سادساً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به. قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر) وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين، ولا يجتمعون على الشدة والعنف وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟! فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق. اثنتا عشرة وسيلة لكتم الغيظ - السيدة. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه: "يَا هَذَا لا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ". قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ". فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
اثنتا عشرة وسيلة لكتم الغيظ - السيدة
- وقد جعل العفو من عزم الأمور قال تعالى " ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور "
- وأمر تعالى بالعفو في قوله تعالى " وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " ومن من الناس لا يحب أن يغفر الله له؟!
كظم الغيظ
قال ابن القيم رحمه الله "وهذا مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته". السابع: حصول الأمن، فالعفو والحلم يقتلعان العداوة ويقضيان عليها، بخلاف الانتقام الذي يزيدها ويشعلها، فتزرع العداوات وتزداد الضغائن، فلا يأمن العبد عندها من مباغته عدوه. الثامن: دفع ثمن البيعة، فالمؤمن قد عقد الصفقة مع الله: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}. فإن كان الذي ناله من الأذى في سبيل الله، فلا يحق له أن يطلب لذلك عوضاً غير السلعة التي وعده الله تعالى بها وهي الجنة. قال تعالى في ذكر وصية لقمان عليه السلام لابنه: { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. ولما عزم الصديق على أن يأخذ من المشتركين ديات المسلمين وأموالهم التي أتلفت في حرب الردة، قال عمر رضي الله عنه: "تلك دماء وأموال ذهبت في الله، وأجورها على الله، ولا دية لشهيد". وهذا مشهد من الصحابة ولم يعرف له مخالفاً، فكان هذا إجماعاً. كظم الغيظ. التاسع: عظيم المنّة في هذه النعمة، وذلك يظهر من وجوه: 1- كونه جُعل مظلوماً يرجو من الله النصر، ولم يكن ظالماً ينتظر من الله البطش والعقوبة.
لم ينطق بأي كلمة ، كتب على الرمال: اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي. استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدا واحــة بها مـاء فقررا أن يستحما. علقت قدم المضروب آنفا في الرمال المتحركة وبدأ يغرق ولكن صديقه أمسكه وأنقذه. وبعد أن نجا من الموت قام ونحت على الصخر: اليوم أعزأصدقائي أنقذ حياتي. سأله صديقه متعجبا! : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال
والآن عندما أنقذتك نحتّ على الصخرة ؟
فأجــاب صديقــه:
نكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح أن تمحيها
وننحت المعروف على الصخر حيث لايمكن لأشد ريح أن تمحيه. فيم التقاطـع والإيمـان يجمعنـا = قم نغسل القلب ممافيه من وضر. متى تسود بيننا روح الألفة والتسامح ؟!! من لي بإنسان إذاخاصمتـه = وجهلت كان الحلم رد جوابه. وتراه يصغي للحديث بسمعه = وبقلبـه ولعلـه أدرى بـه.
واستعرض مفتي الجمهورية نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ضَوء السيرة النبوية المشرفة، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه رحيمًا بالصغار، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله على إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف، إنها رحمة»، ثم قال: «إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي رَبنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون» (رواه البخاري ومسلم). وتابع مفتي الجمهورية: وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلِّمنا من هذا الموقف وغيره الرضا بقضاء الله عز وجلَّ، وضرورة الصبر عند الشدائد، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ! عجبا لامر المومن ادا ابتلى خير وان جز خير. إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ" رواهُ مُسْلِمٌ. مفتي الجمهورية الله عز وجل حفظ مصر في أصعب مصر كانت هذه تفاصيل مفتي الجمهورية: الله عز وجل حفظ مصر في أصعب الظروف من الضياع نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله.
عجبا لامر المومن ادا ابتلى خير وان جز خير
وذكر أن العلماء لهم آراء في تعيين هذه الليلة، منهم من يرى أنها ليلة الحادي والعشرين، ومن يرى أنها ليلة الثالث والعشرين، ومن يرى أنها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة التاسع والعشرين، وبعضهم قال: إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر، لكن أكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين.
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
اعتبر الأستاذ بنسالم باهشام عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن العشر الأواخر جعلها الله تعالى ميزة خاصة برمضان الذي تتنوع عباداته وتتضاعف حسناته وتتنزل فيه الرحمات، وهذه العشر جعل فيها ليلة هي خير من العمر كله، وهي ليلة القدر، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ، وأورد في ذلك ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهدُ في غيره). عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير. كما جاء في الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله). وكذلك في مسند أحمد عنها رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر المئز) ، وكل هذا الحرص وهذا الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم، التماسا لإدراك هذه الليلة العظيمة، يضيف المتحدث. للسادة العلماء أقوال في تحديد ليلة القدر بلغت 46 رأيا وذهب الأستاذ باهشام في تصريح مطول خص به موقع الجماعة، إلى أن ليلة القدر اختلف جمهور العلماء في تحديد ليلتها بالضبط ضمن العشر الأواخر من شهر رمضان تبعا لاختلاف الروايات الصحيحة، لكن الأرجح أنها في الليالي الوتر، وأرجى ليلة لها هي ليلة السابع والعشرين.
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ السيدة مارية رضي الله عنها بعد إسلامها وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ولدت له سيدنا إبراهيم وكان يحبه حبًّا جمًّا، ولكن توفَّاه الله عزَّ وجلَّ لحِكمة منه. جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته: وعندما مات ابنُ رسول الله "إبراهيم" حدث كسوف للشمس، فقال الناس: إنَّ الكسوف حدث بسبب موت إبراهيم، فنفى النبيُّ ذلك قائلًا: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا» متفق عليه. المفتي: النبي علِّمنا من موقف موت ابنه إبراهيم الثبات والرضا بقضاء الله - صدي العالم. وهذا لا ينفي حدوث المعجزات للأنبياء، ولكن أراد النبي أن يوضِّح أن الظواهر الكونية تحدث نتيجة قوانين إلهية ثابتة. واستعرض فضيلته نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ضَوء السيرة النبوية المشرفة، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه رحيمًا بالصغار، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله على إبراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت رسول الله؟!