يقع قرب المسجد الحرام خلف الصفا والمروة ، من بين ابي قبيس عن يساره والخنادم عن يمينه فيصب في بطحاء مكة فيما يعرف اليوم بسوق الليل فوق المسجد الحرام بما يقرب من ثلاثمائة متر. وهو الذي لجأ اليه بني هاشم عندما تحالفت قريش ضدهم ، فاجتمعت قريش في دار الندوة وقرروا مقاطعتهم وحصارهم في شعب أبي طالب بحيث لا يجالسون ولا يكلمون ولا يبايعون ولا ينكحون حتى يموتوا جوعا أو يرجع محمد صلى الله عليه وسلم عن دعوته. فعرف فيما بعد بشعب بني هاشم ، ويعرف اليوم بشعب علي ، وهو منازل بني هاشم قبل النبوة ، وقد ولد فيه الرسول الاعظم صلوات الله عليه ، وفيه اليوم في موضع المولد الشريف ( مكتبة مكة المكرمة)
للتعرف على مواقع جميع المواطئ المقدسة التي وطئتها قدم الرسول ﷺ ولزيارتها أثناء تواجدك داخل المملكة حمّل تطبيق على خطى الرسول الذي يدعم الملاحة للخرائط دون الحاجة للإتصال بالإنترنت
- شعب ابي طالب - شعب بني هاشم – شعب علي
- حصار النبي عليه الصلاة والسلام وقومه بني هاشم في شعب مكة - YouTube
- مقاطعة قريش الرسول - موضوع
شعب ابي طالب - شعب بني هاشم – شعب علي
وذلك سنة عشر من بعثته صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك غير واحد من أهل السير، ويذكر أهل السير أنه بعد هذه الحادثة تعاقد نفر من عقلاء قريش على نقض هذه الصحيفة وسعوا في ذلك حتى حصل، وهؤلاء النفر هم: هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وزهير بن أبي أمية المخزومي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، والمطعم بن عدي. والله أعلم.
حصار النبي عليه الصلاة والسلام وقومه بني هاشم في شعب مكة - Youtube
ولنقرأ شهادتين من شهادات الصحابة الذين عاشوا هذا الألم..
فقد قال عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ رضي الله عنه: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا... » [8].
مقاطعة قريش الرسول - موضوع
وهذا قد نراه في بعض الكفار المحايدين الآن. اجتمع الرجال الخمسة واتفقوا على القيام بنقض الصحيفة، وقال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم. ونكمل في الخطبة الثانية بإذن الله.. أقول قولي هذا.....
الخطبة الثانية:
أما بعد فيا أيها الناس: إن الحمية ولو كانت لعرق أو دم، فهي ممدوحة إذا كانت لنفي الظلم وإحقاق الحق؛ كما فعل هؤلاء الخمسة. ولما كان الصباح ذهبوا إلى المسجد الحرام، ونادى زهير على أهل مكة فاجتمعوا له، فقال: يا أهل مكة، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى، لا يُباع ولا يُبتاع منهم؟! شعب ابي طالب - شعب بني هاشم – شعب علي. والله لا أقعد حتى تُشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة. هنا قام له أبو جهل زعيم مكة وزعيم بني مخزوم، قام يرد عليه وكله حماسة وغلظة، فقال: كذبت، والله لا تُشق. فقام زمعة بن الأسود وقال: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حين كُتبت. ومن بعده قام أبو البختري بن هشام فقال: صدق زمعة، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقرّ به. ومن بعده أيضًا قام المطعم بن عديّ، وقال: صدقتما وكذب من قال غير ذلك -يقصد أبا جهل-، نحن نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها. وهنا قام الرجل الخامس هشام بن عمرو، الذي جمع كل هؤلاء فقال مثل ما قاله المطعم، وصدّق المطالبين بنقض الصحيفة.
بنو هاشم وبنو المطلب جميعا في الشِّعْب
دخل بنو هاشم وبنو المطلب شعبهم، مؤمنهم وكافرهم، فالمؤمن دينا والكافر حمية، فلما عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد منعه قومه أجمعوا على أن لا يبايعوهم، ولا يدخلوا إليهم شيئاً من الرفق، وقطعوا عنهم الأسواق، ولم يتركوا طعامًا ولا إدامًا ولا بيعاً إلا بادروا إليه واشتروه دونهم، ولا يناكحوهم ولا يقبلوا منهم صلحاً أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة، وتمادوا على العمل بما فيها من ذلك ثلاث سنين. التفكير في نقض الصحيفة
فاشتد البلاء على بني هاشم في شعبهم وعلى كل من معهم، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم قوم من قصُيَ ممن ولدتهم بنو هاشم ومن سواهم، فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة، وبعث الله على صحيفتهم الأرضة فأكلت ولحست ما في الصحيفة من ميثاق وعهد، وكان أبو طالب في طول مدتهم في الشعب يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شرًّا أو غائلة، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أبو بني عمه فاضطجع
على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها.
وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد هشام بن عمرو العامري المذكور، وقال: كان أوصل قريش لبني هاشم حين حصروا في الشعب أدخل عليهم في ليلة ثلاثة أحمال طعامًا، فعلمت بذلك قريش، فمشوا إليه حين أصبح، فكلموه في ذلك، فقال: إني غير عائد لشيء خالفكم، فانصرفوا عنه، ثم عاد الثانية فأدخل عليهم ليلاً حملاً أو حملين، فغالظته قريش وهمت به، فقال أبو سفيان بن حرب: دعوه، رجل وصل أهل رَحِمهَ،ُ أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل كان أحسن بنا. جزاء من كتب الصحيفة الظالمة
وعن ابن سعد: وكان الذي كتب الصحيفة بغيض بن عامر فشلت يده.