وكما ترى بعض المصادر ، فقد كان فيهم أبو القاسم سمجو بن واسول المكناسي.. أبو اليسع. وجدّ مدراركان صاحب ماشية ، و كثيرا ما ينتجع موضع سجلماسة. فاجتمع إليه قوم.. فلما بلغوا أربعين رجلا قدموا عليهم عيسى بن مزيد الأسود و ولّوه أمرهم ، و شرعوا في بناء سجلماسة سنة 140 هـ. يقول البكري: « … وبعمارتها خلت مدينة ترغة و بينهما يومان ، وبعمارتها خلت زيز أيضا. و مدينة سجلماسة مدينة سهلية ، أرضها سبخة حولها أرباض كثيرة و فيها دور رفيعة.. وسورها أسفله مبني بالحجارة و أعلاه بالطوب ، بناه اليسع أبو منصور ابن أبي القاسم من ماله (يقصد الخاص)، وكان بناؤه سنة 199 ، وارتحل إليها سنة 200 ، وقسمها على القبائل … وبها.. و هم بنو مسّوفة من صنهاجة.. وملَك بنو مدرار سجلماسة 160 سنة. وكان فيها أبو القاسم سمجو بن واسول المكناسي.. أبو اليسع المذكور. كم كان عمر الرسول عند نزول الوحي. وجدّ مدرار لقي بأفريقية عكرمة مولى ابن عباس و سمع منه ، وكان صاحب ماشية وكثيرا ما ينتجع موضع سجلماسة.. فاجتمع إليه قوم من الصفرية.. »
وذكرت مصادر أخرى أن مدرارا كان حدادا من ربضية الأندلس ، وخرج عند وقعة المربض و نزل منزلا قرب سجلماسة. ويبدو أنها هجرة من فتنة لشخص يريد أن يفر بدينه كما جاء في الحديث الشريف « يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال و مواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن «.
وهذا مسائل يجب أن يلم بها طلبة العلم والباحثين عن الحق، فلا نستطيع التفلت من المسؤولية وتجاهل الحقائق. يوجد كتاب ( معجم القراءات القرآنية) شاهد على هذا، فماذا يسمون اختلاف القراءت؟ فهل هو اختلاف أم اتفاق؟
القرآن محفوظ لا نختلف حول هذا أبدا، ومتفقون عليه. لكن هل مصاحف القراءات متفقة أم مخلفة؟
على سبيل المثال لا الحصر: قال تعالى: ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ) [ الإسراء: ٢٣] ( وقضاء ربك) - ( ووصى) - ( وأوصى)
عمر/ د. أحمد مختار- مكرم/ د. عبد العال سالم/ ( معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القراء)/ طب، الثالثة ١٩٩٧م/ عالم الكتب - القاهرة. [ صفحة: ٣/ ٥٣]. قال تعالى: ( هُونٍ) [ النحل: ٥٩] ( هوان) - ( هَونٍ) - ( سوء)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٢٢]. قال تعالى: ( أَثَرِ الرَّسُولِ) [ طه: ٩٦] ( أثر فرس الرسول)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٢٣٠]. قال تعالى: ( فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا) [ طه: ١٠٨] ( ينطقون)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٢٣٥]. قال تعالى: ( وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [ الحج: ٥] ( ومنكم من يكون شيوخا)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٢٨٦].
وتقع أهم مدن الإمارة بين وادي نكور و وادي ورغة (أوغيس) وسيعمرها سكان العدوة الإيبرية بعد المجاعة التي عرفتها الأندلس ، و تمزغ أغلبهم. بعد وفاة صالح خلفه ابنه المعتصم. ثم تولى بعده ابن أخيه سعيد بن إدريس الذي تمرد البرانس في عهده ، وهو الذي بَنَى مدينة نكور حوالي 123 هـ لتصير مركزا لإمارة بني صالح. ثم تولى بعده ابنه صالح بن سعيد الذي واجه تمردات عدة ، منها تمرد قبيلة مكناسة التي امتنعت عن دفع الضرائب. ثم تمرد شقيقه إدريس الذي هزم صالحا و زحف نحو نكور إلا أن الأهالي تصدوا للمتمردين و تمكن صالح من دخول المدينة متخفيا في جوف الليل و ألقى القبض على شقيقه فسجنه ثم قتله. جاء من بعده ابنه سعيد بن صالح (وهو أصغر أولاده) وتمرد عليه الصقالبة بسبب رفضه أن يقاسمهم الغنائم، فخلعوه ووَلّوا مكانه أخاه عبد لله وعمه الرضى (المكنى بأبي علي). وتصدى لهم سعيد وسكان المدينة و هزمهم وألقى القبض على شقيقه عبد لله وعمه الرضى، فنفى أخاه إلى مكة وهناك توفي ، بينما أبقى على عمه لأنه زوج ابنته. لقد كانت إمارة بني صالح (نكور) بين مطرقة الفاطميين (الشيعة) في شرق شمال إفريقيا وسندان الأمويين في الأندلس (السنة). وكان الفاطميون يمنون أنفسهم لتدخل نكور في طاعتهم ، وحين رفض بنو صالح هاجمهم الفاطميون وهرب بنوا صالح إلى الأندلس.
صحة حديث من استعان بحولي وقوتي النت له الحديد، لقد تعددت مصادر التشريع الإسلامي، والتي تعتبر أدلة على الشرع الذي انزل من الله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي جبريل عليه السلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ليكون للناس هدى ونذير وبشير، ويعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان من مصادر التشريع الإسلامي، كما أن هناك مصادر اخرى للتشريع منها الاجتهاد والقياس للأمور التي لم تكن موجدة زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ) - ( ولا نبي ولا محدث)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٣١١]. قال تعالى: ( تُكَلِّمُهُمْ) [ النمل: ٨٢] ( تنبئهم) - ( تحدثهم) - ( تجرحهم) - ( تَكْلِمَُهم)
( معجم القراءات القرآنية) [ صفحة: ٣/ ٤٩٠، ٤٩١]. هذه بعض الاختيارات العشوائية، من المجلد الثالث فقط، ولن أخوض في دلالات واختلاف معاني هذه القراءات، وأتركه لك.
كم كان عمر رسول عند نزول الوحي
08-24-2018, 08:40 PM
عضو
تاريخ التسجيل: 11-06-2018
الدولة: أرض الله
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أرجو الانتباه إلى الفارق بين لفظ [ القرآن الكريم] ويراد به كلام الله تبارك وتعالي، وهذا لا يطعن فيه إلا كافر كفر صريح بين لا ريب فيه، فهو محفوظ؛ لا يحرف، ولا يغير، ولا يبدل. أما لفظ [ المصحف] فهو ما كتبه الناس من القرآن كلام الله تعالى، بحسب رواياتهم المختلفة، كل يرى روايته أصوب من الآخر، فهذا المكتوب اختلفوا فيه، وما اختلفوا فيه لا يصح أن يقال عنه [ قرآن]، لأن القرآن كلام الله عز وجل لا اختلاف فيه، فقال: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [ النساء: ٨٢]. بدليل أنهم يزعمون: أن عثمان بن عفان أحرق المصاحف كلها، حتى يتخلص من اختلافات القراء، فجعله مصحفا واحدا، وراجع ( معجم القراءات القرآنية) ستخرج منه بالكثير من الاختلافات في المعنى والمضمون في كلمات كثيرة جدا، فلا يجتمع معنيان على مضمون واحد. وهذا كلام لن يروق لأصحاب الأهواء، الذين يتخذون أحبارهم وآبائهم أربابا من دون الله تعالى!