الحمد لله. تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة ، لا تسقط بالنسيان ولا
بالجهل ، ولا يقوم غيرها مقامها ، فمن تذكر في صلاته أنه نسي تكبيرة الإحرام ، أو
شك في الإتيان بها ، لزمه أن يستأنف الصلاة ، وأما من حدث له الشك بعد الفراغ من
الصلاة ، فلا يضره ذلك ؛ لأن الشك بعد العبادة لا يؤثر فيها. وعليه فهذا المصلي الذي لم يدر هل كبر تكبيرة الإحرام أم لا ، إن
كان الشك حدث له أثناء الصلاة ، لزمه الخروج منها واستئنافها من جديد ، وإن كان حدث
له بعد الصلاة ، فلا شيء عليه وصلاته صحيحة. حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة. والدليل على أن تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة: ما رواه
البخاري (757) ومسلم (397) في حديث المسيء صلاته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
له: ( ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) ثم قال له: ( إِذَا قُمْتَ إِلَى
الصَّلاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ
ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ،
ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ
جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا). وما رواه أبو داود (61) والترمذي (3) وابن ماجه (275) عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا
التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ).
ما حكم من نسي تكبيرة الإحرام في الصلاة؟ - موضوع سؤال وجواب
3- حديث أبي هريرة مرفوعاً " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر " متفق عليه. قال ابن القيم في الهدي 1 /201: "وكان دأبه في إحرامه لفظة: الله أكبر لا غيرها، ولم ينقل عن أحد سواها ". قال الأزهري عند قوله (تحريمها التكبير): سُمي التكبير تحريماً، لأنه يمنع المصلي من الكلام والأكل وغيرهما ".
انظر أيضا:
المطلب الثاني: شروطُ صحَّةِ تكبيرةِ الإحرامِ.