كانوا يسحبونهم في الشمس المحرقة, ويلبسونهم درعا من حديد, ويمنعون عنهم الماء, ويعذبونهم عذاباً شديداً. وفي كل يوم تتجدد رحلتهم مع العذاب القاسي, وذات يوم مر عليهم رسول الله فقال لهم:((أبشروا آل ياسر فأن موعدكم الجنة)). هؤلاء هم المسلمون الأوائل الذين نكل بهم ورأوا صنوفاً من العذاب. قام أبا جهل بقتل سمية أم عمار بطريقة وحشية فكانت أول شهيدة في الإسلام, كذلك استشهد والد عمار "ياسر" من قسوة التعذيب. وظل الكفار يعذبون عماراً حتى اضطروه أن يذكر آلهتهم بخير ويذكر محمداً بسوء, وذهب عمار إلى رسول الله وهو حزين يشتكي إليه ما حدث وهو خائف أن يكون إسلامه قد مس بما قال, فقال له رسول الرحمة:((أليس قلبك مطمئن بالإيمان؟)). قال عمار:((بلى, يا رسول الله)) فقال:((فإن عادوا فعد)). عمار بن ياسر نسبه. قيل إن الآية الجليلة نزلت في عمار بن ياسر. بسم الله الرحمن الرحيم (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) [ النحل: 106] وظل هذا العذاب بعمار حتى أذن الله لهم بالهجرة. هاجر عمار فاراً بدينه إلى المدينة المنورة, والتف الأنصار حول المهاجرين فأنسوهم ما لا قوه من العذاب في دين الله, ثم أذن الله لرسوله الكريم بالهجرة إلى المدينة, وأصبح عمار ملازما للرسول.
- عمار بن ياسر نسبه
- خطبه الجمعه قصيره عن شهر شعبان
- خطبه يوم الجمعه قصيره
عمار بن ياسر نسبه
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك المذحجي ثم العنسي أبو اليقظان. وكان عمار رضي الله عنه آدم طويلا مضطربا أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه وقيل: كان أصلع في مقدم رأسه شعرات. وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام وهو حليف بني مخزوم. وأمه سمية وهي أول من استشهد في سبيل الله عز وجل وهو وأبوه وأمه من السابقين. وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين. وهو ممن عذب في الله. وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت في فضل عمّار بن ياسر أحاديث كثيرة،الإسلام سؤال و جواب، سؤال رقم 226902 نبذة مختصرة عن فضائل عمار بن ياسر ، رضي الله عنهما] منها ما رواه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب أن عمار استأذن على محمد بن عبد الله رسول الله] صلاة فعرف صوته فقال مرحباً بالطيّب المطيب ائذنوا له. وعن محمد بن عبد الله النبي أيضاً، أنّه قال عمّار جلدة بين عيني. وعنه كم ذي طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ياسر. وقال لقد ملئ عمار إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه. وقال إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي بن أبي طالب علي وعمار و سلمان الفارسي سلمان. وقال إنّك من أهل الجنة. وقال ابن سمية بنت خياط سمية لم يخيّر بين أمرين قط إلا اختار أرشدهما، فالزموا سمته. وقال لعمار ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. وقَالَ إنه لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسلمان، وعمار، وبلال.
[٧] عباد الله، يوم الجُمعة خير الأيام وسيدها، وخصّنا الله -تعالى- به للإجتماع، وأفضل أوقات أداء صلاة الجمعة يكون بعد زوال الشمس؛ وذلك لفعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يتعلق بالحكمة من مشروعيتها؛ فتكمُّن في تقوية أواصر المحبة بين المُسلمين؛ وخاصةً أبناء الحي والمُجتمع الواحد. [٨] أمّا فيما يتعلق بأحكامها؛ فهي تُصلى ركعتين، وتجبُ على كُل مُسلمٍ ذكر، بالغٌ عاقل، مُقيم؛ فلا تجب على المريض، والصبيّ، والمرأة، والمُسافر، وأمّا المُسافر إن نزل وسمع النداء لزمه أداؤها ، وتكفي صلاة الجُمعة عن صلاة الظُهر، [٩] ويُستحبُ في هذا اليوم الإكثار من الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ومن خصائص هذا اليوم أن الله -تعالى- يتجلى فيه لأوليائه المؤمنين فيكون أقربهم من الله تعالى أقربهم إلى الإمام، وأسبقهم إلى الله تعالى أسبقهم إلى الجمعة. [١٠] إخوتي الكرام، يحرص المُسلم في هذا اليوم الفضيل على ترك أشغاله، وتأخير أسفاره إلى ما بعد الصلاة الجُمعة؛ مخافة أن تفوته، أو مخافة أن ينشغل بغيرها، وجاء عن بعض الصحابة روايتهم لحديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الذي يُحذر فيه من ترك الجُمعة: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).
خطبه الجمعه قصيره عن شهر شعبان
اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وللصدقة أجرها المضاعف أضعافًا كثيرة، قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]. وصاحب الصدقة يكون من المحسنين الذين يحبهم الله جل جلاله، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. خطبه الجمعه قصيره عن شهر شعبان. ومن أسرار الصدقة يا عباد الله: أنها سبب للبركة والنماء والخلَف، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا [1] ، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» [2]. والصدقة أيضًا سبب من أسباب مغفرة الذنوب، فقد روى الترمذي بسند صحيح عنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ [3] ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ» [4].
خطبه يوم الجمعه قصيره
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ ونَصَرَ عَبْدَهُ وأعَزَّ جُنْدَهُ وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحَبيبَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمّدًا عبدُ الله ورسولُهُ وصَفِيُّهُ وحبيبُهُ، صلَّى الله وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ. أمّا بعدُ عبادَ الله فإنّي أوصيكُمْ ونفسي بِتَقوَى الله العظيمِ القائِلِ في مُحْكَمِ كتابِهِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [سورة ءال عمران]. خطبة الجمعة قصيرة مكتوبة. فالحَمْدُ لله الذي مَنَّ علينا بِأَعْظَمِ النّعَمِ نِعْمَة الإيمانِ والإسلامِ، والحمدُ لله الذي جعَلَنا مِنْ أمَّةِ سيّدِنا محمَّدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ القائِلِ في حديثِهِ الشريفِ: « أنْتُمْ مُتِمّونَ سبعينَ أمَّةٍ أنتُمْ خيرُها وأَكْرَمُها على الله » رواه الطبراني في المعجم الكبير. إخوةَ الإيمانِ، إنَّ السلسلةَ الذهبيةَ التي مرَّتْ معنا في خطَبِ الجُمُعَةِ في موْسِمِ ذكرى وِلادَةِ سيّدِ العالمينَ وحبيبِ ربّ العالمينَ وأشْرَفِ المرسلينَ سيدِنا محمَّدٍ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ أرَدْنا مِنْها تبيانَ عظيمِ فَضْلِهِ وعُلُوّ قَدْرِهِ صلى الله عليه وسلم.
اللهُ تعالى لَا يُقَدِّرُ عَبَثَاً:
يَا عِبَادَ اللهِ: عِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ شَاكِرَاً وَمُثْنِيَاً، وَصَابِرَاً وَدَاعِيَاً، يَكُونُ قَوِيَّاً مَهْمَا تَتَابَعَتِ الفِتَنُ، وَمَهْمَا تَوَاتَرَتِ المَصَائِبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْـعُسْرِ يُـسْرَاً * إِنَّ مَعَ الْـعُسْرِ يُسْرَاً﴾. لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرَاً﴾. المُؤْمِنُ دَائِمَاً وَأَبَدَاً قَوِيٌّ نَشِيطٌ حَتَّى في أَيَّامِ الفِتَنِ، لِأَنَّهُ على يَقِينٍ بِأَنَّ الأُمُورَ إلى اللهِ تعالى، وَأَنَّ المَقَادِيرَ بِيَدِ اللهِ تعالى، وَهُوَ على يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يُقَدِّرُ عَبَثَاً، وَلَا يُقَدِّرُ ظُلْمَاً، وَلَا يُقَدِّرُ إلا بِتَمَامِ رَحْمَتِهِ التي سَبَقَتْ غَضَبَهُ، وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ. 504ـ خطبة الجمعة: الدنيا قصيرة. خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
يَا عِبَادَ اللهِ: التَّفَاؤُلُ سُنَّةُ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِأَنَّ التَّفَاؤُلَ يَشْحَذُ الهِمَمَ للعَمَلِ، وَيُغَذِّي القُلُوبَ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالأَمَلِ؛ كَيْفَ لَا يَكُونُ المُسْلِمُ مُتَفَائِلَاً وَهُوَ على يَقِينٍ بِأَنَّ قُلُوبَ الذينَ يَخَافُهُمْ هِيَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ، وَمَا دَامَ قَلْبُ مَنْ تَخَافُهُ بِيَدِ مَنْ تُحِبُّهُ فَلَا تَخَفْ.