ثم مال ميتا ، فلم يعط من ماله شيئا ، فلم يورث قاتل بعد. تفسير: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة). ورواه ابن جرير من حديث أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة بنحو من ذلك والله أعلم. ورواه عبد بن حميد في تفسيره: أنبأنا يزيد بن هارون ، به. ورواه آدم بن أبي إياس في تفسيره ، عن أبي جعفر - هو الرازي - عن هشام بن حسان ، به. وقال آدم بن أبي إياس في تفسيره: أنبأنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، في قول الله تعالى: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) قال: كان رجل من بني إسرائيل ، وكان غنيا ، ولم يكن له ولد ، وكان له قريب وكان وارثه ، فقتله ليرثه ، ثم ألقاه على مجمع الطريق ، وأتى موسى ، عليه السلام ، فقال له: إن قريبي قتل وإني إلى أمر عظيم ، وإني لا أجد أحدا يبين [ لي] من قتله غيرك يا نبي الله.
تفسير: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
فلما أصبح أهل المدينة جاء بنو أخي الشيخ ، فقالوا: عمنا قتل على باب مدينتكم ، فوالله لتغرمن لنا دية عمنا. قال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا ولا فتحنا باب مدينتنا منذ أغلق حتى أصبحنا. وإنهم عمدوا إلى موسى ، عليه السلام ، فلما أتوه قال بنو أخي الشيخ: عمنا وجدناه مقتولا على باب مدينتهم. ما تفسير قول الله : { ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة } ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. وقال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلناه ولا فتحنا باب المدينة من حين أغلقناه حتى أصبحنا ، وإنه جبريل جاء بأمر السميع العليم إلى موسى ، عليه السلام ، فقال: قل لهم: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) فتضربوه ببعضها. وقال السدي: ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) قال: كان رجل من بني إسرائيل مكثرا من المال وكانت له ابنة ، وكان له ابن أخ محتاج ، فخطب إليه ابن أخيه ابنته ، فأبى أن يزوجه ، فغضب الفتى ، وقال: والله لأقتلن عمي ، ولآخذن ماله ، ولأنكحن ابنته ، ولآكلن ديته. فأتاه الفتى وقد قدم تجار في بعض أسباط بني إسرائيل ، فقال: يا عم انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم ، لعلي أن أصيب منها فإنهم إذا رأوك معي أعطوني. فخرج العم مع الفتى ليلا فلما بلغ الشيخ ذلك السبط قتله الفتى ، ثم رجع إلى أهله.
إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
جملة: تولّيتم في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا في الآية السابقة. وجملة: (لولا فضل اللّه... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كنتم من الخاسرين) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الصرف: (فضل) مصدر سماعيّ لفعل فضل يفضل باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون. إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. (رحمة)، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.. إعراب الآية رقم (65): {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (65)}. الإعراب: الواو، عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمتم) فعل وفاعل، وهو يقتضي مفعولا واحدا لأنه بمعنى عرف (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (اعتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل اعتدوا (في السبت) جارّ ومجرور متعلّق ب (اعتدوا) وفيه حذف مضاف أي في يوم السبت الفاء عاطفة (قلنا) فعل وفاعل اللام حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قلنا)، (كونوا) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والواو اسم كان (قردة) خبر كان منصوب (خاسئين) نعت ل (قردة) منصوب مثله.
ما تفسير قول الله : { ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة } ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي
معاني الكلمات: هزوا: أي تسخر منا ، حيث سألناك عن القتيل فتأمرنا بذبح بقرة!. ما هي: كان سؤالهم عن سن البقرة ، و هذا مما يظهر من الجواب. الفارض: الكبيرة الهرمة. البكر: الصغيرة. عوان: ما بين الكبيرة والصغيرة. فاقع: أي شديدة الصفرة. تسر الناظرين: أي تعجب الناظرين. تشابه علينا: أي اشتبهت علينا أوصاف البقرة. لا ذلول: أي لم يذلّلها العمل بإثارة الأرض بأظلافها. مسلمة: أي بريئة من العيوب. لا شية فيها: أي لا وَضَحَ فيها يخالف لون جلدها ، و الوَضَح هو البياض. جئت بالحق: أي ظهر لنا الحق. ما كادوا يفعلون: أي قرب أن لا يفعلوا ، و ذلك إما للخوف من فضيحة القاتل ، أو لغلاء ثمن البقرة. اضربوه: أي اضربوا القتيل ببعض البقرة.
قال: اضربوه ببعضها ، فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين ، فعاش ، فسألوه: من قتلك ؟ فقال لهم: ابن أخي ، قال: أقتله ، فآخذ ماله ، وأنكح ابنته. فأخذوا الغلام فقتلوه. وقال سنيد: حدثنا حجاج هو ابن محمد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، وحجاج ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - دخل حديث بعضهم في حديث بعض - قالوا: إن سبطا من بني إسرائيل لما رأوا كثرة شرور الناس ، بنوا مدينة فاعتزلوا شرور الناس ، فكانوا إذا أمسوا لم يتركوا أحدا منهم خارجا إلا أدخلوه ، وإذا افتتحوا قام رئيسهم فنظر وأشرف ، فإذا لم ير شيئا فتح المدينة ، فكانوا مع الناس حتى يمسوا. قال: وكان رجل من بني إسرائيل له مال كثير ، ولم يكن له وارث غير أخيه ، فطال عليه حياته فقتله ليرثه ، ثم حمله فوضعه على باب المدينة ، ثم كمن في مكان هو وأصحابه. قال: فأشرف رئيس المدينة على باب المدينة فنظر ، فلم ير شيئا ففتح الباب ، فلما رأى القتيل رد الباب ، فناداه أخو المقتول وأصحابه: هيهات! قتلتموه ثم تردون الباب. وكان موسى لما رأى القتل كثيرا في أصحابه بني إسرائيل ، كان إذا رأى القتيل بين ظهراني القوم أخذهم ، فكاد يكون بين أخي المقتول وبين أهل المدينة قتال ، حتى لبس الفريقان السلاح ، ثم كف بعضهم عن بعض ، فأتوا موسى فذكروا له شأنهم.
جملة: (علمتم.. ) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة: (اعتدوا.. ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (قلنا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة علمتم. وجملة: (كونوا قردة) في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (اعتدوا)، فيه إعلال بالحذف أصله اعتداوا، التقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف، وزنه افتعوا. (السبت)، في الأصل هو مصدر فعل سبت يسبت من بابي نصر وضرب بمعنى استراح أو بمعنى قطع، ثمّ سمّي اليوم سبتا. وزنه فعل بفتح فسكون، فإذا قيل يوم السبت فقد استعمل مصدرا. (قردة)، جمع قرد وهو اسم للحيوان المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قردة فعلة بكسر ففتح ثمّ فتح. (خاسئين)، جمع خاسئ، اسم فاعل من خسئ يخسأ باب فرح، وهو من اللازم بمعنى بعد وانزجر وخسأ يخسأ الكلب أي طرده من باب فتح وقد يرد هذا الباب لازما أيضا. ووزن خاسئ فاعل.. إعراب الآية رقم (66): {فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}. الإعراب: الفاء استئنافيّة (جعلنا) فعل وفاعل و(ها) ضمير في محل نصب مفعول به أوّل ويعود إلى العقوبة (نكالا) مفعول به ثان منصوب اللام حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نكالا)، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى و(ها) ضمير مضاف اليه الواو عاطفة (ما) موصول معطوف على الأول (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و(ها) ضمير مضاف إليه (موعظة) معطوف بالواو على (نكالا) منصوب مثله (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (موعظة).