الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " أي يوسع ويضيق.
على جمعة : مظاهر الدنيا تتبدل بإرادة الله
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لما ذكر عاقبة المؤمن وعاقبة المشرك بين أنه تعالى الذي يبسط الرزق ويقدر في الدنيا ، لأنها دار امتحان; فبسط الرزق على الكافر لا يدل على كرامته ، والتقتير على بعض المؤمنين لا يدل على إهانتهم. ويقدر أي يضيق; ومنه " ومن قدر عليه رزقه " أي ضيق. وقيل: يقدر يعطي بقدر الكفاية. وفرحوا بالحياة الدنيا يعني مشركي مكة; فرحوا بالدنيا ولم يعرفوا غيرها ، وجهلوا ما عند الله; وهو معطوف على ويفسدون في الأرض. وفي الآية تقديم وتأخير; التقدير: والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض وفرحوا بالحياة الدنيا. وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع أي في جنبها. إلا متاع أي متاع من الأمتعة ، كالقصعة والسكرجة. وقال مجاهد: شيء قليل ذاهب من متع النهار إذا ارتفع; فلا بد له من زوال. ابن عباس: زاد كزاد الراعي. وقيل: متاع الحياة الدنيا ما يستمتع بها منها. الم يعلم ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. وقيل: ما يتزود منها إلى الآخرة من التقوى والعمل الصالح ، " ولهم سوء الدار " ، ثم ابتداء. "
المفتى: رحمة النبى ظهرت فى كل أمور حياته أبرزها ما قاله عن أهل مكة
استعرض الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بعض النماذج التي وقعت أثناء فتح مكة وعززت مبدأ الرحمة والسماحة والعفو، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْيوم يوم الرحمة» ردا على قول أحد الصحابة: "الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ ". وأوضح المفتي، خلال لقاء مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة"، كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع من آذَوه وأخرجوه وظاهروا على إخراجه وإيذائه، فلم ينكِّل بأهل مكة عندما فتحها، فقط سألهم: «ما ترون أني فاعل بكم؟» فأجابوه: "خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم"، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء»، فهذا هو قمة العفو مع المقدرة، لم يعتب ولم يمنَّ عليهم بالعفو، بل عفا وسامح ودعا بالرحمة والمغفرة، ليكون مثالًا لمن يأتي بعده؛ لأن أفعاله وأقواله أصبحت تشريعًا ودستورًا للمسلمين وغيرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف مفتي الجمهورية، أن رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظهرت في كل أمور حياته، ولعلَّ من أبرزها ما قاله عن أهل مكة الذين آذَوه وعذبوا أصحابه، ومع ذلك لم يدع عليهم، بل كان قارئًا للمستقبل ومستبصرًا النور القادم، فقال لسيدنا جبريل: "بل أرجو أن يُخرج اللهُ من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا ".