132. " وأمر أهلك بالصلاة "، أي قومك. وقيل: من كان على دينك، كقوله تعالى: " وكان يأمر أهله بالصلاة " (مريم-55)، " واصطبر عليها "، أي اصبر على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
" لا نسألك رزقاً "، لا نكلفك أن ترزق أحداً من خلقنا، ولا أن ترزق نفسك وإنما نكلفك عملاً " نحن نرزقك والعاقبة "، الخاتمة الجميلة المحمودة، " للتقوى "، أي لأهل التقوى. قال ابن عباس: الذين صدقوك واتبعوك واتقوني. وفي بعض المسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا أصاب أهله ضر بالصلاة وتلا هذه الآية. 132ـ " وأمر أهلك بالصلاة " أمره بأن بأمر أهل بيته أو التابعين له من أمته بالصلاة بعد ما أمر بها ليتعاونوا على الاستعانة بها على خصاصتهم ولا يهتموا بأمر المعيشة ولا يلتفتوا لفت أرباب الثروة. " واصطبر عليها " وداوم عليها. " لا نسألك رزقاً " أي أن ترزق نفسك ولا أهلك. " نحن نرزقكم وإياهم " ففرغ بالك لأمر الآخرة. " والعاقبة " المحمودة. التفريغ النصي - تفسير سورة طه [128-132] - للشيخ محمد إسماعيل المقدم. " للتقوى " لذوي التقوى. روي " أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية ". 132. And enjoin upon thy people worship, and be constant therein. We ask not of thee a provision: We provide for thee.
لا نسألك رزقًا نحن نرزقك - منتديات ال باسودان
تفسير قوله تعالى: (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون... )
تفسير قوله تعالى: (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى)
تفسير قوله تعالى: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك)
تفسير قوله تعالى: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم.. )
تفسير قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.. )
التفريغ النصي - تفسير سورة طه [128-132] - للشيخ محمد إسماعيل المقدم
نخلص من قراءة هذه الآية الكريمة، أن أمر الأهل بأداء العبادات الشرعية عمومًا، والصلاة خصوصًا، ومتابعتهم على أدائها، واجب أساس من واجبات الأبوين، والأب على وجه الأخص؛ وأن هذا الواجب يحتاج إلى صبر ومصابرة ومتابعة وحكمة أيضًا، ينبغي أن يتحلى بها كل من الأبوين؛ ودلت الآية الكريمة أيضًا على أنه لا ينبغي للوالدين أن يقصرا في هذا الواجب بحجة تأمين الرزق لأبنائهم، فإن هذا أمر قد تكفل الله به، لكن مع الأخذ بالأسباب، والسعي في طلبها، والقيام بكل واجب وفق أهميته، ومكانته في سلم الواجبات الشرعية، والله أعلم.
وإذ تقرر هذا، كان معنى الآية: إذا أقمت الصلاة – في نفسك وأهلك – وعملت بأسباب الرزق الميسرة دون تكلف، أتاك الرزق من حيث لا تحتسب، كما قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} (الطلاق:2-3). على هذا، فلا عذر اليوم لمن قصَّر في إقام الصلاة في نفسه وأهله، بدعوى طلب الرزق، وتعدد مطالب الحياة، بحيث تجد أحدهم يلهث صباح مساء لتأمين مطالب الحياة، غافلاً أو متغافلا عن شؤون أبنائه، ثم تكون النتيجة لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، ولات ساعة مندم. وينفع في هذا المقام، أن نذكر بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: ( يا ابن آدم تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسدُّ فقرك ، وإن لم تفعل، ملأت صدرك شغلاً ، ولم أسدَّ فقرك) رواه الترمذي و ابن ماجه وغيرهما. وبما رواه ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من جعل الهموم همًا واحداً، همَّ المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالِ الله في أي أوديتها هلك) رواه ابن ماجه ، وبما روي أيضًا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من كانت الدنيا همَّه فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة) رواه الترمذي و أحمد وغيرهما.