تفسير ابن كثير قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون(51). فأرشد الله تعالى رسوله -صلوات الله وسلامه عليه- إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة، فقال: (قل) أي: لهم (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أي: نحن تحت مشيئة الله وقدره، (هو مولانا) أي: سيدنا وملجؤنا (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) أي: ونحن متوكلون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. فمما تقدم من تفاسير الآية الكريمة نجد أنها تدور حول التسليم لقضاء الله والرضا عن قدره كما جاء في الحديث الشريف. قل لن يصيبنا الا. فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: "يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".
قل لن يصيبنا الا
﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [ التوبة: 51]
سورة: التوبة - At-Taubah
- الجزء: ( 10)
-
الصفحة: ( 195) ﴿ Say: "Nothing shall ever happen to us except what Allah has ordained for us. He is our Maula (Lord, Helper and Protector). " And in Allah let the believers put their trust. ﴾
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا، وعلى الله، وحده فليعتمد المؤمنون به. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة التوبة At-Taubah الآية رقم 51, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. السورة:
رقم الأية:
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله: الآية رقم 51 من سورة التوبة
الآية 51 من سورة التوبة مكتوبة بالرسم العثماني
﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [ التوبة: 51]
﴿ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ [ التوبة: 51]
تفسير الآية 51 - سورة التوبة
وقوله: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا.. إرشاد للرسول صلى الله عليه وسلم إلى الجواب الذي يكبتهم ويزيل فرحتهم.
تفسير قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا اجتهد المفسرون في تفسير آي القرآن الكريم، في كل زمان، فمعاني القرآن لا تنفد، وترك العلماء والمفسرون ميراثًا عظيمًا من علوم القرآن تساعد كل من يرد أن ينهل من علومه، وفي هذه المقالة نقدم لكم تفسير الآية (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) من تفاسير أشهر علماء التفسير. تفسير القرطبي قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون). قوله تعالى قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا قيل: في اللوح المحفوظ. وقيل: ما أخبرنا به في كتابه من أنا إما أن نظفر فيكون الظفر حسنى لنا، وإما أن نُقتل فتكون الشهادة أعظم حسنى لنا. والمعنى كل شيء بقضاء وقدر. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله . [ التوبة: 51]. وقد تقدم في (الأعراف) أن العلم والقدر والكتاب سواء. تفسير الطبري القول في تأويل قوله: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره مؤدِّبًا نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم: (قل)، يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عنك: (لن يصيبنا)، أيها المرتابون في دينهم (إلا ما كتب الله لنا)، في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا (هو مولانا)، يقول: هو ناصرنا على أعدائه (وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، يقول: وعلى الله فليتوكل المؤمنون, فإنهم إن يتوكلوا عليه، ولم يرجُوا النصر من عند غيره، ولم يخافوا شيئًا غيره, يكفهم أمورهم، وينصرهم على من بغاهم وكادهم.
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله
قال القشيري: "المؤمن لا تلحقه شماتة عدوِّه لأنه ليس يرى إلا مراد وليِّه، فهو يتحقق أنَّ ما يناله مراد مولاه فيسقط عن قلبه ما يهواه، ويستقبله بروح رضاه، فيَعْذُب عنده ما كان يصعب من بلواه، وفى معناه أنشدوا: إن كان سرَّكمُ ما قال حاسدنا... فما لجُرحٍ- إذا أرضاكمُ- ألمُ ويقال: شهود جريان التقدير يخفِّف على العبد تعبَ كلِّ عسيُر[1]. وقوله: "هُوَ مَوْلانا" إعلامٌ للعبد أن الله سبحانه يفعل ما يشاء فى مُلكِه، ويتصرَّف فيه بحسب ما يرى. والمولى كذلك هو من يتولى أمورنا، ويصرِّف الأمور على وفق ما فيه مصلحتنا الدنيوية والأخروية، ولا يرضى أن يلحق بمن والاه الخزي والضرر، بل يدفع عنه ويحارب « من عادى لي وليا فقد آذَنتُه بالحرب »، فكن على ثقة أن ما كُتِب لك هو الخير العاجل أو الآجل.. خطبة عن لا تقلق ولا تخف (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. الظاهر أو الخفي، فكيف يسوؤك بعدها ما يبتليك الله به من المصائب والأقدار؟! ولذا يكون حال هذا العبد هو سكون السِّر عند حلول الأمر، ويتساوى عنده الحُلو والمُر، والنعمة والمحنة. وحين يفرح عدوك بما ينالك من أذى، ثم يفاجأ بعدم اكتراثك بالمصيبة وانتفاء حزنك يكون ذلك بمثابة ضربة قاصمة له، فإذا عَلِم أنك لا تحزن لما أصابك زال فرحه وشماتته، وانقلب إلى حسرات وتقلب على جمرات الغيظ.
قال تعالي: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)}. سورة التوبة قل: فعل أمرٍ مبني على السكون. الفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت). وجملة { قل …} استئنافية لا محل لها من الإعراب. لن: حرف نفي ونصب واستقبال مبني على السكون لا محل له من الإعراب. يصيبنا/ يصيب: فعل مضارع منصوب بـ (لن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. نا: ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدَّم. إلَّا: حرف حصر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل مؤخر. كتب: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر. الله: اسم الجلال فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وجملة { كتب …} صلة الموصول الاسمي (ما) لا محل لها من الإعراب. وجملة { لن يصيبنا …} مقول القول في محل نصب مفعول به. لنا/ اللام: (لام الضمير): حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله. نا: ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور بحرف الجر (اللام). وشبه الجملة من الجار والمجرور { لنا} يتعلق بالفعل (كتب). هُوَ مَوْلَانَا هو: ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
من لوازم رضى الله تعالى ان قلبك مفعم بالسكينة والطمأنينة والسعادة فالمؤمن لا يتشاءم
تفسير قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى
ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
التفسير الميسر:
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه
في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا، وعلى الله، وحده فليعتمد المؤمنون به. قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا اعراب - إسألنا. تفسيرالسعدى:
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَقال تعالى رادا عليهم
في ذلك {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} أي: ما قدره وأجراه في اللوح المحفوظ.
{هُوَ مَوْلَانَا} أي: متولي أمورنا الدينية والدنيوية، فعلينا الرضا بأقداره وليس في أيدينا من الأمر شيء.
{وَعَلَى اللَّهِ} وحده {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي: يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضار عنهم، ويثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكل عليه، وأما من توكل على غيره، فإنه مخذول غير مدرك لما أمل.
تفسيرالوسيط لطنطاوي:
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَوقوله:
( قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا) إرشاد للرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الجواب الذى يكبتهم ويزيل فرحتهم.
تفسير و معنى الآية 51 من سورة التوبة عدة تفاسير - سورة التوبة: عدد الآيات 129 - - الصفحة 195 - الجزء 10. ﴿ التفسير الميسر ﴾
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا، وعلى الله، وحده فليعتمد المؤمنون به. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«قل» لهم «لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا» إصابته «هو مولانا» ناصرنا ومتولي أمورنا «وعلى الله فيتوكل المؤمنون». ﴿ تفسير السعدي ﴾
قال تعالى رادا عليهم في ذلك قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا أي: ما قدره وأجراه في اللوح المحفوظ. هُوَ مَوْلَانَا أي: متولي أمورنا الدينية والدنيوية، فعلينا الرضا بأقداره وليس في أيدينا من الأمر شيء. وَعَلَى اللَّهِ وحده فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أي: يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضار عنهم، ويثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكل عليه، وأما من توكل على غيره، فإنه مخذول غير مدرك لما أمل.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( قل) لهم يا محمد ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أي: علينا في اللوح المحفوظ ( هو مولانا) ناصرنا وحافظنا.