26-08-2015, 12:20 PM #1 ونبلوكم بالشر والخير فتنة
ونبلوكم بالشر والخير فتنة "خلق الله -جل وعلا- الدنيا لتكون داراً للابتلاء والاختبار، ومن ثم فإنه جعل الإنسان يتقلب فيها بين المنشط والمكره، والرخاء والشدة، والخير والشر؛ ليرى سبحانه كيف يصنع هؤلاء العباد، وكيف يطلبون مراضيه في جميع الأحوال، قال جل وعلا-: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الإنبياء:35]. وإن من يتأمل في الفتن يجد فيها من المنافع والخير ما يجعلها تنطوي على المنح على ما فيها من محن، وهذه سمة خاصة لأهل الإيمان. إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الأنبياء - تفسير قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة- الجزء رقم2. "إن ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة, ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لا يقضى الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابه سراء شكر فكان خيراً له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). فهذا الابتلاء والامتحان من تمام نصره وعزه وعافيته, ولهذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأقرب إليهم فالأقرب، يبتلى المرء على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه البلاء, وإن كان في دينه رقة خفف عنه, ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض وليس عليه خطيئة".
- معنى آية: ونبلوكم بالشر والخير فتنة، بالشرح التفصيلي - سطور
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - القول في تأويل قوله تعالى " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون "- الجزء رقم18
- إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الأنبياء - تفسير قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة- الجزء رقم2
- (ونبلوكم بالشرِّ والخير فتنة) - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
- واقصد في مشيك
- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ - منتدى الكفيل
- الإعجاز في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك - مجلة رجيم
معنى آية: ونبلوكم بالشر والخير فتنة، بالشرح التفصيلي - سطور
فمن صبر على الاختبار والفتنة فقد ثبت صدقه ويقينه، ومن لم يصبر فقد دل بعمله هذا على أنه كان يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به ورضي، وإن أصابه شر وفتنة انقلب على وجهه ونكص على عقبيه فخسر الدنيا والآخرة. إذن فالفتنة مجرد اختبار. والوجود الذي نراه مبني كله على المفارقات، وعلى هذه المفارقات نشأت حركة الحياة. ويجب الإيمان بقدر الله في خلقه؛ فهذا طويل، وذاك قصير، هذا أبيض، وذاك أسود، هذا مبصر وذلك أعمى، هذا غني، وذلك فقير، هذا صحيح، وذلك سقيم، وذلك ليكون كل نقيض فتنة للآخر. معنى آية: ونبلوكم بالشر والخير فتنة، بالشرح التفصيلي - سطور. فالمريض - على سبيل المثال - فتنة للصحيح، والصحيح فتنة للمريض، ويستقبل المريض قدر الله في نفسه ولا ينظر بحقد أو غيظ للصحيح، ولكن له أن ينظر هل يستعلي الصحيح عليه ويستذله، أو يقدم له المساعدة؟ والفقير فتنة للغني، وهو ينظر إلى الغني ليعرف أيحتقره، أيحرجه، أيستغله، والغني فتنة للفقير، يتساءل الغني أينظر إليه الفقير نظرة الحاسد. أم الراضي عن عطاء الله لغيره. وهكذا تكون الفتن. إن من البشر من هو موهوب هبة ما، وهناك من سلب الله منه هذه الهبة، وهذا العطاء وذلك السلب كلاهما فتنة؛ لنؤمن بأن خالق الوجود نثر المواهب على الخلق ولم يجعل من إنسان واحد مجمع مواهب؛ حتى يحتاج كل إنسان إلى مواهب غيره، وليقوم التعاون بين الناس، وينشأ الارتباط الاجتماعي.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - القول في تأويل قوله تعالى " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون "- الجزء رقم18
هي الأيام نداولها بين الناس، تمر بنا الأحداث والوقائع مرّ السحاب في السماء. وتطأ الأحداث جسد الزمان وتختفي لتصبح تاريخاً، بعضها يجري جريان ماء على حصى وبعضها تحفر وجودها حفراً على الصخر فلا تقدر أظافر الزمن على محوها. تُولد أممٌ وتموتُ أممٌ تتعاقب فصول وتنصرم حقب، ليل يتبعه نهار وشمس يتبعها قمر، وتبقى الأرض ذاكرة تحفظ كل أحداث البشر. مصائب وكوارث وأحداث وحروب وأوبئة ومجاعات وزلازل وبراكين وحرائق ومحن وهزائم وانكسارات. في عام الرمادة أكل الناس الورق والشجر، وقُتل الكثير من الصحابة في موقعة الحرة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنبياء - القول في تأويل قوله تعالى " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون "- الجزء رقم18. وفي مكة قطع الأكل والشراب عن أهل مكة فماتوا جوعاً، وضرب جبالها والكعبة بالمنجنيق، ومنع الحُجّاج من دخول الحرم والطواف حول الكعبة، وعلى صعيد عرفة شهد الحُجّاج مذبحة عظيمة قام بها إسماعيل العلوي. واعتدى القرامطة على المسجد الحرام وقتلوا 30 ألفا من الحُجّاج وسرقوا الحجر الأسود. وليس ببعيد ما فعله جهيمان وزمرته الباغية في الحرم المكي، كما توقف الحج أربعين مرة عبر التاريخ. كل هذه الأحداث وغيرها ولم نسمع أحداً قال بأنها من ذنوبنا ومعاصينا، كما يحدث اليوم وما ترمي به وسائل التواصل بأن (وباء الكورونا) الذي عمّ شرّه العالم إنما هو غضب وسخط من الله علينا (أوّلوا قضاء وقدر) من عند أنفسهم، وبأن الوباء الذي أصاب بِشرّه الكافر والمسلم إنما هو عقاب إلهي، لقاء ما يجري من الفساد والخروج عن طاعة الله في تصرّفات الناس وسلوكياتهم، أرسل أحدهم قائلاً (ترى ماذا حدث حتى مُنع الجميع عن الكعبة، ما حدث حتى أخرج الله الجميع من بيته أي ذنوب هذه التي حالت بيننا وبين بيتك يا الله.
إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الأنبياء - تفسير قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة- الجزء رقم2
وأما الفتن العامة: فهي التي تموج موج البحر، وتضطرب، ويتبع بعضها بعضا كأمواج البحر، فكان أولها فتنة قتل عثمان - رضي الله عنه - وما نشأ منها من افتراق قلوب المسلمين، وتشعب أهوائهم وتكفير بعضهم بعضا، وسفك بعضهم دماء بعض، وكان الباب المغلق الذي بين الناس وبين الفتن عمر - رضي الله عنه - وكان قتل عمر كسرا لذلك الباب، فلذلك لم يغلق ذلك الباب بعده أبدا. وكان حذيفة أكثر الناس سؤالا للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفتن، وأكثر الناس علما بها، فكان عنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بالفتن العامة والخاصة، وهو حدث عمر تفاصيل الفتن العامة، وبالباب الذي بين الناس وبينها، وأنه هو عمر ، ولهذا قال: إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، والأغاليط: جمع أغلوطة، وهي التي يغالط بها. واحدها: "أغلوطة" و"مغلطة"، والمعنى: أنه حدثه حديثا حقا. ليس فيه مرية، ولا إيهام. وهذا مما يستدل به على أن رواية مثل حذيفة يحصل بها لمن سمعها العلم اليقيني الذي لا شك فيه، فإن حذيفة ذكر أن عمر علم ذلك وتيقنه كما تيقن [ ص: 701] أن دون غد الليلة لما حدثه به من الحديث الذي لا يحتمل غير الحق والصدق. وقد كانت الصحابة تعرف في زمان عمر أن بقاء عمر أمان للناس من الفتن.
(ونبلوكم بالشرِّ والخير فتنة) - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
أيّ عمى أصاب قلوبنا فلم نبصر ذنوبنا حتى نوقف الطواف حول الكعبة... )، وكأني بالذي كتب هذا وغيره قد اطلعوا على غيب الله وقرّروا من تلقاء أنفسهم أنها عقوبة إلهية، نسوا أن (قضاءَ الله وقدره) لا ينبغي لأحد من البشر (التجرُّؤ على تأويله)، لأنه ضلال وتقوّل على الله بغيرِ علم يقول تعالى {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}. وجعلها من الكبائر وقرنها بالشرك به بقوله تعالى {وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}. يقول ابن تيمية (إن الشريعة قد رتّبت أحكاماً بالفسوق والخسران وعقوبات بضروب من العذاب في الدنيا والآخرة على مرتكبي الموبقات وأنه يمكن للمرء أن يطلق أحكامه على صنف هؤلاء كأن يقول المرابون خاسرون في الدنيا والآخرة أو أنهم من أهل النار ولكن لا يجرؤ لو عرف زانياً أو مرابياً بعينه أن يُطلق عليه أياً من هذه الأحكام أو يرتب عليه أي عقوبات لوجود موانع شرعية تمنع ذلك كأن يكون قد أحدث توبة أو عمل عملاً صالحاً استحق به المغفرة).
﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾
يتقلَّب الإنسانُ في رحلة حياته الدنيوية بين بلاءين واختبارين؛ مصداقَ قول الحقِّ سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]. ولعلَّ الله قدَّم ذكر الشرِّ في الآية لظهور الابتلاء به ووضوح معناهْ، وأخَّر ذكر الخير لخَفاء الابتلاء به وغُموض فحواهْ؛ إذ أوَّلُ ما يتبادرُ إلى الأذهان حين يُذكر الابتلاء ما ظاهرُه شرٌّ وغُرمْ، على حين يغفُل المرء غالبًا عن البلاء المستتر في طيَّات ما ظاهرُه خيرٌ وغُنمْ، ومن هنا أُتِيَ كثيرون! أمَّا مظاهرُ الابتلاء بالشرِّ فكثيرةٌ معروفة، ومن أوَّل ما يستحضرُه المرء منها قوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]. فهذه المصائب الظاهرة تُصيب العبدَ امتحانًا لإرادته وصدق يقينه، فمَن صبر على تجرُّع مُرِّها راضيًا محتسبًا، كانت سببَ خيرٍ كبير له في الدنيا والآخرة. ومن هنا قال بعضُ السلف: (لو عَلِمنا كم نغرِفُ من الأجر بعد المِحَن لما تمنَّينا سرعةَ الفرَج). وأمَّا الابتلاء بالخير فهو عامٌّ في كل خير؛ من مالٍ وجاه وسلطان، ومن قوَّةٍ وصحَّة وهمَّة، ومن علمٍ وعقل وفهم.. فإنَّ هذه النعمَ إن لم يُقابلها العبدُ بالشكر، والاعتراف بفضل الله المنعِم، وتسخيرها في طاعته ورضوانه، انقلبَت وَبالًا عليه.
-انتهى كلامه- تفسير السعدي ص457
ففي هذه الاية بين سبحانه بين سبب منع هذه المشية لإنه تعالى يكره كل مختال فخور، ثم أكد عليها مرة أخرى في قولها ( ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) قال ابن كثير في تفسيره ( ولا تمشي) أي متبخترا متمايلا مشي الجبارين ( انك لن تخرق الأرض) اي لن تقطع الارض بمشيتك ( ولن تبلغ الجبال طولا) أي بتمايلك وفخرك واعجابك بنفسك ا. ه أليس ذلك منطبقا على شبابنا الذين يلبسون هذا اللبس الخليع ويمشون هذه المشي البغيض وياليتهم قرؤوا هذا الحديث الذي ثبت في الصحيحين ( بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه برد يتبختر فيهما إذ خسف به الأرض فهو يتجلجلل فيهما إلى يوم القيامة)
ثم ختم سبحانه على لسان لقمان الحكيم بقوله ( واقصد في مشيك) قال السعدي:أي امش متواضعا مستكينا لا مشي البطر والتكبر ولا مشي التموات. قال تعالى واقصد في مشيك. تفسير السعدي ص666
ويا لها من أعظم خاتمة من ربنا عز وجل فمتى نعي قرائننا ومتى نترك التزحلق خلف عادات والغرب لبسهم فاللهم المستعان وعليه التكلان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
واقصد في مشيك
خفض الصوت ومكارم الأخلاق من أوجه الاعجاز التشريعي في الآية الكريمة في قول ربنا تبارك وتعالى على لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه: واقصد في مشيك.. أي توسط في مشيك بين الإسراع والبطء، حتى لا يكون في ذلك شي من الاستعلاء والكبر، فخطى الإنسان على الأرض محصية عليه، …واغضض من صوتك… أي خفضه إلى مستوى الحاجة، حتى لا يكون في ذلك شيء من سوء الأدب وإساءة إلى مسامع الآخرين، … إن أنكر الأصوات لصوت الحمير* أي إن أقبح الأصوات هو صوت نهيق الحمير لما فيه من العلو المفرط عند ممارسة عملية التنفس من الشهيق والزفير، وذلك من الفزع الذي ينتاب تلك الحيوانات عند رؤيتها للشياطين.
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ - منتدى الكفيل
واختلف أهل التأويل قوله: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ فقال بعضهم: معناه: إن أقبح الأصوات. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة وأبان بن تغلب، قالا ثنا أبو معاوية عن جُوَيبر، عن الضحاك ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ قال: إن أقبح الأصوات ﴿لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾ أي: أقبح الأصوات لصوت الحمير، أوّله زفير، وآخره شهيق، أمره بالاقتصاد في صوته. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت الأعمش يقول: ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ [[لعل فيه سقطًا، والأصل: أي أقبح الأصوات صوت... إلخ. ]] صوت الحمير. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن أشرّ الأصوات. ⁕ حُدثت عن يحيى بن واضح، عن أبي حمزة، عن جابر عن عكرِمة والحكم بن عُتيبة ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ قال: أشرّ الأصوات. واقصد في مشيك واغضض من صوتك. قال جابر: وقال الحسن بن مسلم: أشدّ الأصوات. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ قال: لو كان رفع الصوت هو خيرا ما جعله للحمير.
الإعجاز في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك - مجلة رجيم
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩) ﴾
يقول: وتواضع في مشيك إذا مشيت، ولا تستكبر، ولا تستعجل، ولكن اتئد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أن منهم من قال: أمره بالتواضع في مشيه، ومنهم من قال: أمره بترك السرعة فيه. ذكر من قال: أمره بالتواضع في مشيه:
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا أبو حمزة، عن جابر، عن مجاهد ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ قال: التواضع. الإعجاز في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك - مجلة رجيم. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ قال: نهاه عن الخيلاء. ذكر من قال نهاه عن السرعة. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن عقبة، عن يزيد بن أبي حبيب، في قوله: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ قال: من السرعة. * * *
قوله: ﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ﴾
يقول: واخفض من صوتك، فاجعله قصدا إذا تكلمت. كما:-
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ﴾ قال: أمره بالاقتصاد في صوته. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ﴾ قال: اخفض من صوتك.
وأما السرعة في المشي فلا تؤذي أو إن كانت تؤذي فلا تؤذي غير من في طريقه ، والصوت يبلغ من على اليمين واليسار; ولأن المشي يؤذي آلة المشي ، والصوت يؤذي آلة السمع ، وآلة السمع على باب القلب ، فإن الكلام ينتقل من السمع إلى القلب ، ولا كذلك المشي. وأما على قولنا: الإشارة بالشيء والصوت إلى الأفعال والأقوال ؛ فلأن القول قبيحه أقبح من قبيح الفعل ، وحسنه أحسن; لأن اللسان ترجمان القلب ، والاعتبار يصحح الدعوى. المسألة الثانية: كيف يفهم كونه أنكر مع أن مس المنشار بالمبرد وحت النحاس بالحديد أشد تنفيرا ؟ نقول الجواب عنه من وجهين:
أحدهما: أن المراد أن أنكر أصوات الحيوانات صوت الحمير فلا يرد ما ذكرتم ، وما ذكرتم في أكثر الأمر لمصلحة وعمارة فلا ينكر ، بخلاف صوت الحمير وهذا ، وهو الجواب الثاني.
وقد روى الإمام أحمد ( رقم 3034) من حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعا ليس فيه كسل ، ورواه البزار ( 2391 - زوائده) وسنده صحيح، وله شاهد عن سيار أبي الحكم مرسلا، رواه ابن سعد ( 1 / 379). 2017-12-03, 04:28 PM #6
جزاك الله خيرا علي التنبيه
2017-12-03, 04:43 PM #7