والسادس:
« رجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق
يمينه »، تصدق بصدقة مخلصًا بذلك لله - عزّ وجلّ - حتى انه لو كان أحدًا على
يساره ما علم بذلك من شدة الإخفاء فهذا عنده كمال الإخلاص، فيظله الله تعالى في
ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهذا ما لم يكون إظهار الصدقة فيه مصلحة وخير، فإذا كان في
إظهار الصدقة مصلحة وخير كان إظهارها أولى، لكن إذا لم يكن فيه مصلحة فالإسرار
أولى. سبعه يظلهم الله في ظله حديث. والسابع:
« رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه » ذكر الله
خاليًا في مكان لا يطلع عليه أحد، خاليًا قلبه من التعلق بالدنيا، فخشع من ذلك
وفاضت عيناه. هؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قد توجد
صفتان فأكثر في شخص واحد، وقد لا يوجد في الإنسان إلا صفة واحدة وهي كافية. ذكر المؤلف حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي ﷺ قال: « المقسطون على
منابر من نور يوم القيامة، الذين يعدلون في أهليهم وما ولوا » يعني: أن
المقسطين العادلين في أهليهم وفيمن ولاهم الله عليه، يكونون على منابر من نور يوم
القيامة على يمين الله - عزّ وجلّ. دليلٌ على فضل العدل في الأهل، وكذلك في الأولاد، وكذلك أيضًا في كل من ولاك الله
عليه، اعدل حتى تكون على منبر من نور عن يمين الله - عز وجل - يوم القيامة، والله
الموفق.
- حديث سبعة يظلهم الله في ظله
- سبعه يظلهم الله في ظله حديث
- سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله
- فإن صلاتكم معروضة عليرضا
حديث سبعة يظلهم الله في ظله
الأول:
إمام عادل: بدأ بالإمام العادل الذي يعدل بين الناس، وأهم عدل في الإمام أن يحكم
بين الناس بشريعة الله؛ لأن شريعة الله هي العدل، وأما من حكم بالقوانين الوضعية
المخالفة للشريعة؛ فهو من أشد الولاة جورًا - والعياذ بالله - وأبعد الناس من أن
يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ لأنه ليس من العدل أن تحكم بين عباد الله
بشريعة غير شريعة الله، من جعل لك هذا؟ احكم بين الناس بشريعة ربهم - عزّ وجلّ -
فأعظم ما يدخل في ذلك أن يحكم الإمام بشريعة الله. ومن
ذلك أن يقتص الحق حتى من نفسه ومن أقرب الناس إليه؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ
بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء: ١٣٥]، ومن ذلك أيضًا: ألا يفرق
بين قريبه وغيره، فتجده إذا كان الحق على القريب تهاون في تنفيذه وجعل يسوف ويؤخر،
وإذا كان لقريبه على غيره بادر فاقتص منه. الدرر السنية. فإن هذا ليس من العدل، والعدل في ولي
الأمر له فروع كثيرة وأنواع كثيرة لا يتسع المقام الآن لذكرها، فنسأل الله تعالى
أن يوفق المسلمين لأئمة عادلين يحكمون فيهم بكتاب الله وبشريعته التي اختارها
لعباده. أما
الثاني فهو: « شاب نشأ في طاعة الله »، الشاب
صغير السن الذي نشأ في طاعة الله واستمر على ذلك، هذا أيضًا ممن يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله؛ لأنه ليس له صبوة، والغالب أن الشاب يكون لهم صبوة وميل
وانحراف، ولكن إذا كان هذا الشاب نشأ في طاعة الله، ولم يكن له ميل ولا انحراف واستمر
على هذا؛ فإن الله تعالى يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
سبعه يظلهم الله في ظله حديث
وقدْ ذُكِر في هذا الحديثِ سَبعةُ أصنافٍ، ووَرَدَتْ رِواياتٌ أُخرى تَزيدُ أصنافًا غيرَ المذكورينَ هنا، ومِن ذلك ما رَواهُ الإمامُ مُسلمٌ مِن حَديثِ أبي اليَسَرِ كَعبِ بنِ عَمرٍو الأنصاريِّ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «مَن أنْظَرَ مُعسِرًا أو وَضَعَ عنه، أظَلَّه اللهُ في ظِلِّه»، وأيضًا: الغازِي ومَن يُعينُه، والتاجِرُ الصدوقُ، ومَن يُعينُ المكاتَبَ كما ورَدَ في رِواياتٍ وأَحاديثَ أُخرَى؛ فدلَّ هذا على أنَّ العدَدَ المذكورَ في هذا الحديثِ لا يُفيدُ الحَصْرَ. وأيضًا ذِكْرُ الرَّجُلِ في هذا الحَديثِ خرَجَ مَخرَجَ الغالِبِ؛ فلا مَفهومَ له؛ فالنِّساءُ مِثلُ الرِّجالِ فيما يُمكِنُ فيه ذلك؛ فأحْكامُ الشَّرعِ عامَّةٌ لجَميعِ المُكلَّفِينَ ذُكورًا وإناثًا. وفي الحديثِ: فَضْلُ الأصنافِ السَّبعةِ المَذكورةِ، وفضْلُ مَن سَلِمَ مِن الذُّنوبِ، واشتغَلَ بطاعةِ ربِّه طولَ عُمرِه. حديث سبعة يظلهم الله في ظله. وفيه: الحثُّ على عمَلِ الطاعاتِ؛ لأنَّها أسبابٌ لِنَوالِ رِضا اللهِ سُبحانه في الآخرةِ. وفيه: أنَّ مِن نَعيمِ اللهِ عزَّ وجلَّ يَومَ القِيامةِ الإيواءَ في ظِلِّه.
سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله
والثالث:
« رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه »،
رجلان تحابا في الله، يعني: ليس بينهما صلة من نسب أو غيره، ولكن تحابا في الله. كل واحد منهم رأى أن صاحبه ذو عبادة وطاعة لله - عز وجل - وقيام بما يجب لأهله ولمن
له حق عليه، فرآه على هذه الحال فأحبه. « اجتمعا عليه وتفرقا عليه » يعني: اجتمعا عليه في
الدنيا، وبقيا على ذلك إلى أن ماتا فتفرقا على ذلك؛ هذان أيضًا ممن يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله. والرابع:
« رجلٌ قلبه معلق بالمساجد » يعني: أنه يألف
الصلاة ويحبها وكلما فرغ من صلاة إذا هو يتطلع إلى صلاة أخرى، فالمساجد أماكن
السجود، سواء بُنيت للصلاة فينا أم لا، المهم أنه دائمًا يرغب الصلاة قلبه معلق
بها؛ كلما فرغ من صلاة تطلع للصلاة الأخرى. وهذا
يدل على قوة صلته بالله - عزّ وجلّ - لأن الصلاة صله بين العبد وبين ربه، فإذا
أحبها الإنسان وألفها فهذا يعني: أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله، فيكون ممن
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. والخامس:
« رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال »، يعني: دعته
لنفسها لفجر بها، ولكنه كان قوي العفة، طاهر العرض « قال:
إني أخاف الله » فهو رجل ذو شهوة، والدعوة التي دعته إليها هذه المرأة توجب
أن يفعل؛ لأنها هي التي طلبته، والمكان خال ليس فيه أحد، ولكن منعه من ذلك خوف
الله - عز وجلّ – قال: إني أخاف الله، لم يقل: أخشى أن يطلع علينا أحد، ولم يقل
إنه لا رغبة له في الجماع، ولكن قال: إني أخاف الله، فهذا يظله الله في ظله يوم لا
ظل إلا ظله لكمال عفته.
اللهم اجعلنا من هؤلاء السبعة يا أرحم الراحمين. هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
السؤال:
في الحديث الذي تعرض علي أعمالكم؟
الجواب:
أما حديث تعرض علي أعمالكم فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، أما ما جاء من الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: إنها تعرض علي أعمالكم، وحياتي خير لكم، وموتي خير لكم، تحدثون، ويحدث لكم، وإنها تعرض علي أعمالكم، فما وجدت من خير حمدت الله عليه، وما وجدت شر استغفرت لكم فهو حديث ضعيف جاء مرسلًا عن النبي ﷺ. وجاء في حديث آخر في إسناده شخص يقال له: عبدالمجيد بن أبي رواد ضعيف عند أهل العلم، فالمقصود أنه حديث ضعيف لا يثبت، وإنما جاء الحث على الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام- وقال: إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة عليّ قيل: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: إن الله حرم على الأرضة أن تأكل أجساد الأنبياء هذا جاء في الصلاة، عليه عليه الصلاة والسلام. وجاء في لفظ آخر: إن لله ملائكة سياحين، يبلغوني عن أمتي السلام فهذا خاص بما يتعلق بالصلاة والسلام عليه، يبلغ ذلك -عليه الصلاة والسلام- وجاء في لفظ آخر: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام كل هذا جاء عنه، عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق به.
فإن صلاتكم معروضة عليرضا
خالد بن عبدالرحمن الشايع / بطاقات دعوية / السنة والسيرة النبوية
الشيخ د.
اللهم صل على محمد وآله وصحبه افضل صلاة واتم تسليم عدد كل شىء وزنة كل شىء وملىء كل شىء فى كل حين ليوم الدين وادفع عن أمته جميع الفتن امين
— هدى خليفة (@Hmxl0tuJ9x213jM) July 14, 2017