وأما قوله ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) فإنه يقول جلّ ثناؤه: وقل لهما قولا جميلا حسنا. كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) قال: أحسن ما تجد من القول. تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ). - الإسلام سؤال وجواب. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن عبد الله بن المختار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب ( قَوْلا كَرِيما) قالا لا تمتنع من شيء يريدانه. قال أبو جعفر: وهذا الحديث خطأ، أعني حديث هشام بن عُروة، إنما هو عن هشام بن عروة، عن أبيه، ليس فيه عمر، حدّث عن ابن عُلية وغيره، عن عبد الله بن المختار. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا): أي قولا ليِّنا سهلا. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني حَرْملة بن عمران، عن أبي الهَدَّاج التُّجِيبي، قال: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما ذكر الله عزّ وجلّ في القرآن من برّ الوالدين، فقد عرفته، إلا قوله ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) ما هذا القول الكريم؟ فقال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظّ.
وقل الحق من ربك فلا تكون من الممترين
وقل الحمد لله
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وقل الحمد لله
قال الله تعالى:
وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون
( النمل: 93)
—
أي وقل -أيها الرسول-: الثناء الجميل لله, سيريكم آياته في أنفسكم وفي السماء والأرض, فتعرفونها معرفة تدلكم على الحق، وتبين لكم الباطل, وما ربك بغافل عما تعملون, وسيجازيكم على ذلك. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. هل آية "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَار. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
وقل الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، قال: ثنا نصير بن أبي الأشعث ، قال: ثني ابن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، قال: أعطاني ابن عباس مصحفا، فقال: هذا على قراءة أبيّ بن كعب، قال أبو كريب: قال يحيى: رأيت المصحف عند نصير فيه: (وَوَصَّى رَبُّكَ) يعني: وقضى ربك. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) قال: وأوصى ربك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) قال: أمر ألا تعبدوا إلا إياه. حدثني الحرث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الضحاك بن مزاحم، أنه قرأها(وَوَصَّى رَبُّكَ) وقال: إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا. وقوله ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) يقول: وأمركم بالوالدين إحسانا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما. وقل الحق من ربك فلا تكونن. ومعنى الكلام: وأمركم أن تحسنوا إلى الوالدين، فلما حذفت " أن " تعلق القضاء بالإحسان، كما يقال في الكلام: آمرك به خيرا، وأوصيك به خيرا، بمعنى: آمرك أن تفعل به خيرا، ثم تحذف " أن " فيتعلق الأمر والوصية بالخبر، كما قال الشاعر: عَجِــبْتُ مِــنْ دَهْمـاءَ إِذْ تَشْـكُونا ومِــنْ أبــي دَهْمـاءَ إِذْ يُوصِينـا خَيْرًا بها كأننا جافُونا (1) وعمل يوصينا في الخير.
وقل الحق من ربكم
ولما كان الله تعالى هو الخالق، فلا عجب أن يعلم ما سيفعله عبده، وما سيكون عليه مصيره، من سعادة أو شقاوة، فقد علم ذلك سبحانه، وكتبه عنده في اللوح المحفوظ، ويأمر الملك أن يكتب ذلك، والجنين في بطن أمه. والله عز وجل يضل من يشاء ويهدي من يشاء، كما قال سبحانه: فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إبراهيم/4، وقال: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ النحل/93، وقال: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ الأعراف/178. فالحاصل أن:
1- المكلف له حرية واختيار، فيطيع أو يعصي باختياره، وسيجازى على ذلك. 2- الله يعلم ما سيؤول إليه مصير عبده، وقد كتب ذلك عنده. 3- الله يمد عبده المؤمن ويعينه، وهو أعلم بمن يستحق الإمداد والعون. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا-آيات قرآنية. 4- الله يخذل من يشاء، ولا يمده ولا يعينه. وإمداده فضل، وخذلانه عدل. 5- العبد الموفق من يسأل الله الإمداد والإعانة؛ إذ لا غنى له عن فضل الله طرفة عين، ولهذا قال تعالى في سورة الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة/5 ؛ فمدار الدين على هذين الأمرين: العبادة والاستعانة.
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس ( وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا).... الآية، قال: نسختها الآية التي في براءة مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ... وقد تحتمل هذه الآية أن تكون وإن كان ظاهرها عامًّا في كلّ الآباء بغير معنى النسخ، بأن يكون تأويلها على الخصوص، فيكون معنى الكلام: وقل ربّ ارحمهما إذا كانا مؤمنين، كما رَبياني صغيرا، فتكون مرادا بها الخصوص على ما قلنا غير منسوخ منها شيء. وعَنَى بقوله ربياني: نَمَّياني. ------------------ الهوامش: (3) هذا عجز بيت للأعشى ميمون بن قيس ( ديوان طبع القاهرة ، بشرح الدكتور محمد حسين ص 115) من قصيدة يهجو بها عمرو بن المنذر بن عبدان ، ويعاتب بني سعد بن قيس: وصدره: "فأرضوه أن أعطوه مني ظلامة". وقل الحق من ربك فلا تكون من الممترين. وقال في (لسان العرب: زيب) الأزيب: الدعي ؛ قال الأعشى يذكر رجلا من قيس عيلان ، كان جارا لعمرو بن المنذر ، وكان اتهم هداجا قائد الأعشى بأنه سرق راحلة له ، لأنه وجد بعض لحمها في بيته ، فأخذ هداج وضرب والأعشى جالس ؛ فقام ناس منهم فأخذوا من الأعشى قيمة الراحلة ، فقال الأعشى: دَعـا رَهْطَـهُ حَـوْلِي فَجَاءُوا لِنَصْرِهِ وَنَــادَيْتُ حَــيًّ بالمُسَــانَّاهِ غُيَّبًـا فَـأَعْطَوْهُ مِنِّـيَ النِّصْفَ أَوْ ضَعْفُوا لَهُ وَمـا كُـنْتُ قُـلاّ قَبْـلَ ذَلِـكَ أَزْيَبَــا أي كنت غريبا في ذلك الموضع ، لا ناصر لي.
وقل الحق من ربك فلا تكونن
﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 101، 102]. أولًا: سبب نزولها:
قال المفسرون: إن المشركين قالوا: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم يسخر بأصحابه، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدًا، ما هذا إلا مفترًى يتقوَّله من تلقاء نفسه؛ فأنزل الله تعالى: ﴿ وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ... وقل الحق من ربكم. ﴾. ثانيًا: تضمنت الآية كما جاء في سبب نزولها ذكر نوعٍ من أنواع السخرية التي كان يقع فيها المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم، فادَّعوا ما ادَّعوه من أنه صلى الله عليه وسلم يغيِّر الأحكام وَفق هواه - وحاشاه - وكأنهم على اقتناع من أن القرآن كلام الله تعالى. ثالثًا: نزلت الآية دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، مبرئة لساحته من أن يغيِّر في دين الله تعالى، أو أن يكون متبعًا لهواه، أو أن يسخر بأصحابه؛ وإليك بيانها:
1- قوله تعالى: ﴿ وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ﴾: التبديل رفع الشيء مع وضع غيره مكانه، فتبديل الآية رفعها بآية أخرى، وجمهور المفسرين على أن المراد بالآية هنا الآيةُ القرآنية، وعلى أن المراد بتبديلها نسخها.