
متى ينتهي وقت صلاة الوتر الاحساس
وهذا النزول يليق بالله، لا يُشابه خلقه في شيءٍ من صفاته، فنزوله سبحانه واستواؤه على عرشه وغضبه ورضاه ورحمته وكلامه وسمعه وبصره كله يليق بالله ، لا يُشابه خلقَه في شيءٍ من صفاته جلَّ وعلا.
لقد اتجهت فئة مختلفة من علماء الدين الإسلامي إلى أن المسلم يجب أن يصلي الركعات الثلاثة بتشهد وتسليم واحد، ولقد اتفقت معهم الحنفية على تلك الطريقة لصلاة الوتر. فريق آخر من العلماء ذهبوا إلى أن المسلم إذا ما أراد أن يوتر فعليه أن يقوم بصلاة ركعة واحدة منفردة، ولقد أجاز هذا فريق الحنابلة من دون كراهة بينما أجازته الشافعية بكراهة. ذهب كل من المالكية والحنابلة أن المسلم إذا ما ود أن يوتر فعليه أن يقوم بالتسليم بين كل ركعتين حتى يصلع إلى الركعة الثامنة، ثم يقوم بأداء خمس ركعات أخرى بتشهد وتسليم واحد.
قال ابن هبيرة رحمه الله:
" وفيه أيضًا: ما يدل على أن ذوي النفاق ، وكل من في صدره إحنة: فإنه يظهر ذلك في أوقات المضايق، وعند توهم الشدة كما كشف الله عز وجل أمر هؤلاء المنافقين في يوم العقبة" انتهى، من "الإفصاح" (2/233). وروى البخاري (4658) زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ إِلَّا ثَلاَثَةٌ، وَلاَ مِنَ المُنَافِقِينَ إِلَّا أَرْبَعَةٌ "، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُخْبِرُونَا فَلاَ نَدْرِي، فَمَا بَالُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا، وَيَسْرِقُونَ أَعْلاَقَنَا؟
قَالَ: "أُولَئِكَ الفُسَّاقُ، أَجَلْ ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَوْ شَرِبَ المَاءَ البَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ". متى كان سؤال عمر لحذيفة عن المنافقين ومن صلّى عليه وأين طلب أن يدفن - إسلام ويب - مركز الفتوى. والآية هي قوله تعالى: فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم. وفي قصة كعب بن مالك رحمه الله وتخلفه عن تبوك، قال: "فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَطُفْتُ فِيهِمْ ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ " أخرجه البخاري (4418)، ومسلم (2769).
حديث عن المنافقين لكاذبون
الفائدة الرابعة:
الحديثان دلاَّ على النهي عن الكذب والغدر والفجور في الخصومة وخيانة الأمانة، وهذه الأمور جاءت أدلة أخرى تبين حرمتها، وأن الالتزام بعدمها واجب، واختلف في الإيفاء بالوعد، هل هو واجب أو مستحب؟ ولبيان ذلك يقال ما يلي:
أولًا: الوعد بشيء محرم لا يجوز الوفاء به إجماعًا. ثانيًا: الوعد بشيء واجب على الواعد، يجب عليه الوفاء به إجماعًا. ثالثًا: الوعد بشيء مباح اختلف في الإيفاء به على قولين، نوردهما باختصار:
القول الأول: أن الوفاء به مستحب، وليس بواجب، وهو قول الجمهور؛ فهو قول الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية والظاهرية؛ [ انظر: أحكام القرآن للجصاص (3/442) والأشباه والنظائر لابن نجيم ص (288)، وانظر الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/90)، وانظر الإنصاف (11/52)، وانظر المحلى (8/28)]. واستدلوا بآثار ضعيفة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفيَ فلم يفِ ولم يجئ للميعاد، فلا إثم عليه))؛ رواه أبو داود والترمذي (5/22) وقال: "هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي... حديث عن المنافقين عن استغفار الرسول. ولا يعرف أبو النعمان وأبو وقاص، وهما مجهولان". والقول الثاني: أن الإيفاء واجب يحرُمُ إخلافُه بلا عذر، وهو وجه عند الحنابلة خلاف المشهود، اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وشيخنا ابن عثيمين؛ [ انظر: الإنصاف (11/152)، والاختيارات ص (331)، وأضواء البيان (4/304)، والتعليق على صحيح مسلم لشيخنا (1/253)].
حديث عن المنافقين ثلاث
وكيف فضحهم الله، وكشف عوراتهم، قال تعالى: "إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ* اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [المنافقون: 1-2]
والثالثة: خلف الوعود أو نقض العهود والغدر، وذلك من أشنع الأخلاق وأرذلها. وكفى به شرا أن يكون من عواقبه مرض النفاق. حديث عن المنافقين لكاذبون. قال تعالى:" فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ" [التوبة: 77]
فاحذر من الانحدار إلى هذا الخلق الحقير، واحرص على الوفاء بالوعد، واحترام العهد حتى تكون من أولي الألباب. "الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ" [الرعد: 20]
والرابعة: الفجور في المخاصمة، وعدم الوقوف عند الحق. وهو وزر كبير وجرم خطير يجر إلى مفاسد عظيمة؛ من استباحة الأموال والأعراض، وجحد حقوق الآخرين، وإلصاق التهم الظالمة بهم، ومحاربة الدعاة إلى الحق، وصد الناس عن الحق والهدى والسلوك بهم في مسالك الغواية والردى، فكم من أموال استبيحت، وأعراض انتهكت، ودماء أريقت بسبب فجور المنافقين في خصوماتهم، كم من مريد للحق صدوه عن سلوك الصراط المستقيم وإتباع الحق القويم.
حديث عن المنافقين عن استغفار الرسول
[٩] وقد وصف القرآن الذين يوفون بالعهد بأحسن الصفات فقال: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ؛ [١٠] فالمسلم لا يغدر ولا يخون، لأنَّه يؤمن بالله واليوم والآخر حقَّ الإيمان، ويعلم أنَّ الغدر والخيانة من صفات المنافقين. [١١]
المراجع
-الحسن بن موسى: هو الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها، ثقة. -زهير بن معاوية: هو زهير بن معاوية بن حديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي نزيل الجزيرة، ثقة ثبت. -أبو اسحاق: وهو عمرو بن عبد الله بن عبيد الله الهمداني أبو اسحاق السبيعي، ثقة، مكثر، عابد. -زيد بن أرقم: هو زيد بن أرقم بن قيس الأنصاري الخزرجي صحابي مشهور. أول مشاهده الخندق، وأنزل الله تصديقه في سورة المنافقين. [1] شرح الحديث: أراد الإمام مسلم عند قوله" صفات المنافقين وأحكامهم": أن يعلمنا، ويعرفنا صفات المنافقين؛ كي نبتعد عنهم، ولا نقع في مصائدهم، كذلك أراد أن يبين لنا أنّ لهم أحكاماً تختلف عن أحكام الكفار، حيث أنهم أخفو الكفر والفسوق والعصيان، فلا بد أن يكون لهم أحكاماً خاصة بهم؛ كي يُتعامل معهم بحذر ودقة فائقة، فإذا قتلناهم قال الناس: هؤلاء يقتلون أصحابهم، وإن تركناهم أفسدوا البلاد والعباد، فكان لزاماً علينا التعامل معهم وفق أحكام تراعي المصلحة، ولا نفسح لهم المجال في الخراب والفساد. حديث عن صفات المنافق - موضوع. - قول زيد بن أرقم- رضي الله عنه- خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر... الخ:
قال ابن الجوزي: هذا السفر المذكور كان في غزاة المريسيع؛ والمريسيع بئر لبني المصطلق، وكان ذلك في سنة خمس وقيل ست، وكان قد خرج معه عبد الله بن أبي في جماعة من المنافقين طلبا للغنيمة، لا رغبة في الجهاد لقرب ذلك السفر.