تاريخ النشر: الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1423 هـ - 2-7-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 18484
81326
0
524
السؤال
هل الجن يدخلون الجنة أو النار؟ وهل لهم صلاة مثلنا مع ذكر كيفية صلاتهم؟ وذكر سبب دخولهم في جسم الإنسان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد خلق الله تعالى الجن لنفس الغاية التي خلق الإنس من أجلها، فقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذريات:56]. فالجن على ذلك مكلفون بأوامر ونواهٍ، فمن أطاع رضي الله عنه وأدخله الجنة، ومن عصى وتمرد له النار، قال تعالى: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود:119]. وقال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ) [الأعراف:179]. التفريغ النصي - سلسلة معالم بيانية في آيات قرآنية [30] - للشيخ صالح بن عواد المغامسي. قال ابن مفلح في الفروع: الجن مكلفون في الجملة يدخل كافرهم النار، ويدخل مؤمنهم الجنة، لا أنه يصير ترابًا كالبهائم، وثوابه النجاة من النار. ا. هـ
وقال السيوطي في الأشباه والنظائر: لا خلاف في أن كفار الجن في النار، واختلف هل يدخل مؤمنهم الجنة ويثابون على الطاعة؟ على أقوال أحسنها نعم، وينسب للجمهور.
- التفريغ النصي - سلسلة معالم بيانية في آيات قرآنية [30] - للشيخ صالح بن عواد المغامسي
- أين مصير مؤمني الجن في الآخرة؟
- هل يدخل الجن المسلمون الجنة؟
التفريغ النصي - سلسلة معالم بيانية في آيات قرآنية [30] - للشيخ صالح بن عواد المغامسي
قال في "المبدع"(2/ 68): "الجن مكلفون في الجملة؛ يدخل كافرهم النار، ومؤمنهم الجنة، لا أنه تصير ترابًا كالبهائم، وثوابه النجاة من النار، وهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم، خلافًا لمن قال: لا يأكلون، ولا يشربون فيها، أو أنهم في ربض الجنة. وقال ابن حامد: هم كالإنس في التكليف، والعبادات، وفي النوادر تنعقد الجمعة والجماعة بالملائكة، وبمسلمي الجن؛ وهو موجود زمن النبوة، والمراد في الجمعة من لزمته كما هو ظاهر كلام ابن حامد، فإن المذهب لا ينعقد بآدمي لا تلزمه، كمسافر وصبي. فهنا أولى" ا. هـ وممن أطال النفس جدًا في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة" وهي في "مجموع الفتاوى " وقال فيها (19/ 38): "وكافرهم معذب في الآخرة باتفاق العلماء ، وأما مؤمنهم فجمهور العلماء على أنه في الجنة، وقد روي: أنهم يكونون في ربض الجنة تراهم الإنس من حيث لا يرونهم، وهذا القول- يقصد القول الأول - مأثور عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد. أين مصير مؤمني الجن في الآخرة؟. وقيل: إن ثوابهم النجاة من النار وهو مأثور عن أبي حنيفة. وقد احتج الجمهور بقوله: { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56]، قالوا: فدل ذلك على تأتي الطمث منهم؛ لأن طمث الحور العين إنما يكون في الجنة".
وَخَازِنُ الْجَنَّةِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ (رِضْوَانُ) ، جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ " انتهى من "البداية والنهاية" (1/53). والثابت في الأحاديث الصحيحة لقبه (الخازن) ، لا اسمه ، فقد ثبت في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم (197). لكن ورود هذا الاسم في بعض الأحاديث الضعيفة ، مع شهرته عند أهل العلم ، يجعل الأمر في إطلاقه واسعا محتملا ، إن شاء الله. جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (28/353):
" هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه ؟
الجواب: المشهور عند العلماء: أن اسم خازن الجنة رضوان ، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر. والله أعلم " انتهى. هل يدخل الجن المسلمون الجنة؟. وقال الشيخ ابن عثيمين:
" وأما "رضوان" فموكل بالجنة ، واسمه هذا ليس ثابتا ثبوتا واضحا كثبوت مالك [يعني: خازن النار] لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم " انتهى من "مجموع فتاوى العثيمين" (3/119).
أين مصير مؤمني الجن في الآخرة؟
الحمد لله. اشتهر عند العلماء أن خازن الجنة من الملائكة اسمه " رضوان " ، إلا أن هذه التسمية لم ترد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية الصحيحة ، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار الضعيفة. قال ابن القيم رحمه الله: "قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة (رضوان) ، وهو اسم مشتق من الرضا ، وسمى خازن النار مالكا ، وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه" انتهى من "حادي الأرواح" (1/76). وقال المناوي: "سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا ، لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده... وظاهره أن الخازن واحد ، وهو غير مراد ، بدليل خبر أبي هريرة: ( من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنة ، كل خزنة باب: هلم). فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة ، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم ، وعظيم الرسل ، إنما يتلقاه عظيم الحفظة" انتهى من "فيض القدير" (1/50). وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عن الملائكة:
"وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْجِنَانِ ، وَإِعْدَادِ الْكَرَامَةِ لِأَهْلِهَا ، وَتَهْيِئَةِ الضِّيَافَةِ لِسَاكِنِيهَا ، مِنْ مَلَابِسَ وَمَصَاغٍ وَمَسَاكِنَ وَمَآكِلَ وَمَشَارِبَ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله
موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع
حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد
عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
هل يدخل الجن المسلمون الجنة؟
فعلى القول بالأخذ بالعموم في النصوص ما لم يرد مخصص وهو مذهب أكثر الفقهاء، تكون هذه النصوص مقتضية لدخولهم الجنة". هـ. وعليه، فمؤمنو الجن يدخلون الجنة؛ لإجماع العلماء على تكليفهم، ويثابون على الطاعة، ولا ثواب في الآخرة إلا الجنة،، والله أعلم. 22
5
91, 996
هل المسيحي يدخل الجنة ام النار ؟ اجابة رائعة من ذاكر نايك - YouTube