{۞فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (29) ومضت السنوات العشر ، التى قضاها موسى أجيرا عند الشيخ الكبير فى مدين ، ووفى كل واحد منهما بما وعد به صاحبه ، وتزوج موسى بإحدى ابنتى الشيخ الكبير ، وقرر الرجوع بأهله إلى مصر ، فماذا حدث له فى طريق عودته ؟ يحكى لنا القرآن الكريم بأسلوبه البديع ما حدث لموسى - عليه السلام - بعد ذلك فيقول: { فَلَمَّا قضى.... }. المراد بالأجل فى قوله - تعالى -: { فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل.. } المدة التى قضاها موسى أجيرا عند الشيخ الكبير ، بجهة مدين. تفسير سورة القصص 7-9. والمعنى: ومكث موسى عشر سنين فى مدين ، فلما قضاها وتزوج بإحدى ابنتى الشيخ الكبير ، استأذن منه { وَسَارَ بِأَهْلِهِ} أى وسار بزوجته متجها إلى مصر ليرى أقاربه وذوى رحمه ، أو إلى مكان آخر قيل: هو بيت المقدس. { آنَسَ مِن جَانِبِ الطور نَاراً} ولفظ { آنَسَ} من الإيناس ، وهو إبصار الشىء ورؤيته بوضوح لا التباس معه ، حتى لكأنه يحسه بجانب رؤيته له.
تفسير سورة القصص 44-46
[13]
عن الإمام الصادق قال: «من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه، لم يصبه في الدنيا بؤس أبداً، وأُعطيَ في الآخرة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوّجه الله مائة زوجة من الحور العين ». [14]
عن رسول الله: «من كتبها ومحاها بالماء وشربها، زال عنه جميع الآلام والأوجاع». [15]
قبلها سورة النمل
سورة القصص
بعدها سورة العنكبوت
الهوامش
↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 9. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313. ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 401؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 24، ص 192. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169. ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1245. ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 17-104. القرآن الكريم - التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - تفسير سورة القصص - الآية 29. ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 9، ص 522-523. ↑ سورة القصص: 5. ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 9، ص 531. ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 193. ↑ الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 289. ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 1172. ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 307. ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 185. المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
تفسير سورة القصص 7-9
وليس المراد هنا إلا ما فى رأسه نار. وقوله: { تَصْطَلُونَ} من الاصطلاء بمعنى الاقتراب من النار للاستدفاء بها من البرد. والطاء فيه مبدلة من تاء الافتعال. أى: قال موسى لأهله امكثوا فى مكانكم حتى أرجع إليكم ، فإنى أبصرت نارا سأذهب إليها ، لعلى آتيكم من جهتها بخبر يفيدنا فى رحلتنا ، أو أقتطع لكم منها قطعة من الجمر ، كى تستدفئوا بها من البرد. قال ابن كثير ما ملخصه: وكان ذلك بعدما قضى موسى الأجل الذى كان بينه وبين صهره فى رعاية الغنم ، وسار بأهله. الدروس المستفادة من سورة القصص | المرسال. قيل: قاصدا بلاد مصر بعد أن طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين ، ومعه زوجته ، فأضل الطريق ، وكانت ليلة شاتية. ونزل منزلا بين شعاب وجبال ، فى برد وشتاء ، وسحاب وظلام وضباب وجعل يقدح بزند معه ليورى نارا - أى: ليخرج نارا - كما جرت العادة به ، فجعل لا يقدح شيئا ، ولا يخرج منه شرر ولا شىء ، فبينما هو كذلك إذ آنس من جانب الطور نارا.
إن ترتيب سورة القصص هي الثامنة والعشرون وفقا للمصحف العثماني ، أما وفقا لنزول القرآن فهي التاسعة والأربعون ، حيث نزلت بعد نزول سورة النمل ، وتسبقها سورة الإسراء ، فتميزت هذه السور الثلاثة بتتابعها في كتاب الله القرآن الكريم ، وافتتحت جميعها بذكر سيدنا موسى عليه السلام ، وربما يكون هذا سبب تتابعها ، وعدد آياتها ثمانية وثمانون آية. وسورة القصص مكية وفقا لما قاله جمهور التابعين ، وورد فيها آية {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص:85)،والتي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته إلى المدينة حتى تصبره على فراقه لوطنه ، وعلى الرغم من ذلك فهي سورة مكية ، لأن المكية تعني ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة ، أما المدنية ما أنزل عليه من آيات بعد وصوله إلى المدينة حتى لو أنزل عليه في مكة المكرمة ، وأخرج الطبراني عن بن عباس رضي الله عنهما أن سورة القصص وآخر سورة الحديد نزلتا في أصحاب النجاشي ، الذين كانوا في المدينة وعاصروا وقعة أحد. سبب تسمية سورة القصص
تعرف هذه السورة باسم سورة القصص فقط ، في قوله الله تعالى: (فلما جاءه وقص عليه القصص) ، الآية 25 من سورة القصص ، ويقصد بالقصص ما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام ، والذي قام بسرده للرجل الصالح الذي التقى به في مصر قبل أن يخرج منها ، وورد لفظ (القصص) مجددا في سورة يوسف ، ولكنها نزلت بعدها.