قال: [ اتهمهما بأنهما سياسيان يريدان الملك والسيادة على البلاد لا هم لهما إلا ذاك، وكذب فرعون وهو والله من الكاذبين، وهنا أمر رجال دولته] وهم الملأ [ أن يحضروا له علماء السحر] لا مجرد السحرة، بل علماء السحر، [ ليباري موسى في السحر] مباراة لم تعرف الدنيا مثلها، والله! ما عرفتها، ومباراة العالم الآن في الكرة لا قيمة لها بالنسبة إلى تلك المباراة.
إن الله لا يصلح عمل المفسدين - الشيخ علي قاسم - الطريق إلى الله
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 81 من سورة يونس: فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ. ما هى الأجواء التي دارت فيها هذه الآية ؟ ومن هم الفاسدون؟ وكيف وعد الله بأنه لن يصلح أعمالهم مهما عملوا ؟ هذه الآية وقعت في أجواء مصرية مرتبطة بقصة نبى الله موسى وصراعه مع سحرة فرعون ؟ وذلك كما يقول الطبري على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر. إن الله لا يصلح عمل المفسدين - الشيخ علي قاسم - الطريق إلى الله. وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين والبصريين: (مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟ أما في تفسير السعدي فيقول حول شطر الآية " إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق، وأي فساد أعظم من هذا؟ وهكذا كل مفسد عمل عملاً، واحتال كيدًا، أو أتى بمكر، فإن عمله سيبطل ويضمحل، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما، فإن مآله الاضمحلال والمحق. وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى، وهي أعمال ووسائل نافعة، مأمور بها، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها، وينميها على الدوام، فألقى موسى عصاه، فتلقفت جميع ما صنعوا، فبطل سحرهم، واضمحل باطلهم.
ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين | سواح هوست
هداية الآيات
إليكم هداية الآيات فتأملوا: قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: للسحر طرق] وفنون [ يتعلم بها، وله علماء به، وتعلمه حرام واستعماله حرام]، لا يحل لمؤمن أن يتعلم السحر، واستعماله حرام ولو كان بدون تعلم، وفي الحديث: ( يقتل الساحر حيث بان سحره). [ ثانياً: حد الساحر القتل؛ لأنه إفساد في الأرض]، وكل من يفسد في الأرض يجب قتله، الآن هل نقتل الذين يروجون المخدرات أم لا؟ أليسوا يفسدون الناس في عقولهم وأديانهم وأعراضهم؟ يجب قتلهم، ولا يقل أحد: لم يقتلون؟ لأن الإفساد في الأرض حرام ولا يصح، أراد الله أن تعمر هذه الأرض وأن يعبد فيها، فيجيء المفسد يفسدها، فيجب قتله، والساحر مفسد. ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين | سواح هوست. [ ثالثاً: جواز المبارزة للعدو والمباراة له إظهاراً للحق وإبطالاً للباطل]، لو يأتينا نصارى أو يهود ويريدون أن يبارونا في الحق فنباريهم ونهزمهم، فمن أين أخذنا هذا؟ من قوله: أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ [يونس:80]. [ رابعاً: عاقبة الفساد وعمل أصحابه الخراب والدمار]، والواقع شاهد في كل مكان. [ خامساً: متى قاوم الحق الباطل انهزم الباطل وانتصر الحق بأمر الله تعالى ووعده الصادق]؛ لقوله تعالى: وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:82] ولو كره الكافرون.
وذلك أهم في هذا المقام من ذكر اندحاض سحرهم تجاه معجزة موسى - عليه السلام - ، ولأجل هذا لم يذكر مفعول ألقوا لتنزيل فعل ألقوا منزلة اللازم ، لعدم تعلق الغرض ببيان مفعوله. ومعنى جئتم به أظهرتموه لنا ، فالمجيء قد استعمل مجازا في الإظهار; لأن الذي يجيء بالشيء يظهره في المكان الذي جاءه ، فالملازمة عرفية.
والحذر والتوخي والحكمة في الأمور، فالفتية عندما استيقظوا وشعروا بالجوع، بعثوا رجلاً واحداً منهم فقط مُتخفياً حتى لا يلفت النّظر، فالفتية عندما استيقظوا وشعروا بالجوع، بعثوا رجلاً واحداً منهم فقط مُتخفياً حتى لا يلفت النّظر، وأشاروا إليه التّعامل باللين عند الشراء، واختصار الكلام مع الناس، والتصرف بحكمة حتى لا يبعث الريبة في نفوسهم، كما تُشير الآية جواز اختيار الطيبات من الأكل دون إسراف، قال تعالى:(فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا).
وآمنهم من خوف يناقش دور الشباب المسلم في نهضة المجتمع
وقال إنه كلما ابتعد الناس عن العلم ضعفت الأمة، مستشهدا بما هو واقع اليوم من تسلط كثير من الاعداء على أمة الاسلام، مطالبا الدول الاسلامية بتدريس مادة الثقافة الاسلامية في الجامعات ومادة التربية الاسلامية في المراحل التعليمية السابقة حتى لا يتخرج الطلاب من المدارس والجامعات وليس لديهم إلمام بالعلوم الشرعية. وبدوره، تحدث الشيخ الدكتور يوسف الحسيني الندوي مدير جامعة /الإمام أحمد بن عرفان الشهيد/ في الهند، عن الجامعة وتاريخها في تربية العقول، مشيرا إلى مزج مناهجها بين التعليمين العصري والشرعي، "ليكون الطالب لديه العلم بفرائض الدين والأسس التي تمس الايمان والعقيدة من جهة ، والواقع من جهة أخرى، منوها بريادة دولة قطر في المجال التعليمي. أما الشيخ الدكتور نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق بالجمهورية التونسية وأستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة قطر، فقال إن المعرفة داخل العالم العربي والإسلامي هي معرفة أمة بهوية وخصوصية واستحقاق تاريخي وحضاري، وبمصالح استراتيجية تعبر عن هذه الأمة. وأكد أن المعرفة والعلوم الدينية مقوم من مقومات هذه الأمة، ومقوم لما يعرف بالأمن القومي لكل دولة من هذه الأمة، "لذلك العلم الديني هو علم سيادي تخصصي وعلم تشاركي وتطويري وتجديدي".
هذا الخوف الذي جعله الله عز وجل ابتلاءً واختبارًا لعباده المؤمنين ليكون الأمن منه جزاء نجاحهم في الاختبار، قال تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155]، فنبههم إلى قرب الابتلاء وبشَّرهم بحسن الجزاء، وهذه سنة الله عز وجل في تمكين عباده المؤمنين، قال ابن القيم رحمه الله: "سأل رجل الشافعي فقال: يا أبا عبد الله، أيَّما أفضل للرجل، أن يُمَكَّن أو يُبْتَلى؟ فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى" (الفوائد: [1/2081]). إن للأمن أثرًا كبيرًا على استقرار البلاد والعباد وحسن معايشهم، ومن تدبَّر في آي القرآن وجد تلازمًا وثيقًا في عدد من آياته بين الأمن ورغد العيش من جهة، وبين الخوف والجوع من جهةٍ أخرى، قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [البقرة من الآية:126]. وقال: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} [البقرة من الآية:155]، وقال: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:112].