من حصر أذكار الصباح والمساء ، فإن ذكر الله يدل على قوة علاقة العبد بربه ومحبته له ، وقد أمرنا الله أن نذكره ، على حد قوله تعالى: "يا من آمنوا ، تذكروا الله كثيراً ". [الأحزاب: 41]في الذكر طمأنينة القلب ، وطمأنينة الروح ، وتخفيف الضيق ، وقد قسم الذكر إلى نوعين أساسيين ، هما الذكر المقيّد ، والذكر المطلق ، ويختلف معنى كل نوع عن الآخر ، فالذكر المطلق يذكر على مدار اليوم دون أن يقتصر ذكره على مكان أو دولة أو وقت ، أي أن الإنسان له سلطة مطلقة في أن يقول متى شاء ، والذكر المقيَّد هو الذكر المرتبط بأمر معين.
أوقات ذكر أذكار الصباح والمساء - مقال
♦ اللهمَّ أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك مِن شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتِك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يَغفِر الذُّنوبَ إلا أنت. ♦ اللهمَّ إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقا طيبًا، وعملاً متقبَّلاً. ♦ يا حيُّ يا قيوم، بك أستغيث، فأصلِح لي شأني، ولا تكلْني إلى نفسي طرفة عين. ما يقال ثلاث مرات:
♦ أعوذ بكلمات الله التامَّات مِن شرِّ ما خلَق. ♦ بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيء في الأرض أو في السماء، وهو السَّميع العليم. ♦ رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً. ♦ اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري، لا إله إلا أنتَ. أذكار الصباح والمساء مختارة لكل مسلم. ♦ اللهمَّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت. ما يقال أربع مرات:
♦ اللهمَّ أصبحْت أُشهِدك، وأُشهِد حمَلَة عرشِك، وملائكتك، وجميعَ خلقِكَ؛ بأنَّك أنتَ الله لا إله إلا أنتَ وحدك لا شريكَ لك، وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولُك. ما يقال سبع مرات:
♦ حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرْش العظيم. ما يقال عشر مرات:
♦ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
أذكار الصباح والمساء مختارة لكل مسلم
[1] إذا قرأتها غدوة أُجِرْتَ من الجن حتى تمسي، وإذا قرأتها حين تمسي أُجِرْتَ منهم حتى تصبح. صححه الحاكم والذهبي والدمياطي والألباني، وقال الهيثمي (رواته ثقات) وقال المنذري (إسناده جيد). [2] تكفيك من كل شيء. صححه الترمذي والنووي وابن دقيق العيد والألباني، وحسنه ابن حجر وابن باز. [3] أبوء: أعترف، يسمى هذا الدعاء سيد الاستغفار، من قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. أخرجه البخاري في صحيحه. [4] أوصى النبي صلى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ابنته فاطمة رضِي الله عنها أن تقول هذا الذكر. صححه الحاكم والمنذري والضياء المقدسي، وحسنه ابن حجر والألباني. [5] صححه ابن حبان والنووي وابن القيم وابن حجر والألباني. [6] صححه النووي والعراقي والألباني، وحسنه ابن حجر. [7] لم يضره شيء، لم تصبه فجأة بلاء. صححه الحاكم والذهبي وابن حبان وابن القيم والألباني، وحسنه البغوي. [8] من قالها أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه، ومن قالها أربعاً أعتقه الله من النار.
[20] كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مَائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مَائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) ( قل إن صلاتي ونسكي) قيل: أراد بالنسك الذبيحة في الحج والعمرة ، وقال مقاتل: نسكي: حجي ، وقيل: ديني ، ( ومحياي ومماتي) أي: حياتي ووفاتي ، ( لله رب العالمين) أي: هو يحييني ويميتني ، وقيل: محياي بالعمل الصالح ومماتي إذا مت على الإيمان لله رب العالمين ، وقيل: طاعتي في حياتي لله وجزائي بعد مماتي من الله رب العالمين. قرأ أهل المدينة: " ومحياي " بسكون الياء و " مماتي " بفتحها ، وقراءة العامة " محياي " بفتح الياء لئلا يجتمع ساكنان.
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي
القسم الرابع: الذبح الذي يكون عادة أو الذبح المباح، وهو أن يذبح للأكل أو للبيع أو لإكرام شخص أو نحو ذلك؛ فهذا الذبح مباح، وهو من قبيل العادات. فتلخص لنا: أن الذبح ينقسم إلى هذه الأقسام الأربعة، وليس من صور الذبح الشرك الأصغر، وإنما يكون شركاً أكبر، أو يكون عبادة من أجل العبادات، أو يكون بدعة، أو يكون مباحاً كما تقدم. قال رحمه الله: (ما جاء في الذبح لغير الله) كالذبح للأصنام أو الأضرحة أو القبور أو الملائكة أو الجن أو غير ذلك. تفسير قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي... قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله. ) تفسير قوله تعالى: (فصل لربك وانحر) قال رحمه الله: وقوله: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]). الصلاة معروفة، صل له لا لغيره، وانحر يعني: اذبح. وهذا يدل على أن النحر خاص بالله عز وجل؛ لقوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. فالله عز وجل أمر بأن يكون النحر له دونما سواه، وأن من صرف هذا النحر لغير الله عز وجل فقد صرف عبادة لغير الله، وأنه شرك أكبر. شرح حديث: (لعن الله من ذبح لغير الله) شرح حديث: (قرب ولو ذباباً) المسألة المتعلقة بحديث: (قرب ولو ذبابا... ) وهذا الأثر فيه مسألة، وهذه المسألة تتعلق بالإكراه، إذا أكره شخص على الكفر: هل يوافق أو أنه يصبر؟ نقول: إذا أكره على الكفر فإنه لا يخلو من ثلاثة أقسام: القسم الأول: أن يوافق ظاهراً وباطناً؛ فهذا لا شك أنه ردة.
قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
ا لخطبة الأولى ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي. وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي. لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
قل ان صلاتي ونسكي ومحياي
فالصلاة عبادة عظيمة، يجتمع فيها ما لا يجتمع في غيرها من أنواع العبادات، ولذلك جعلها الله عمود الإسلام، وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام. وقوله تعالى: "﴿ وَنُسُكِي ﴾، قيل أن " النُّسُك" المُراد به: ما يذبح من بهيمة الأنعام على وجه التقرّب والعبادة، كهَدْي التمتُّع والقِران، وهَدْي التطوُّع، وهَدْي الجُبران، والأضاحي، والعقيقة، هذه كلها تُسمى نُسُكاً، فما ذُبح من بهيمة الأنعام على وجه التقرّب إلى الله تعالى بذبحه، فهو النُّسُك ، وذكر بعض المفسرين أن (النسك) هنا بمعنى العبادة، فيكون الكلام من عطف العام على الخاص، وتكون كلمة (الصلاة) المقصودة؛ الصلاة: فرضها ونفلها، والتهجد بها، وخصت بالذكر؛ لأنها عمود الدين ولبه، ولا دين من غير صلاة. وقد قَرْن الله النُّسُك بالصلاة ، وهذا يدلّ على أنه عبادة عظيمة، لا يجوز صرفها لغير الله، وقوله تعالى: "﴿ وَمَحْيَايَ ﴾": أي ما أحيا عليه في عمري من العبادة كله لله عزّ وجلّ.
وسورة الأنعام هي من أجمع السور لأصول الدين، وإقامة الحجج عليها، ودفع الشبه عنها، وذلك لإبطال عقائد الشرك وتقاليده ، وخرافات أهله، ولذلك جاءت هذه الآيات المباركات في أواخرها ، وهي خاتمة مناسبة لجملة السورة في أسلوبها ومعانيها، حيث شملت أصول العبادات، والحياة، والممات، وجعلت كل ذلك لله رب العالمين سبحانه وتعالى. وفي هذه الآيات المباركات ، يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، بأن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ، أن صلواته وذبحه ،وما يفعله في الحياة الدنيا من الأعمال، وما يموت عليه من الإيمان ، والأعمال الصالحة ،جميع ذلك خالصا لله ،دون من سواه، وأنه صلى الله عليه وسلم أول من انقاد واستسلم لطاعة الله عز وجل من هذه الأمة. ويذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات: أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ومن بعدهم من التابعين إلى يوم الدين بمخالفتهم، والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية ، والعزم على الإخلاص لله تعالى.