حينئذٍ وجب أن تبقى الطهارة على حالها وألا تنتقض بالمس لعدم الدليل على ذلك، بل لوجود الدليل على أن مسها لا ينقض ولو كان بشهوة؛ لأن القبلة في الغالب لا تكون إلا عن شهوة عن تلذذ، لافتًا إلى أن قوله جل وعلا: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43] وفي قراءة: أو لمستم النساء، المراد على الصحيح الجماع، وهو قول ابن عباس وجماعة من أهل العلم.
حكم نقض الوضوء من لمس الزوجة
الحمد لله. أولاً:
اختلف أهل العلم رحمهم الله في مس الذكر هل ينقض الوضوء أولا ؟ وتقدم بيان ذلك في
جواب السؤال رقم ( 82759) ، وأن
الراجح أن المس إذا كان بشهوة نقض الوضوء. ثانياً:
إذا مست المرأة ذكر زوجها بشهوة انتقض وضوؤها ، فإن كان بغير شهوة لم ينتقض. قال عليش في " منح الجليل شرح مختصر خليل " (1/113): " ومس ذكر غيره يجري على حكم
اللمس من تقييده بالقصد أو الوجدان. انتهى ، أي وجدان اللذة. حكم نقض الوضوء من لمس الزوجة. ثالثاً:
إذا قلنا بالنقض فيشترط عدم وجود حائل ، وهو قول الجمهور فإن مست المرأة ذكر زوجها
بحائل لم ينتقض الوضوء ، ولو كان بشهوة ؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس بينهما سترة فليتوضأ) رواه الشافعي في مسنده (1/12), وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ، والإفضاء: اللمس من غير حائل
وينظر: حاشية الدسوقي (1/120) ، مغني المحتاج (1/1 ، 2) ، مطالب أولي النهى
(1/143).
وذهب الأحناف إلى أن اللمس لا ينقض مطلقًا، قال ابن نجيم في "البحر الرائق": مس بشرة المرأة لا ينقض الوضوء مطلقًا، سواء كان بشهوة أو لا. اهـ. والمفتى به عندنا أنه لا ينقض، على ما فصلناه في الفتوى رقم: 285052. والذي يمكننا قوله باختصار: إن القول الذي تتبعينه هو المرجح المفتى به عندنا، وقد بينا في فتاوى سابقة أن العامي لا يلزمه التزام مذهب معين، بل له أن يتنقل من مذهب إلى غيره، أو يقلد عالمًا في مسألة ما؛ شريطة أن لا يكون ذلك للتشهي، وانظري الفتوى رقم: 134759. والله تعالى أعلم.
الحمد لله. الطهر له علامتان عند النساء:
الأولى: نزول القصة البيضاء. الثانية: انقطاع دم الحيض ، بحيث لو احتشت المرأة بقطنة ونحوها خرجت نظيفة ، لا أثر عليها من دم أو صفرة أو كدرة. فبعض النساء تعرف طهرها بالقصة البيضاء ، والبعض الآخر لا يرين القصة ، بل يكون الجفاف التام علامة على طهرها. والْقَصَّةُ البيضاء: هي شَيْءٌ يُشْبِهُ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ يَخْرُجُ مِنْ قُبُلِ النِّسَاءِ فِي آخِرِ أَيَّامِهِنَّ يَكُونُ عَلامَةً عَلَى طُهْرِهِنَّ. وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ أَبْيَضُ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الْحَيْضِ. حكم الكدرة والصفرة بعد الطهر. ينظر: "الموسوعة الفقهية الكويتية" (23/279). ثانياً:
إذا انقطع دم الحيض وجف المحل من الدم ، جفافاً تاماً ، فقد طهرت من حيضك ، ثم لا تبالي بما ينزل عليك من ماء أصفر أو غيره ؛ لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: " كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا " رواه أبو داود(307) وصححه الشيخ الألباني. قال النووي رحمه الله: " علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر: أن ينقطع خروج الدم ، وخروج الصفرة والكدرة, فإذا انقطع طهرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا ". انتهى من "المجموع" (2/562).
حكم الكدرة والصفرة بعد الطهر
هل الصفرة والكدرة علامة طهر من الحيض ؟ الشيخ مصطفي العدوي - YouTube
ما هي علامات الطهر من الحيض - موضوع
انتهى
وسواء كانت هذه الصفرة قليلة أو كثيرة ما دامت متصلة بالدم فإنها تأخذ حكم الدم، لكن العلماء مختلفون في حكم الدم إذا جاوز العادة هل يثبت أنه حيض ولو لم تتكرر هذه الزيادة أم لا بد من التكرر والذي رجحه كثير من المحققين أنه لا يشترط التكرر. حكم الصفرة والكدرة بعد الطهر - إسلام ويب - مركز الفتوى. وعليه، فإن اغتسالك مع وجود هذه الصفرة لم يقع مجزئا لأنه وقع مع وجود الحيض، وكان الواجب عليك أن تغتسلي بعد انقطاع الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة، وذلك بأن تري إحدى علامتي الطهر، الجفوف أو القصة البيضاء. وانظري لبيان ما تعرف به المرأة طهرها من الحيض الفتوى رقم: 118817 ، ورقم: 111957. والواجب عليك الآن هو أن تغتسلي، وعليك أيضا أن تقضي صلوات تلك الأيام الماضية التي صليتها بعد انقطاع الحيض وقبل اغتسالك منه، وفي وجوب قضاء هذه الصلوات خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 109981 ، والأحوط هو القضاء كما هو مذهب الجمهور. والله أعلم.
حكم الصفرة والكدرة بعد الطهر - إسلام ويب - مركز الفتوى
وننبهك هنا إلى ضرورة الرجوع إلى أهل العلم وعدم الاكتفاء بسؤال الأطباء فيما يشكل عليك من أمور الدين، فقد قال بعض السلف: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. والله أعلم.
تاريخ النشر: الخميس 2 ربيع الأول 1438 هـ - 1-12-2016 م
التقييم:
رقم الفتوى: 340801
6664
0
103
السؤال
سؤالي يتعلق بالطهر من الحيض: فقد قرأت في موقعكم أن الصفرة في زمن العادة تعد حيضا ولو بعد علامة الطهر، ولكن ماذا لو أتت علامة الطهر واغتسلت ثم عاد نزول الصفرة، واستمر إلى نهاية زمن العادة، ولم أجد علامة طهر، هل أعيد الاغتسال مرة أخرى ؟ أرجو مساعدتي لأن هذا الأمر فعلا أتعبني. وأيضا ماذا لو استمر نزول الصفرة إلى نهاية زمن العادة، ولم تأت علامة الطهر، ماذا أفعل هل أغتسل أم لا ؟
أرجو مساعدتي وإفادتي. وجزاكم الله خيرا.