فعن ابن أبي يعفور قال: سمعت ابا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول وهو رافع يده الى السماء: "رب لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا، لا اقل من ذلك ولا اكثر"، قال: فما كان بأسرع من ان تنحدر الدموع من جوانب لحيته، ثم أقبل عليّ فقال: "يا ابن يعفور ان يونس بن متي وكله الله عزوجل الى نفسه طرفة عين، فأحدث ذلك الذنب"، قلت: فبلغ به كفرا اصلحكم الله، قال: "لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك". يتجلى الايمان حينما يخيّر الانسان بين هوى النفس والحق، فيختار الحق ويذعن له خصوصا اذا كان هذا الحق مخالفاً لهواه. الآثار السلبية للذنوب. فعادة ما تبدأ الخيارات ما بين هوى النفس والحق بسيطة بادئ الامر، ثم تتطور بالايمان تدريجيا حتى تصل الى درجة الاستقامة، او يحدث العكس من ذلك فيصل الانسان هواه على الحق ويختاره وحينئذ ينحدر درجة اثر الاخرى ويبتلى بامتحان عسير بعد الاخر في طريق سقوطه حتى يصل الى درجة اسفل سافلين، كما في قوله سبحانه وتعالى (ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوأى أن كذبوا بايات الله وكانوا يستهزئون). ولكن يبقى بمقدور الانسان ان لا يسقط وينحدر الى الحضيض وان يهتدي بلحظة ما، لان سبيل العودة مفتوحا امامه كما حدث للحر بن يزيد الرياحي في واقعة الطف بكربلاء، فجعجع بأهل بيت الرسالة وهَمَّ بمقاتلة الامام الحسين (عليه السلام) ولكنه بلحظة تفكير ورويّة ارتقى بشكل مفاجئ، فانتقل من الدرك الاسفل الى اعلى عليين بفضل الله ـ سبحانه ـ وذلك، بانضمامه الى معسكر الحسين (عليه السلام) واستشهاده بين يديه.
- الآثار السلبية للذنوب
- ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها . [ الروم: 10]
- العامري ينتقد عودة قادة المنصات الذين تسببوا بشهادة آلاف الشباب العراقيين
الآثار السلبية للذنوب
أحسن الظن؛ فربك رحمن. " قيود الخوف التي تحول بين الإنسان وبين التقدم أربعة: الخوف من الخطأ الخوف من النقد الخوف من الفشل الخوف من التجربة الجديدة" "هناك أشياء كثيرة لا تكفي القراءة لإدراكها،لكن ليس هناك شيء إلا والقراءة تعين على إدراكه. " "أحيوا المعروف بإماتته، فإن المنة تهدم الصنيعة" "ساعات الليلة ثمينة فلا ترخصوها بالغفلة" (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)
عليك الإعداد وعلى الله السداد (كلا إن الإنسان ليطغى*أن رآه استغنى)
قليل يكفي خير من كثير يطغي. "إن زلة العالم كالسفينة؛ تغرق ويغرق معها خلق كثير" "ليس للمؤمن سلوة إلا مع الله وبالله وفي الله. ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها . [ الروم: 10]. "اضرب بحرَ هواك، بعصا تقواك تنفلق لك دروبُ النجاة" "لا خير في السرف، ولا سرف في الخير. واعلم؛ أنه -جلَّ وعلا- ربما زوى عنك من لذَّات الدنيا كثيرًا؛ ليؤثرك بلذَّات العلم؛ فإنك ضعيفٌ ربما لا تقوى على الجمع، فهو أعلم بما يُصلِحُك. ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾
تدبُّر القرآن يسوقُك إلى تدبُّر الكون وتأمله، من أقرب شيء إليك= إلى آفاق السماوات وأفلاكها {أصبحنا وأصبح الملك لله}
تصبيحة تملأ القلب يقينا بالله وثقة به، فرزقك الذي تسعى إليه كل صباح؛ من ملك الله فأمّل وأبشر.
ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها . [ الروم: 10]
وقد وردت كلمة (الاحباط) ست عشرة مرة في القرآن الكريم. وبهذا نحصل على نتيجة أن الذنوب الكبيرة مثل الكفر، الشرك، تكذيب الآيات الإلهية وإنكار المعاد، الارتداد، مخالفة الانبياء، كل هذه الأمور تحبط الأعمال. فعلى سبيل المثال: إذا رفع شخص حجارة عن طريق المارة لئلا يصاب أحد بضرر (فإن هذا العمل حسن) ولكن لو أن نفس هذا الرجل ألقى الصخرة في مكان قريب وضيق على المارة ففي هذه الحالة يكون قد ارتكب ذنباً كبيراً و(خراب الطريق). إذا، فإن عمله الحسن رفع الصخرة عن الطريق لا اعتبار له ولا أثر له وقد يحبطه بعمله السيء الآخر. وعلى هذا الأساس فإن الذنوب الكبيرة تحبط الأعمال الحسنة. كما تكبر إبليس ولم يسجد لأمر الله سبحانه (في مسألة السجود لآدم) فقد أحبط "ستة آلاف سنة من العبادة"(2) التي عبد بها إبليس الله سبحانه وتعالى. العامري ينتقد عودة قادة المنصات الذين تسببوا بشهادة آلاف الشباب العراقيين. فيجب الانتباه إلى أن الإنسان المذنب لا يستطيع أن يغتر بأعماله الحسنة، إذ سرعان ما تحبط بسبب الذنوب التي يرتكبها. * الآثار المعنوية الرديئة:
إنّ تكرار الذنب والاستمرار عليه يؤدي إلى ظلمة القلب ومسخ الإنسان عن إنسانيته وتحويله إلى حيوانٍ يملك الصفات الحيوانية كلها، ويكون مقترفاً للذنوب الكبيرة.
العامري ينتقد عودة قادة المنصات الذين تسببوا بشهادة آلاف الشباب العراقيين
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، وجعله مِن هديه وسماته وصفاته. فقد أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن، والسعي في خدمتهم؛ فرُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر" رواه الترمذي. ومِن حقوق الكبير في الإسلام أن يُحسَن معاملاته، بحسن الخطاب، وجميل الإكرام، وطيب الكلام، وسديد المقال، والتودد إليه؛ فإن إكرام الكبير وإحسان خطابه هو في الأصل إجلال لله عز وجل؛ فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم" رواه ابن ماجه. وفي رواية عن ابن عمر موقوفًا: عن ابن عمر، قال: "إن مِن أعظم إجلال الله عز وجل: إكرامَ الإمام المقسط، وذي الشيبة في الإسلام".
وكذلك الجاه باستغلاله في جمع التبرعات للفقراء وبناء المساجد وغيرها، والعلم بإخراجه ليستضيء به الناس، وكما هو معلوم فزكاة العلم نشره بين الآخرين. ومن كل ما تقدم نستطيع القول بأن كل ما يملكه الانسان فهو مستخلف فيه ويجب ان يتخذه سبيلا لمرضاة الله جل شأنه واذا ما ترسخت هذه المفاهيم في نفسه فإنها ستقوده نحو الاستقامة وبالنتيجة سوف تؤدي به الى الحسنى، كما في قوله سبحانه وتعالى (فلا تموتنّ الا وانتم مسلمون). سيف الدين علي
-( ولا يُرحَضُ عنك عارُها): يُرحض: يُغسل. -( وهل رأيُك إلا فَنَد، وأيّامك إلا عدَد، وجمعك إلا بدَد): الفَنَد: الخطأ في القول والرأي. -( وأيّامُك إلّا عدَد): للتقليل. -( وجمعُك إلّا بدَد): بَدّدَ الشيء: فَرّقَه والتَبَدّد: التفرُّق. -( يوم ينادي المنادي: ألا لعنَ اللهُ الظالمَ العادي). ثمّ.. بدأت السيدة زينب عليها السلام، تُمهّد لختام خطبتها الخالدة، فقالت:
-( والحمدُ لله الذي حَكَم لأوليائه بالسعادة، وخَتَم لأصفيائِه بِالشهادة، ببلوغِ الإرادةِ، نقلهم إلى الرحمةِ والرأفةِ، والرضوانِ والمغفرة، ولم يَشقَ بهم غيرُك): إنّ الذي صار شقيّاً وتعيساً ومطروداً من رحمة الله.. هو أنت يا (يزيد). -( ولا ابتُليَ بهم سواك، ونَسأله أن يُكمِلَ لهم الأجرَ، ويُجزلَ لهم الثّوابَ والذُّخرَ،
ونسألُه حُسنَ الخلافة، وجميلَ الإنابة، إنّه رحيمٌ ودودٌ). العلامة السيّد محمّد كاظم القزويني *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
* الشرح مختصر نقلاً عن كتابه: (زينب الكبرى عليها السلام: من المهد إلى اللّحد). والخطبة رواها الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج)، والسيد ابن طاوس في (اللّهوف)، وقد اعتمد السيد القزويني رحمه الله في شرحه رواية (الاحتجاج)