وتقرر الآية الكريمة أن مما يحرف المسلم عن خط الإستقامة أمران ، الأول ــ الطغيان وهو الإفراط في تجاوز الحدود التي حدّها الله في كتابه وسنة رسوله كما فهمها وطبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، والتي حذرنا الله من تجاوزها أو تعديها ، وهذا السلوك في الإفراط والفهم السقيم مارسه (الخوارج) سابقا ، وأنكر عليهم صحابة النبي رضوان الله عليهم شنيع فعلهم ، ومارسه حالياً ما سمي بـ (داعش) وأنكر عليهم هذا الفهم العقيم والسلوك الخاطيء أهل السنة والجماعة ، وهذا الموضوع ليس مجال حديثنا في هذا المقال. الأمر الثاني الذي يحيد بالمسلم عن الإستقامة هو الركون إلى الذين ظلموا وهو التفريط بإضاعة أمر الله بالركون إلى الظلمة والطغاة ، وكلا الأمرين الإفرط والتفريط كل منهما مذموم ومنهي عنه ، وفيه تحذير كبير من الله لكل مسلم بعدم ممارسته بأي شكل من الأشكال لأن نتيجة ذلك هو سخط الله وعذابه. ولقد سبق وأن كتبت مقالات عن معاني الإستقامة وأهميتها للمسلم كمفهوم شرعاً وتطبيقاً ، واليوم سوف أبحث فقط بهذا الجزء الخطير الذي يحرف المسلم عن خط الإستقامة ، وهو الركون إلى الذين ظلموا ، وكم فيه من تفريط بدين الله يجتال الناس عن دينهم الحق ويودي بجهدهم إلى الخسارة والضياع دنيا وآخرة.
( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) - ملتقى الخطباء
جملة: (لولا كان من القرون... وجملة: (ينهون... ) في محلّ رفع نعت ل (أولو). وجملة: (أنجينا... وجملة: (اتّبع الذين... ) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فما نهوا عن الفساد واتّبع الذين... وجملة: (أترفوا فيه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (كانوا مجرمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع الذين. ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) - ملتقى الخطباء. الصرف: (بقيّة)، فيها وجهان: صفة على فعيلة للمبالغة بمعنى فاعلة ولذلك دخلت عليها التاء، والمراد بها جيّد الشيء وخياره.. أو مصدر بمعنى البقوى كالتقيّة بمعنى التقوى أي ذوو بقاء.. وانظر الآية (86) من هذه السورة.
تفسير: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
فنراهم متشددين في اطلاق اللحى ولبس الدشداشة البيضاء اضافة الى العمامة او العقال مع اليشماغ. فباتوا في واقع الامر ينفذون سياسة فكر تدميري ممزق للامة مساند للمستعمرين والظلمة والدكتاتوريين المسلمين. فكر خطير يتلاعب بالمصطلحات الاسلامية ويضعها في غير موضعها ليس اجتهادا يحتمل الخطا والصواب انما تعمدا لاسباب انانية نفسية شخصية تشعر بالدونية امام الغرب وما يطرحه. انهم يتخذون بعض اركان الايمان مطية لتبرير جرائمهم خصوصا الركن السادس من الايمان وهو القدر خيره وشره. لقد حرفوا الكلم عن مواضعه بحيث حولوا كلمة الايمان بالقدر الى القبول والاستسلام للاقدار التي رسمها المستعمرون والمنافقون ونسبوها الى الله وبالتالي القبول بالظلم وتسفيه اي عمل اصلاحي. بل صوروا للمسلمين بان طاعة ولي الامر حتى لو كان ظالم من طاعة الله ورسوله. تفسير: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون). انهم بذلك عطلوا اهم مبدئ اسلامي على الاطلاق. وهو ان الله لا يظلم الناس وانه قد حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده. لقد نزلت كل الشرائع السماوية لتوحيد الله ومحاربة ومقارعة الظلم بكل الوسائل. ان هؤلاء اسوء بكثير من المرجئة والقدريين والدهريين لان اصحاب تلك العقائد المنحرفة لم يكونوا عملاء للغرب.
{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الخطبة الأولى ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
مقال اليوم / &Quot; ولا تركنوا إلى الذين ظلموا &Quot; | المنتدى العالمي للوسطيه
أيها المسلمون
يقول الشيخ الشعراويّ رحمه الله عند هذه الآية الكريمة ، وهو يستجلي آثار الركون إلى الظالم ، وممالأته على ظلمه:
فيقول: (وأنت إذا ركنت للظالم ؛ أدخلت في نفسه أنّ لقوّته شأناً في دعوتك.! ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا..” – بصائر. وآفة الدنيا هي الركون للظالمين ؛ لأنّ الركون إليهم إنّما يشجّعهم على التمادي في الظلم ، والاستشراء فيه. وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألاّ تمنعه من ظلم غيره ، وأعلى مراتب الركون إلى الظالم أن تزيِّن له هذا الظلم ؛ وأن تزيِّن للناس هذا الظلم. وأنت إذا استقرأت اليوم وضع الظلم في العالم كلّه تجد أنّ آفات المجتمعات الإنسانيّة إنّما تنشأ من الركون إلى الظالم ؛ لكنّك حين تبتعد عن الظالم ، وتقاطعه أنت ومن معك ؛ فلسوف يظنّ أنّك لم تُعرْض عنه إلاّ لأنّك واثق بركن شديد آخر ؛ فيتزلزل في نفسه ؛ حاسباً حساب القوّة التي تركن إليها ؛ وفي هذا إضعاف لنفوذه ؛ وفي هذا عزلة له وردع ؛ لعلّه يرتدع عن ظلمه. والركون للظالم إنما يجعل الإنسان عرضة لأن تمسّه النار بقدر آثار هذا الركون ؛ لأنّ الحقّ سبحانه يقول:
{ وَلاَ تركنوا إِلَى الذين ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النار ، وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ، ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [ هود: 113].
” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا..” – بصائر
جملة: (إنّ كلّا لمّا.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لمّا (يوفوا أعمالهم) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يوفّينّهم ربّك... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (إنّه... خبير) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
~~~
منقول
الأمثل
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
اقتباس
تاريخ التسجيل: 12-07-2010
المشاركات: 9024
وقد رتب الله سبحانه وتعالى لمن يركن إلى الذين ظلموا ثلاث أمور قاسية حيث قال: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}
وهذه الأمور هي:
1- فتمسكم النار: أي أن الذي يميل إلى الظالم أو يداهنه أو يوادده ستمسه النار أي تحرقه. 2- وما لكم من دون الله من أولياء: يستدل منها أن الله لن يكون وليهم ، وأنهم لن يجدوا وليا أو معينا أو ناصرا غير الله ، أي سيكونون بلا ولي ولا معين ولا ناصر. 3- ثم لا تنصرون: أي انه من يوادد الكفار والظالمين ويداهنهم ويعينهم ، لن ينتصر. الاخت القديرة
عطر الولاية
موفقين على البحث الراقي
sigpic
حياكم الله أشكر لكم مروركم الطيب ووتفضلكم بالدعاءأحسن الله اليكم
وفقكم الله تعالى لكل خير
ضيف
لعن الله الظالمين. اليوم نرى الكثير من الناس يركنون للظالم في أمورهم الحياتيه. Powered by vBulletin® Copyright © 2022 MH Sub I, LLC dba vBulletin. All rights reserved.