أهم ما قدمته لي جائزة كتارا أنها قدمتني للجسم الثقافي الأردني في خضم هذا التزاحم والتدافع في نشر الروايات. أن يصدر لك رواية وأنت بعمر الخمسين وتختصر من خلالها عشرين عامًا فهذا أمر مبهج للغاية". وعن العلاقة بين الهندسة والرواية، يقول دعيبس "إن الرواية فعل هندسي بامتياز. العمل الروائي بحاجة للتخطيط والتنظيم ووضع الأهداف المرحلية والنهائية والتغذية الراجعة وغيرها من الأمور كأي مشروع هندسي. الرواية فعل قصدي مبيت يقوده وعي الكاتب وليس رد فعل طاغ للحظة شعورية غامرة. ومن الجانب العسكري أخذت الرواية الانضباط، وهذا أمر مهم للغاية حتى لا تتحول الرواية إلى قصيدة نثر أو مجرد ثرثرة لا تفضي إلى موقف أو حدث أو أي شيء ملموس". وعن أهم رسالة يجب أن يحملها الأدب. قصيده عن امي دلال والعيال. يرى دعيبس "هي تذكير الإنسان بإنسانيته. هناك قضايا ملحة تطرحها الروايات مثل الهوية والفقر والظلم والإرهاب والتشدد وغيره من المواضيع، لكن ما يحدث حولنا من مظاهر غريبة يدق ناقوس الخطر ويؤشر إلى منعطف خطير، كأن يتناول أحدهم بقايا الوجبات الجاهزة من الحاوية، يفتح العلبة ويبتسم ثم يدفع بها إلى الطفل الذي يقف إلى جواره. أشد ما في الأمر من غرابة أن هذه المواقف أصبحت مألوفة وعادية.
قصيده عن امي دلال والعيال
مشكلتي كلها مع استعارات الله. انظر الى المشكلة. لا أتذكر بالضبط نيتي. لا أعرف لماذا سألت في وقت سابق. عندما وقعت في مشكلة ، دعني أتذكر. أريد أن أفقد صلاة أو صلاة أو شيء ما أو معجزة يظهرها الله. أنا لا آكل ، ولا أشرب الخمر ، والمشكلة هي أنني مريض جسديًا ، وأعاني من التهاب الكبد. لا أعرف كيف أتخلص من هذا. الطلاق. أتمنى لو لم أقلها في الوقت المحدد أو في الوقت المحدد. الى متى سيستمر الانسان في التعدي على البيئة. أختى. السيكوباتي غير مقتنع بأي شيء. قال إنه أخذ طلقة واحدة ، لا أعرف. حسبه لي على الاستعارات ، أو الطلاق الغاضب صلّي من أجلي ، أو أعطني شيئًا كالصلاة أو الصلاة ، لأفعلها ، والله ينقذني من هذا العذاب حتى أبدأ في الشك في أولادي.
بعد حين بدأت أفكر بالكتابة السردية، والغريب في الأمر أنني توجهت إلى الرواية مباشرة دون المرور بمحطة القصة القصيرة كما يحدث مع معظم من يكتبون الرواية". يتابع "عندما أحلت إلى التقاعد تجمع لدي مخطوطات عدة بين الرواية والمسرح. فكرت بالنشر لكنني ترددت كثيرًا لأنني لم أكن متأكدًا من جودة النصوص المكتوبة، حتى كان يوم وصلني فيه رسالة من أحد الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي، تتحدث عن كتاب بعنوان (Die empty) أو (مت فارغًا) لمؤلفه الأميركي تود هنري، وهو الكتاب الذي يجيب عن سؤال: ما هي أغنى بقاع الأرض؟ كانت الإجابة صادمة وطريفة: المقابر". هل يعتبر الوقود نباتا. ويشير دعيبس إلى أن الكاتب يعلل إجابته بأن هناك من لديه أفكار جميلة ورؤى معقولة، لكنها ذهبت معه إلى القبر لأن الوقت لم يسعفه، وربما لم يمتلك ما يكفي من الجرأة للقيام بالخطوة التالية. "عدت إلى مخطوطاتي وأزلت الغبار عنها، وبعد أن أعدت قراءتها حملت مخطوط رواية "الوزر المالح"، وما بين خطوة للأمام وخطوة للخلف وجدت نفسي في مكتب الأستاذ ماهر كيالي في المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وبعد أشهر قليلة خرجت "الوزر المالح" إلى النور، وكان من حسن الطالع أنها فازت بجائزة "كتارا"، للرواية العربية عن فئة الروايات المنشورة للعام 2019، وترجمت إلى اللغة الإنجليزية.