تحمل اللغة العربية بين طياتها الكثير من الأساليب التعبيرية البلاغية التي تبث الجمال وتوضح المعنى المراد بشكل مميز ومختلف ، وتُعتبر الكناية من أشهر أساليب اللغة الجمالية ، وهي التي يراد بها معنى آخر غير المكتوب لفظًا ، ومن اشهر الكنايات في اللغة العربية هي الكناية عن الصفة ، وهناك أيضًا الكناية عن الموصوف وعن النسبة ، ولكل نوع من أنواع الكناية ما يميزه ، وهدفهم واحد وهو توضيح المعنى وتأكيده والإيجاز في الكلام. تعريف الكناية
الكناية هي اللفظ الذي يحمل معنيين ؛ أحدهما ظاهر من خلال الكلام مباشرةً ؛ بينما يكون الآخر مخفي وهو المقصود من الكلام ، أي أن جملة الكناية تظهر في صورة معينة بينما يراد بها معنى آخر غير مباشر يُفهم من سياق الجملة ، وبذلك فإن الكناية عبارة عن أسلوب بلاغي ، وهو ما يجعل الكناية منتشرة في العديد من النصوص وخاصةً الأدبية ، وقد كان شعراء العرب يحرصون دائمًا على استخدام الكناية في أشعارهم من أجل وصف الموصوف بالصفات المقترنة.
- أمثلة عن الكناية - موقع مصادر
- أمثلة عن الكناية - YouTube
- امثلة كثيرة عن الكناية | Sotor
أمثلة عن الكناية - موقع مصادر
تعريف الكِناية
تعود كلمة الكِناية في مادّتها الّلغويّة إلى الفعل (كَنَى)، وكنى بالشّيء أيّ دلّ عليه بإيراد غيره، وذُكِر في مُعجم (لسان العرب) لابن منظور تعريفاً للكناية يقول: "هي أن تتكلّم بشيء وتُريد به غيره"، أمّا في اصطلاح الُّلغة فقد عرّفها العديد من عُلماء اللغة، ومِنهم عبد القاهر الجرجانيّ الذي عرّفها في كتابه (دلائل الإعجاز) بأنّها إيراد معنى ما دون ذِكره بلفظه صريحاً، مع التّدليل عليه بمعنى آخر يتشابه معه في نقطة ما، مِثل: (أحمد طويل النّجاد) أي: طويل القامة، والنِّجاد هو بيت السّيف، فمن يملك بيت سيفٍ طويل عليه أن يكون طويلاً. [١]
هُناك تعريف آخر عند ابن الأثير في كِتابه (المَثل السّائر في أدب الكاتب والشّاعر) ذَكَر فيه أنّ الكِناية هي مُفردة تحمل معنيين اثنين أحدهما حقيقيّ والآخر مجازيّ، كما تشابه تعريف العلويّ اليمنيّ في كتابه (الطّراز) مع تعريف ابن الأثير بالإضافة إلى إيراده أنّ المعنيين لا يكونا بالتّصريح بهما، ويجب الإشارة إلى أنّ التّعريفات الواردة في الكِناية تدلّ على أنّها تقع في الألفاظ لا الأفعال، ولا الكتابة، ولا الإشارات، ولا أيّ وسيلة من وسائل التّعبير الأخرى، وهذا ما اتّفق عليه عُلماء البيان.
أمثلة عن الكناية - Youtube
أمثلة عن الكناية - YouTube
امثلة كثيرة عن الكناية | Sotor
[١] تعريف الكناية عن موصوف تُعرّف الكناية عن موصوف على أنّها الكناية التي يطلب بها نفس الموصوف، والشرط أن تكون الكناية مختصّة بالمكنى عنه (المعنى المجازي) لا تتعدّاه، وذلك ليحصلَ الانتقال منها إليه. [٢] أمثلة على الكناية عن موصوف ولتوضيح التعريف السابق انظر الجدول الآتي: [٢]
المــــــــــــثال توضيـــــــح الكـــــــنايــــــة عــــــــن موصـــــــوف
قال شاعر في رثاء من مات بعلّة في صدره: ودبّت له في موطن الحلم علّة * * * لها كالصّلال الرّقش شرّ دبيـــب لفظ الكناية هنا هو "موطن الحلم"، ومن عادة العرب أن ينسبوا الحلم إلى الصدر فيقولون: فلان فسيح الصّدر، أو فلان لا يتسع صدره لمثل هذا، أي لا يحلم عن مثل هذا، ولو أراد الشاعر أن يعبر عن معناه تعبيرًا حقيقيًا صريحًا لقال: ودبّت له في الصدر علّة، لكنّه فضّل أن يقول موطن الحلم، فموطن الحِلم كناية عن موصوف وهو الصدر. قال الشاعر في فضل دار العلوم في إحياء لغة العرب: وجدت فيك بنت عدنان دارا * * * ذكــرتها بـــداوة الأعــــراب أراد الشاعر أن يقول: إنّ اللغة العربية وجدت فيك أيتها المدرسة مكانًا يذكرها بعهد بداوتها، فلم يصرح باسم اللغة العربية بل عبّر عنها من خلال تركيب يشير إليها ويعدّ كناية عنها وهو "بنت عدنان"، وبنت عدنان كناية عن موصوف وهو اللغة العربية.
كِناية عن باريس. الإكثار من ذِكر هادم الّلذات يعِظ الإنسان. كِناية عن الموت. قال تعالى: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ). [١٠]
لوّح الجُنديّ بغصنِ الزيتون. اللهمّ إنّا نسألك ابن الغمام ؛ ليحيى الزّرع. قال تعالى: (الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ). [١١]
خصائص الكِناية
هُناك العديد من الخصائص للكِناية، وذلك بحسب الغرض المُراد منها، ومن هذه الخصائص:
التّهذيب: من خلال التّعبير عمّا لا يستطيع الإنسان التّصريح به سواءَ لعدم الرّغبة باستخدام ألفاظ قبيحة، أو احتراماً للمُخاطب. [١٢]
ذكاء الوصف: مِثل الإيقاع بالخصم والنّيل منه دون أن يكون هُناك مأخذ يستطيع الخصم أن يتّخذه سبيلاً للانتقام. [١٢]
التّعظيم ورفع الابتذال: يشتهر هذا في (الكُنية)، مِثل: "أبو الأنبياء"، كِناية عن سيدنا إبراهيم -عليه السّلام-. [١٣]
التّحسين البلاغيّ: يكون في إيضاح المعاني على هيئة مُحسّنة وبليغة من خلال الألفاظ المُستخدمة. [١٣]
الإيجاز: يكون في إيراد المعنى مع التّدليل عليه أو بالإشارة إلى ما يتعلّق به. [١٣]
التّخصيص: يكون في إخراج المعنى من الإطار العامّ إلى تخصيصه، مِثل: (أحمد كريم)، هُنا أحمد يتّصف بالكرم، لكن في جُملة: (أحمد كثير الرَّماد) تمّ تخصيص كرم الضِّيافة، فليس كُلّ كريم سيكون مِضيافاً.