[٧]
سكرة الموت وما يتبعها
تحدّثت الآيات الكريمة (16-34) عن سكرة الموت وما يتبعها إلى يوم القيامة ، وفيما يأتي ذكر أبرز موضوعاتها: [٨]
إنَّ الله -عزّ وجلّ- هو خالق الإنسان وهو العالم به وبأحواله وبما في صدره، وهو أقرب إلى الإنسان من العرق الموجود في نحره، فيجعل الإنسان يشعر بمراقبة الله له. إنَّ أعماله كلّها من حسنات وسيئات يسجّلها كلٌّ من الملكين المتواجدين عن يمينه وشماله. إذا جاءت ساعة الموت فلا مخلِّص ولا منجِّي منها، فلا تتأخر عنه. تحدثت الآيات عن يوم الحساب اليوم الذي يلحق المؤمنين والكافرين بما وعدهم الله من ثواب أو عقاب، فتأتي كلُّ نفس مع من يسوقها ويشهد على أعمالها من خير أو شرّ. تفسير سورة ق. يكشف الله يوم القيامة عن الكافر غطاء قلبه الذي كان سبب إعراضه، فيقول للملائكة الذين وكّلهم الله بحفظ الأعمال أنْ يُحضروا ذلك. [٩]
الذي يستحقُّ النار كلُّ كافر وعنيد يمنع الخير، ويتعدَّى حدوده، والشاكُّ في وعد الله، المشرك فيه، وهنالك يقول يتبرّأ الشيطان من الإنسان الذ اتّبعه. يقول الله -تعالى- لهم لا فائدة من اختصامكم، فقد أرسلت عليكم رسلي بالبينات والبراهين والحُجج. إنَّ الله -تعالى- لا يظلم عباده بل يُجازيهم بما عملوا من خير أو شرّ.
- تفسير سورة ص سيد قطب
- دعاء الوضوء - موضوع
- الدعاء بعد الوضوء - دعاء مستجاب
تفسير سورة ص سيد قطب
2- من فضل الله - سبحانه وتعالى - على عباده أنه جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من جنسهم حتى يفهموا عنه ما يبيِّنه لهم من وحي الله. معاني مفردات الآيات الكريمة من (16) إلى (45) من سورة "ق":
﴿ حبل الوريد ﴾: عرق كبير في العنق (أي أنه لا يخفى على الله شيء من خفايا الإنسان). ﴿ يتلقَّى المتلقيان ﴾: يحفظ الملكان ويكتبان. ﴿ قعيد ﴾: ملك قاعد. ﴿ رقيب عتيد ﴾: ملك حافظ لأقواله مُعَدٌّ حاضر مهيَّأ لكتابة ما أُمِرَ به. ﴿ سكرة الموت ﴾: شدته التي تذهب بعقله. ﴿ سائق ﴾: ملك يسوقه إلى المحشر. ﴿ شهيد ﴾: ملك يشهد على الإنسان بعمله. ﴿ فكشفنا عنك غطاءك ﴾: فأزلنا عنك حجاب غفلتك عن الآخرة (والمتكلِّم هو الله - عز وجل -). ﴿ حديد ﴾: نافذ قويٌّ. ﴿ قرينه ﴾: الملك الموكل به. ﴿ عتيد ﴾: حاضر (أي أحضرت كتاب عمله). ﴿ مريب ﴾: شاكٍّ في الله ودينه. ﴿ قرينه ﴾: شيطانه. تفسير سورة ق - تفسير قوله تعالى ق والقرآن المجيد. ﴿ ما أطغيته ﴾: ما أضللته وما أجبرته على الطغيان والغواية. ﴿ وقد قدمت إليكم بالوعيد ﴾: وقد سبق أن أنذرتكم وحذرتكم عقابي. ﴿ ما يُبَدَّل القول لديّ ﴾: ما يغيَّر كلامي ولا يبدَّل حكمي. ﴿ أزلفت الجنة للمتقين ﴾: قُرِّبت من المؤمنين؛ إكرامًا لهم. ﴿ أوَّاب ﴾: كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والندم.
قريش عِمارة بكسر العين قصيّ: بطن، هاشم فخذ.
السؤال:
يسأل عن الدعاء الذي يقال عند الوضوء، بعض الناس ملتزم بدعاء... دعاء ما بعد الوضوء. عند غسل الرجل اليمنى يقول: اللهم ثبت قدمي اليمين على الصراط المستقيم، وعند اليسرى: اللهم ثبت قدمي الشمال عند صراط الرحمن، إلى غيره، وعند المضمضة، والاستنشاق، والوجه إلى غيره أدعيات مأثورة، فما ندري رأي سماحتكم في هذا، فهل هذا الدعاء صحيح؟
الجواب:
الوضوء مشروع فيه أمران:
الأمر الأول: التسمية عند أوله، يسمي بالله عند أوله، عند غسل كفيه للوضوء، قبل أن يتمضمض، ويستنشق، أو عند المضمضة، والاستنشاق. ومشروع في حقه في آخره بعد الفراغ: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم وأتوب إليك هذا المشروع بعد الوضوء. وأما ما يقال عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي إلى آخره، وعند غسل اليدين: اللهم أعطني كتابي بيميني إلى آخره، وعند غسل القدمين: اللهم ثبت قدمي، هذا لا أصل له، وليس بمشروع.
دعاء الوضوء - موضوع
قال النووي في الأذكار (ص 30):
وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الدعاء بعد الوضوء - دعاء مستجاب
فالوضوء وطهارة البدن شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، وبدون الوضوء لا تصح الصلاة، ولذلك لابد التأكد من القيام بكل أركان الوضوء بالصورة الشرعية الصحيحة.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قبل أن يتكلم، غفر له ما بين الوضوءين ". أصل الدعاء على أعضاء الجسم عند الوضوء أما ما يقال عند غسل كل عضو في الوضوء دعاء مثل: • عند غسل اليد اليمنى: اللهم ناولني كتابي بيميني. دعاء بعد الوضوء الاطفال. • عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه وتبيض الوجوه. فهذا لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا فقد قال ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى: " وليس لأحد أن يسن للناس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به "، وقال ابن القيم في كتابه المنار المنيف: " أما الحديث الموضوع في الذكر على كل عضو فباطل "، وقال الإمام النووي في كتابه الفتوحات الربانية: " دعاء الأعضاء لا أصل له ". وقد وضح الإمام السيوطي في مخطوطته: " الإغضاء عن دعاء الأعضاء "، ضعف ما ورد حول الدعاء عند كل عضو في الوضوء، لذا لا يجب العمل به حتى لو كان من فضائل الأعمال. نقل النووي في المجموع (1/385) عن البيهقي قوله: " أَصَحُّ مَا فِي التَّسْمِيَةِ حَدِيثُ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ قَالَ: تَوَضَّئُوا بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ: فَرَأَيْت الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، وَالْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُنَ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، وَكَانُوا نَحْوَ سَبْعِينَ رَجُلا، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، واحتج به البهيقي في كتابه " معرفة السنن والآثار وضعف الأحاديث الباقية.