هذه الأسماء ألتي وردت في القرآن وألأحاديث المنسوبة لمحمد، ذكّرتني بأسماء شخصيات أفلام الرسوم المتحركة "أفلام الكارتون" كما كنا نسميها في طفولتنا، ومن هذه الأفلام كانت افلام "هيكل وجيكل" وبطلا هذه الأفلام غرابان مشاكسان يقومان بالإحتيال والأذية وعمل المقالب، وأيضاً توم وجيري. امثال عن التراث - موقع التراث. هذه المقدمة تجرنا للحديث عن السجع في القرآن، فالقرآن يتميز بإستعماله الفواصل بمعنى أنّ آياته مفصلة فالفواصل هي من أهم مقومات أسلوب القرآن، إنّ الفواصل تكون إما كلمة واحدة تنتهي بها الآية، ويكون الكلام في الآية مبنياً عليها وتكون هي ممتزجة به، وإما جملة تجيء في آخر الآية فتفصلها عمّا بعدها فصلاً تاماً في اللفظ والمعنى، أو فصلاً في اللفظ فقط، وتبقى الآية مرتبطة في المعنى بما بعدها. مثال النوع الأول {كلمة واحدة}:
كما ورد فى (سورة الكوثر: 1-3):
" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) " وهي أكثر السور القصار على هذا النمط، ولا ريب أنّ هذا ضرب من السجع، والسجع عند العرب في فترة الدعوة المحمدية كان من شأن الكهان. مثال على النوع الثاني {جملة تجيء في آخر الآية}:
ماجاء فى (سورة النحل 16: 1-2):
" أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) "، فتعالى عما يشركون فاصلة وكذلك فأتقون.
مثال عن السجع في
أما الثنائي الآخر فهما يأجوج ومأجوج، وقد جاء ذكرهما في (سورة الكهف 18: 93):
" قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "،
وكذلك فى (سورة ألأنبياء 21: 96):
" حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ". إضافة إلى ذلك هنالك الملكان منكر ونكير ألمسؤولان عن إستجواب الموتى في القبر، فعندما كنت أحضر العديد من مراسيم الدفن لأقاربي وافراد عائلتي واصدقائي خلال سنين حياتي وأثناء مراسيم الدفن كنت الاحظ انّ الشيخ أو رجل الدين يقرأ ويتمتم ببعض العبارات ويلقِّن المتوفي بعد سد القبر وانهيال التراب عليه بعبارات واسئلة واجاباتها ويبدأ تلقينه قائلاً: "أعلم أنّه بعد قليل سيأتيك ملكان وسيسألونك بلسان عربي فصيح من ربّك؟ فقل الله سبحانه وتعالى. وما دينك؟ فقل الإسلام. مثال عن السجع والجناس. ومن نبيّك؟ فقل محمّد. وما كتابك؟ فقل القرآن. ثمّ يتم الشيخ المراسيم بقراءة سورة ياسين.
مثال عن السجع والجناس
قط رأس القطة من أول ليلة" بضرب المثل فيمن يحاول أن يفرض هيبته من البداية، تقول الحكاية، أنه دخلت قطة إلى غرفة وظلت تموء حول زوجين ، فقام الزوج غاضبا وامسك بها وقطع رأسها، لكي يخيف زوجته من البداية. وقد تملك الرعب زوجته عندما شاهدت ما فعل زوجها بالقطة، وأخذت بعد ذلك تخافه، وتتجنب شره فصارت الحكاية مثلا:((قط رأس القطة من أول ليلة)) " يرميها في الحارة، ولا يعطيها للجارة" يحكى أن امرأة اعتادت أن تقدم إلى جيرانها الفقراء بعض ما يزيد عن حاجة أسرتها من الطعام. وقد بلغها ذات يوم أن الطعام لم يعجبهم، فانتقدوها على ذلك منذ ذلك اليوم امتنعت المرأة عن تقديم الطعام إليها وقالت(( برميها في الحارة ولا يعطيها للجارة)). فذهب قولها مثلا. " أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي عالغريب" يشير هذا المثل إلى ترابط مجتمعنا العربي على أساس قرابة الدم، فالعلاقة تتدرج حسب درجة القرابة، فالعلاقة بين الأخوة تأتي في المرتبة الأولى، أما العلاقة بين أبناء العم فتأتي في المرتبة الثانية، ولكن الجميع يقفون جبهة واحدة في وجه الغريب. وبهذا المعنى أيضا، نسمع المثل الآخر القائل. السجع في القرآن (PDF). (( الدم ما بيصير مية (ماء))). " قال: شو علمك الذوق؟ قال: المعلق فوق" تقول الحكاية أن أسد وذئبا وثعلبا خرجوا ذات يوم للصيد معا، فاصطادوا حمارا وغزالا وأرنبا.
مثال عن السجع للصف العاشر
- الإستغناء بالإفراد عن التثنية:
كقوله فى (سورة طه 20: 117):
" فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" ، ولم يقل: فتشقيا، والخطاب للأثنين وذلك مراعاة للفاصلة. - تغيير بنية الكلمة لأجل الفاصلة:
وهذه أغرب الأمثلة كقوله في (سورة التين 95:1-3):
" وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) "، وألأصل طور سيني بالقصر أو سيناء بالمد، فغيرت بنيته من سينا إلى سينين لأجل ألفاصلة. منتديات ستار تايمز. - الفواصل القلقة:
وهنلك في آيات القرآن أمثلة كثيرة لمراعاة الفاصلة يستطيع المتمعن في دراسة القرآن ملاحظتها، كما أنّ من الأمور التي وقعت في سبيل الفاصلة ظهور فواصل قلقة في مكانها، غير مستقرة ولا مطمئنة ولو طرحتها لما أختل المعنى ولا يضطرب الفهم، واليكم مثال على الفواصل القلقة: - جاء في (سورة محمد 47: 31):
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ"، أي نسمع ما يحكى ويخبر به وما يقوله الناس عنكم. ولا يخفى أنّه بعد أنْ يبلوهم فيعلم المجاهدين منهم والصابرين، لم تبقَ حاجة إلى سماع أخبارهم وما يقوله الناس عنهم، ولكن الفاصلة هي التي أتت بالجملة الأخيرة، وهي كما تراها قلقة غير متمكنة في المعنى المراد، علما أنّ الآية كلها ليست مما يليق أنْ يقوله علام الغيوب.
منتديات ستار تايمز
وأكثر السور لا تكون فواصلها من نوع واحد بل تكون من النوعين كما ترى في (سورة الفرقان 25: 5-6):
" وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) "، فالفاصلة الأولى من النوع الأول والثانية من النوع الثاني. ألذي يظهر من الفروق بين القوافي في الشعر والفواصل في آيات القرآن، أنّ محمداً قد أطلق الفواصل وفك منها القيود التي كان الشعراء يتقيدون بها في كلامهم المنظوم والمسجوع، فلم يراع فيها الإعراب ولا حروف الروي ولا عيوب التكرار والتضمين، فأتسع بذلك لإسلوبه مجال الكلام، فجاء أسلوب القرآن متوسطاً بين النظم والنثر، أو بين النثر المرسل والنثر المسجع، وذلك أسلوب مبتكر لم تكن العرب تعرفه. إنّ مراعاة الفواصل في أسلوب القرآن نتج منها بعض العيوب، ولتوضيح ذلك إليكم بعض الامثلة: - التقديم والتأخير:
كقوله فى (سورة النجم 53: 25):
" فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى" ، فقدم ماهو متأخر في الزمان، ولولا مراعاة الفاصلة لقدمت الأولى كما قدمت في قوله فى (سورة القصص 28: 70):
" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".
* وقال الله ورضيت لكم الإسلام دينا أي أنه ما رضيَ من العبد أن يكون مسلماً هكذا بالكلام فقيَّد حين قال الإسلام ليطلق في دار القرار وأطلق الرضا لأهل الدارين ممن انقاد واذعن ليبين أن أهل الإسلام على أصناف:صنف سباق فلأولئك الرضا أطلق في الدارين والصنف الآخر هو ممن يقتصد فله الرضا وإن كان أقل من صاحبه لأنه انقاد بجسده وما انقاد بروحه فاستن بسننهم فلحق بهم وأنت مع من أحببت، وصنف أطلق فقيد. * التعريض حينما قال:{ أتممت عليكم نعمتي} فنسب النعمة لنفسه وفي هذا شرفٌ لأهل الإسلام غير الذين خولهم أمر حفظ دينهم فضيعوه وصحفوه وحرفوه { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}
* قال ابنُ عباسٍ: كان ذلك اليوم خمسةَ أعْيادٍ, جُمْعَةً وعَرفَةَ وعِيدَ اليَهُودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ, ولم يَجْتَمِعْ أعيادُ أهْلِ المِلَلِ في يوم قبله ولا بعده. وكأن الله أنزل هذه الآية ليعلم أهل الكتاب وسائر أهل الملل أن أعمالهم كما قال تعالى { أضل أعمالهم}:أي جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها ويثيب عليها ، كالضالة من الإبل التي هي بمضيعة لا ربَّ لها يحفظها ويعتني بأمرها.
اليوم أكملت لكم دينكم
وقريب من هذا الجواب ما أجاب به بعض أهل العلم، فقال: إن (الدين) ما كان ناقصاً البتة، بل كان أبداً كاملاً، يعني كانت الشرائع النازلة من عند الله في كل وقت كافية في ذلك الوقت، إلا أنه تعالى كان عالماً في أول وقت البعثة، بأن ما هو كامل في هذا اليوم ليس بكامل في الغد، ولا صلاح فيه، فلا جرم كان ينسخ بعد الثبوت، وكان يزيد بعد العدم، وأما في آخر زمان البعثة، فأنزل الله شريعة كاملة، وحكم ببقائها إلى يوم القيامة، فالشرع أبداً كان كاملاً، إلا أن الأول كمال إلى زمان مخصوص، والثاني كمال إلى يوم القيامة. وهذا اختيار الرازي. وجواب ثالث يشدُّ أزر سابِقَيْه، ذكره ابن عاشور ، قال: إكمال (الدين) هو إكمال البيان المراد لله تعالى، الذي اقتضت الحكمة تنجيمه وتفريقه، فكان بعد نزول أحكام الاعتقاد، وتفاصيل أحكام قواعد الإسلام، وشرائع المعاملات، وأصول النظام الإسلامي، كان بعد ذلك كله قد تم البيان المراد لله تعالى في قوله: { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} (النحل:89)، وقوله: { لتبين للناس ما نزل إليهم} (النحل:44)، بحيث صار مجموع التشريع كافياً في هدي الأمة في عبادتها، ومعاملتها، وسياستها، في سائر عصورها، بحسب ما تدعو إليه حاجاتها، فقد كان (الدين) وافياً في كل وقت بما يحتاجه المسلمون.
آية إكمال الدين - ويكيبيديا
وقال صاحب "الظلال" رحمه الله: "فإن قول الله سبحانه لهذه الأمة: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} يتضمن توحيد المصدر، الذي تتلقى منه هذه الأمة منهج حياتها، ونظام مجتمعها، وشرائع ارتباطاتها ومصالحها إلى يوم القيامة، كما يتضمن استقرار هذا الدين بكل جزئياته الاعتقادية والتشريعية؛ فلا تعديل فيها ولا تغيير؛ فقد اكتمل هذا (الدِّيْن) وتم، وانتهى أمره، وتعديل شيء فيه كإنكاره كله؛ لأنه إنكار لما قرره الله من كماله وتمامه؛ وهذا الإنكار هو الكفر الذي لا جدال فيه. أما العدول عنه كله إلى منهج آخر، ونظام آخر، وشريعة أخرى، فلا يحتاج منا إلى وصف، فقد وصفه الله سبحانه بقوله: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران:85) ولا زيادة بعد وصف الله سبحانه لمستزيد".
ومما يؤكد ذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية على الصحابة فرحوا جداً، وأظهروا السرور العظيم، إلا أبا بكر رضي الله عنه، فإنه بكى، فسئل عن ذلك، فقال: هذه الآية تدل على قرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس بعد (الكمال) إلا الزوال، فكان ذلك دليلاً على كمال علم الصديق، حيث وقف من هذه الآية على ما لم يقف عليه غيره.