عن أبي عبيد قال: ما رأيت رجلًا قط أشد تحفظًا في منطقه من عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه [12]. وعن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سَخَطَه إلى يوم يلقاه)) [13]. ويقال: مَن سكت فسَلِمَ كمَن قال فغَنِم، وقيل لبعضهم: لم لزمت السكوت؟ قال: لأني لم أندم على السكوت قط، وقد ندمت على الكلام مرارًا. شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (الأربعون النووية). وقيل: اللسان كلب عقور، إن خُلِّي عنه عقر. يموتُ الفتى مِن عَثْرةٍ بلسانِهِ
وليس يموتُ المرءُ مِن عثرةِ الرِّجْلِ
فعثرتُهُ مِن فِيه ترمي برأسِه
وعَثْرتُهُ بالرِّجْل تَبْرَا على مَهْلِ
وقال لقمان لابنه: لو كان الكلام من فضة، كان السكوت من ذهب، ومعناه - كما قال ابن المبارك -: لو كان الكلام في طاعة الله من فضة، لكان السكوت عن معصية الله من ذهب. وقال ذو النون المصري رحمه الله: أحسن الناس لنفسه أملَكُهم للسانه. ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرِمْ جاره)) من كمال الإيمان، وصدق الإسلام: الإحسان إلى الجار، والبر به، والكف عن أذاه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحسبنا دليلًا على ذلك أن الله تعالى قرَنَ الإحسان إلى الجار مع الأمر بعبادته وحده سبحانه؛ إذ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ [النساء: 36].
شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (الأربعون النووية)
بدلت غلافات وستور😄درت تأويل بوراك وسلاطة وميناج😍"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"😇 - YouTube
الدرر السنية
الضيف هو زائر البيت وليس صاحبه، أما صاحب البيت فيسمى المُضِيف. وقد حَثَّ الإسلام على اكرام الضيف وحسن معاملته، فقد قال الرسول الكريم محمد: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتَهُ قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ» (رواه البخاري) [1]
واكرام الضيف خلق من الاخلاق العظيمة وقد اشتهر بها العرب في الجاهلية كحاتم الطائي.
قوله تعالى {وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ..} إلى «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
فالمؤمن يعتني بصحبه، ولا يؤذيهم، ويصلهم، ويُحسن إليهم، ويعلمهم، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويزيدهم من الخير، ويُواسيهم من ماله إن كانوا فقراء، هكذا الصاحب الخَيِّرُ الطَّيِّب، وهكذا مع الجيران ومع الأقارب يكون محسنًا، كافًّا للأذى، يقول الخير، ويكفّ الشر، مع الجار، ومع الأقارب، ومع غيرهم. وفَّق الله الجميع. قوله تعالى {وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ..} إلى «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. الأسئلة:
س: والجار ذي القربى والجار الجنب؟
ج: الجار القريب، والجار الجنب يعني: البعيد، يقول سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ [النساء:36]، الجار ذي القربى له خصلتان: الجوار والقرب، يعني: تكون الصدقة فيه والهدية فيه لها جهتان: صدقة، وصلة، والجار الجنب يعني: البعيد، الفقير الذي ما هو قريب، تكون صدقة، يقول النبي ﷺ: الصدقة على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة، وعلى الفقير -مَن ليس بذي رحم- صدقة. س: مع بُعْد القريب في الصلة يُقَدَّم على القريب في المنزل؟
ج: القريب يُقدَّم على البعيد، الصدقة على القريب صدقة وصلة، وعلى الأجنبي صدقة فقط: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ...............
س: رجل يطلب العلم ويكذب على شيخه، يقول: قال الشيخ كذا، ولم يقل الشيخ، هل هو ثقة؟
ج: لا، يكذب، ما يجوز هذا، وليس بثقةٍ، فالذي يُعْرَف بالكذب ما يُصَدَّق.
شرح حديث مَنْ كَان يُؤمِن بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِم ضَيفَه جَائِزَتَه
والضيف: هو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌّ مسافر، فهو غريب محتاج، وإكرام الضيف من الإيمان، ومن مظاهر حُسن الإسلام. فقد روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي شريح الخزاعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة))، والجائزة: العطية والمنحة والصلة، وذلك لا يكون إلا مع الاختيار. وقال النووي رحمه الله: قد أجمع المسلمون على الضيافة، وأنها من متأكدات الإسلام، ثم قال الشافعي ومالك وأبو حنيفة - رحمهم الله تعالى - والجمهور: هي سنَّة ليست بواجبة، وقال الليث وأحمد: هي واجبة يومًا وليلة. قال الإمام أحمد رحمه الله: هي واجبة يومًا وليلة على أهل البادية وأهل القرى دون أهل المدن [14]. فائدة:
ينبغي للضيف ألا يزيد في إقامته على ثلاثة أيام، إلا إذا ألح من أضافه عن طيب نفس، ويعلم ذلك بالقرائن، وينبغي له أن ينصرف طيب النفس، وإن جرى في حقه تقصير؛ لأنه من حسن الخُلُق والتواضع، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: ((ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه))، قال: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: ((يقيم عنده، ولا شيء له يَقْرِيهِ به)). الفوائد من الحديث:
1 - وجوب إكرام الجار؛ بكف الأذى، وبذل المعروف.
وأما قوله: "فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة والضيافة ثلاثة أيام" قال العلماء في معنى الجائزة: الاهتمام بالضيف في اليوم والليلة، وإتحافه بما يمكن من بر وخير، وأما في اليوم الثاني والثالث فيطعمه ما تيسر ولا يزيد على عادته، وأما ما كان بعد الثلاثة فهو صدقة ومعروف إن شاء فعل وإن شاء ترك. وفي رواية مسلم "ولا يحل له أن يقيم عنده حتى يؤثمه" معناه: لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد الثلاث حتى يوقعه في الإثم؛ لأنه قد يغتابه لطول مقامه، أو يعرض له بما يؤذيه، أو يظن به مالا يجوز، وهذا كله محمول على ما إذا أقام بعد الثلاث من غير استدعاء من المضيف. ومما ينبغي أن يعلم أن إكرام الضيف يختلف بحسب أحوال الضيف، فمن الناس من هو من أشراف القوم ووجهاء القوم، فيكرم بما يليق به، ومن الناس من هو من متوسط الحال فيكرم بما يليق به، ومنهم من هو دون ذلك. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الكردية
الهوسا
عرض الترجمات