17/13. أي: جعلنا عمله أو ما سبق له من شقاوة في عنقه، أي لازما له لزوم القلادة أو الغل لا ينفك عنه، ومنه قول العرب: تقلدها طوق الحمامة. وقولهم: الموت في الرقاب. وهذا الأمر ربقة في رقبته. اهـ. والله أعلم.
تفسير قوله تعالى : {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ.} - منتديات قبائل ال تليد
{وما كان عطاء ربك محظوراً} فيه تأويلان: أحدهما: منقوصاً، قاله قتادة. الثاني: ممنوعاً، قاله ابن عباس.. تفسير الآيات (22- 24): {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)} قوله عز وجل: {وقضى ربُّك ألاّ تبعدوا إلاّ إياه} معناه وأمر ربك، قاله ابن عباس والحسن وقتادة. تفسير قوله تعالى : {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ.} - منتديات قبائل ال تليد. وكان ابن مسعود وأبيّ بن كعب يقرآن {ووصى ربك} قاله الضحاك، وكانت في المصحف: {ووصى ربك} لكن ألصق الكاتب الواو فصارت {وقضى ربك}. {وبالوالدين أحساناً} معناه ووصى بالوالدين إحساناً، يعني أن يحسن إليهما بالبر بهما في الفعل والقول. {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان: أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك. الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم. {فلا تقل لهما أفٍّ} يعني حين ترى منهما الأذى وتميط عنهما الخلا، وتزيل عنهما القذى فلا تضجر، كما كانا يميطانه عنك وأنت صغير من غير ضجر.
تفسير الآية وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه - إسألنا
وخص- سبحانه- العنق بالذكر من بين سائر الأعضاء، لأن اللزوم فيه أشد، ولأنه العضو الذى تارة يكون عليه ما يزينه كالقلادة وما يشبهها، وتارة يكون فيه ما يشينه كالغل والقيد وما يشبههما. قال الامام ابن كثير: وطائره: هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد، وغير واحد- من خير أو شر، يلزم به ويجازى عليه: كما قال- تعالى-: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. وكما قال- تعالى-: إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. تفسير الآية وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه - إسألنا. والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه، قليله وكثيره: ويكتب عليه ليلا ونهارا، صباحا ومساء. وقوله- سبحانه-: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً بيان لحاله فى الآخرة بعد بيان حاله فى الدنيا. والمراد بالكتاب هنا صحائف أعماله التى سجلت عليه فى الدنيا. أى: ألزمنا كل إنسان مكلف عمله الصادر عنه فى الدنيا، وجعلناه مسئولا عنه دون غيره. أما فى الآخرة فسنخرج له ما عمله من خير أو شر «فى كتاب يلقاه منشورا» أى:
مفتوحا بحيث يستطيع قراءته، ومكشوفا بحيث لا يملك إخفاء شيء منه، أو تجاهله، أو المغالطة فيه. كتاب ظهرت فيه الخبايا والأسرار ظهورا يغنى عن الشهود والجدال.
[١٨]
ألزمناه: جعلنا له عمله ملازمًا له لا يفاترقه ولا يتحمّل أحد عنه عذابه، و لزم الشَّيْءُ: إذا ثَبَتَ و دَامَ. [١٩]
طائره: المراد بالطائر هنا: قيل هو عمله الصالح، وقيل هو علم الله السابق في الإنسان إمّا إلى الجنّة أو إلى النّار. [٢٠]
في: حرف جرّ يفيد الظرفيّة الحقيقيّة أو المجازيّة. [٢١]
عنقه: العنق: الرقبة، وهي وصلةٌ بين الرأس والجسد، والمراد بها هنا كناية على أنّ الإنسان يتحمّل عمله بنفسه وهو من يقيم الحجّة على نفسه بالإقرار على نفسه بالخير أو بالشّر. [٢٢]
إعراب آية: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه
هل لمفردات هذه الآية إعراب في اللغة العربية؟ بعد الانتهاء من تفسير قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [٢٣] وبيان مفردات الآية وغريبها، يحسن حينئذ التطرق للجانب النحويّ للآية الكريمة؛ وذلك لما للنحو والإعراب للآيات من أثر في التفسير وفي الآتي إعراب لقوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}: [٢٤] [٢٥]
الواو: حرف عطف. كل: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لفعل محذوف، وهو مضاف. إنسان: مضاف إليه وعلامة جره تنوين الجرّ.