* * * فهذا التأويل يدل على أن " الشهادة " إنما هي عاملة في " أنّ" الثانية التي في قوله: " أن الدين عند الله الإسلام ". فعلى هذا التأويل جائز في " أن " الأولى وجهان من التأويل: (13) = أحدهما: أن تكون الأولى منصوبةً على وجه الشرط، بمعنى: شهد الله بأنه واحد = فتكون مفتوحة بمعنى الخفض في مذهب بعض أهل العربية، وبمعنى النصب في مذهب بعضهم = " والشهادة " عاملة في " أن " الثانية، كأنك قلت: شهد الله أن الدّين عند الله الإسلام، لإنه واحدٌ، ثم تقدم " لأنه واحد " ، فتفتحها على ذلك التأويل. = والوجه الثاني: أن تكون " إنّ" الأولى مكسورة بمعنى الابتداء، لأنها معترضٌ بها، " والشهادة " واقعة على " أنّ" الثانية: فيكون معنى الكلام: شهد الله = فإنه لا إله إلا هو - والملائكة، أنّ الدين عند الله الإسلام، كقول القائل: " أشهد - فإني محقٌ - أنك مما تعاب به برئ" ، فـ " إن " الأولى مكسورة، لأنها معترضة، " والشهادة " واقعة على " أنّ" الثانية. (14) * * * قال أبو جعفر: وأما قوله: " قائمًا بالقسط" ، فإنه بمعنى: أنه الذي يلي العدل بين خلقه. شهد الله أنه لا إله إلا هو - YouTube. * * * " والقسط" ، هو العدل، من قولهم: " هو مقسط" و " قد أقسط" ، إذا عَدَل. (15) * * * ونصب " قائمًا " على القطع.
- شهد الله أنه لا إله إلا هوشمند
- شهد الله أنه لا إله إلا هوشنگ
- شهد الله أنه لا إله إلا هو
شهد الله أنه لا إله إلا هوشمند
وأيضًا فإن الله -تبارك وتعالى- جعلهم حجة على الخلق، حيث ذكر شهادتهم، وألزم الناس العمل بمقتضى ذلك، ومن هنا يقول الشيخ -رحمه الله- بأن من عمل بمقتضى هذه الشهادة فلهم من الأجر مثل ما عمل العاملون من الطاعة والتوحيد والبر، وما إلى ذلك باعتبار أنهم أدلاء على ذلك، هداة إليه، وعمل الناس بمقتضى شهادتهم التي اعتبرها الله -تبارك وتعالى-، ونص عليها( [2]. وأيضًا في هذا الإشهاد: إنما تُقبل شهادة العدول، فإذا ذكر ربنا -تبارك وتعالى- وهو العظيم الأعظم ذكر شهادة هؤلاء من أولي العلم، فهذا يدل على أنهم العدول، كما جاء في الأثر: يرث هذا العلم من كل خلف عدوله [3] ، فهم حملة العلم، وورثة الأنبياء، كما قال النبي ﷺ: إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا هذا العلم، فمن أخذ به، أخذ بحظ وافر [4] ، فهذا ميراث النبوة، وأبو هريرة لما رأى الناس في السوق، قال لهم: أين أنتم من ميراث رسول الله ﷺ يُقسم في المسجد، فذهبوا إلى المسجد، فلم يروا شيئًا، فسألوه، فأشار إلى العلم [5] ، فهو الميراث الحقيقي للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-. وقوله: قَائِمًا بِالْقِسْطِ القسط هو العدل، فالله -تبارك وتعالى- شهد أنه قائم بالعدل "لا إله إلا هو" شهد على التوحيد، وعلى قيامه بالقسط، فهو قائم بالعدل في توحيده وبالوحدانية في عدله، وهذه التوحيد والعدل هما قِوام أوصاف الكمال، فالتوحيد يعني أنه المُتفرد بالوحدانية والكمال، وأوصاف الجلال والعظمة، ولا يكون معبودًا وحده يستحق العبادة دون من سواه، إلا إذا كان كاملاً من كل وجه، وكذلك أيضًا العدل يتضمن وقوع أقواله وأفعاله على السداد والحكمة بعيدًا عن الظلم.
شهد الله أنه لا إله إلا هوشنگ
وهو بمعنى الخضوع والتذلل ، فكأنه استعمله هنا أيضًا بذلك المعنى ، كأنه قال: فإنه نفي أن يكون شيء يستحق الخضوع له والتذلل ، غير الواحد الذي لا شريك له في ملكه. وقد صرح ابن القطاع في كتاب الأفعال 2: 337 أن مصدر "عبد الله يعبده": "عبادة وعبودة وعبودية" ، أي: خدم ، وذل أشد الذل. (19) انظر تفسير "العزيز" فيما سلف 3: 88 / ثم هذا ص: 168 ، 169 وفهارس اللغة (عزز). (20) انظر تفسير "الحكيم" فيما سلف 3: 88 ، وفهارس اللغة (حكم). (21) في المخطوطة والمطبوعة: "فقدموه" كأنه أراد معنى: "البدء بذكره تعالى" ، ولو كان كذلك لكان أجود أن يقول: "فقدموا ذكره" ، ولكنى أستظهر من سياق كلامه معنى التنزيه ، فلذلك رأيت أنها تصحيف قوله: "فقدسوه". (22) سياق الكلام: فأعلمهم أن ملائكته... شهد الله أنه لا إله إلا هو. وأهل العلم منهم ، منكرون... ". (23) قوله: "وقول من اتخذ ربًا غيره... " بنصب "وقول" عطفًا على قولهم "ما هم عليه مقيمون" ، وهو مفعول به لقوله: "منكرون". (24) في المطبوعة: "على ما نبينه" ، وهو خطأ ، والصواب من المخطوطة ، ولكنه لم يحسن قراءتها. (25) معنى ذلك: أن ذكر "الله" في آية الأنفال هذه ، إنما هي افتتاح كلام ، قال أبو جعفر في تفسيرها (10: 3 بولاق): "قال بعضهم: قوله: " فأن الله خمسه " مفتاح كلام ، ولله الدنيا والآخرة وما فيهما.
شهد الله أنه لا إله إلا هو
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً، وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً، وذخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراه وأسبابه. فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
ولا يزال الشعراء الشعبيون يجيدون هذا الفن وأمثاله ويتخذونه وسيلة لمعاجزة أقرانهم من الشعراء. 2- القناطير (المقنطرة) المقصود من لفظ (المقنطرة) التوكيد كقولهم (ألف مؤلفة، وبدرة مبدرة) والمسوّمة (المعلّمة) من أسامها اللّه وسوّمها بمعنى رعاها.. إعراب الآية رقم (15): {قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (15)}.
إلى أن ظهر المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله وروحه وكلمته التي ألقاها إلى مريم، فأذن بنبوته أذاناً لم يؤذنه أحد مثله قبله، فقام في بني إسرائيل مقام الصادق الناصح، وكانوا لا يحبون الناصحين فقال: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف: 6]
تالله لقد أذن المسيح أذاناً أسمعه البادي والحاضر، فأجابه المؤمن المصدق وقامت حجة الله على الجاحد الكافر.