تاريخ النشر: الإثنين 1 جمادى الآخر 1438 هـ - 27-2-2017 م
التقييم:
رقم الفتوى: 346999
13579
0
137
السؤال
بداية أنا فتاة مصابة بالوسوسة، وأرجو أن تتسع صدوركم لأسئلتي، مع الدعاء لي، ولقرابتي بالشفاء والهداية. وسؤالي عن أمر أرقني وهو وسواس العقيدة، وبالتحديد وسواس الاستهزاء بالدين، حيث إني أخاف من هذا الأمر كثيراً؛ لأنه يخرج من الملة. كيفية التخلص من وساوس الاستهزاء بالدين - إسلام ويب - مركز الفتوى. 1- ما الضابط في الاستهزاء كيف أعرف إن كان هذا القول يعد استهزاء أم لا؟ علما أني قرأت كثيرا عن هذا الأمر، ولا زال يلتبس علي. 2- إذا قلت إن التفليجة في الأسنان تجعل الشخص غبياً "وأنا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفلج الأسنان" لكن لم أقصد شخصه الكريم. فهل هذا من الاستهزاء بالنبي؟ وغير ذلك من الصفات مثل: أكره البشرة البيضاء على الرجال، والمعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أبيض البشرة؟
3- كثير من العامة يضحكون ويستنكرون على من يضع الكحل من الرجال، وأحيانا يقولون هذا من فعل أهل البادية، وينسون أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد، ويأمر به. فهل عليهم شيء؟ وأنا لا أستطيع أن أنكر عليهم، فمرة أخشى أن يكون مجرد وسوسة، ومرة أخشى أن يقولوا متشددة، فأقع في ورطة مثل أن أقول:"حصل هذا بسبب الدين "وتزيد وسوستي.
ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسّكين به
قال: وفي الآية دليل على أن الرجل إذا فعل الكفر ولم يعلم أنه كفر لا يُعذر بذلك بل يَكفر، وعلى أن السابَّ كافر بطريقِ الأَوْلى. وقوله: أرغب بطونا، أي: أوسع، يريد كثرة الأكل، فكثرة الأكل وإن كانت مذمومة لكن هذا ذكروه في معرِض الاستهزاء. وقد كذب هذا الرجل، فإن الصحابة رضي الله عنهم أحسن الناس اقتصادا في الأكل وغيره، بل المنافقون والكفار -من أضراب هذا- أوسع بطونا وأكثر أكلا -كما صحت بذلك الأحاديث-، وهم أيضا أشد الناس جبنا، وأكذب خَلْقِ الله حديثا كما وصفهم الله بذلك في كتابه، ولهذا قال له عوف: كذبت، ولكنك منافق. وفي قوله تعالى: { أَبِالله وءَايَاتِهِ ورَسُولِهِ... } الآية، اعتبار المقاصد؛ لأنهم لم يذكروا الله ولا رسوله ولا كتابه بشيء، وإنما فُهم هذا من مقصدهم الخبيث، فإن قيل: كيف لم يقتلهم؟ قيل: مخافةَ أن يتحدث الناس أن محمدا يقتلُ أصحابَه، كما علّل بذلك صلى الله عليه وسلم. ويُلحق بذلك: الاستهزاءُ بالأفعال والإشارات، مثل مد الشفة، أو الشفتين، وإخراج اللسان ، والرمز بالعين بإغضائها، وغير ذلك من كل ما عده الناس احتقارا واستهزاء. من هذا يتبين أن بعض الاعتذارات لا ينبغي أن تقبل؛ لأن هذه الأشياء لا تأتي إلا ممن انشرح صدره لها، ولو كان الإيمان قد وقر في قلبه لمنعه من التفوه بذلك لدى الناس، ولكفه عما يضادّه ويخالفه، فإيمانُ القلب يستلزم العملَ الظاهر بمقتضاه؛ ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى: { وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (5)، فنفى سبحانه وتعالى الإيمان عمن يتولى عن طاعة الرسول... شبكة الألوكة. إلى آخر كلامه رحمه الله.
حكم الوسواس القهري في الاستهزاء بالدين - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال تعالى: ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ
آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ، فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ
حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ، إِنَّ
اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)النساء/140. وأما التبسم والضحك عند سماع هذا الكلام ، فيجعل صاحبه شريكا للقائل في الإثم إن
كان عن رضاً وقبول لمثل هذا المنكر ، كما قال تعالى: (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) ، وإن لم يكن عن رضا وقبول ، فهو معصية كبيرة تدل على عدم تمكن تعظيم الله
وشعائره من قلبه. والواجب على المسلم أن يعظم شعائر الله وآياته ، كما قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ
شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج/32. ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسّكين به. ولا يجوز للمسلم أن يُرضي أحدًا بسخط الله تعالى ، فمن فعل ذلك سخط الله عليه وأسخط
عليه الناس، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ،
رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ
بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عليه الناس) رواه ابن
حبان "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (1 /510).
شبكة الألوكة
السؤال:
يتهاون البعض بأمر الاستهزاء ببعض أحكام الدين أو المُتمسكين به، فما موقف المسلم تجاه ذلك؟
الجواب:
الموقف الإنكار، مَن استهزأ بالدين نُنكر عليه إنكارًا شديدًا، وقد ذكر العلماء -ذكر ابنُ عمر وجماعة- أنَّ أناسًا في عهد النبي ﷺ من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللِّقاء! فنُقل قولهم إلى النبي ﷺ، فجاءوا إليه يعتذرون، وسبقهم التنزيل، أنزل الله فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65- 66]. فالاستهزاء بالجنة، أو بالنار، أو بالإسلام عمومًا، أو بالتوحيد، أو بالصلاة، أو بالزكاة، أو بشيءٍ من الدين: ردَّة بإجماع المسلمين، وناقضٌ من نواقض الإسلام، ذكره أئمَّة العلم في باب حُكم المرتد، وذكره شيخ الإسلام رحمه الله محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام العشرة التي جمعها ولخَّصها من كلام أهل العلم، ذكر منها: الاستهزاء بشيءٍ من دين الله. والمستهزئ بالعلماء، أو بطلبة العلم، أو بطالبات العلم، إذا كان مقصوده الاستهزاء بالدِّين؛ كفر.
كيفية التخلص من وساوس الاستهزاء بالدين - إسلام ويب - مركز الفتوى
السؤال:
رجل ركب مع جماعة في سيارة، فسمعهم يتهكمون بالعلماء وأهل الدين، ويضحكون منهم حال صلاتهم، ويشيرون إلى لحاهم، وهيئاتهم، واستعمالهم المسواك، وأفاضوا في أشياء من هذا، قال: فأنكرتُ عليهم ذلك؛ فلم يقبلوا مني، وتكلموا بكلام قبيح، وقالوا لي: أنت ما تفهم الكلام، ونحن نمزح مع بعضنا.
تاريخ النشر: الإثنين 5 ذو القعدة 1434 هـ - 9-9-2013 م
التقييم:
رقم الفتوى: 218908
16342
0
243
السؤال
أنا فتاة مصابة بالوسواس، وأحيانا أستهزئ بالدين وأضحك وأطيل في ذلك، وبعد فترة أندم وأخاف من ذلك وأستغفر، وأعذر نفسي بأنني مصابة بالوسواس، فهل هذا من الوسواس؟ أم هو حقيقي أحاسب عليه؟ وهل هو مخرج من الإسلام؟ أحب الله ورسوله والدين وأخاف أن لا تقبل أعمالي، فماذا يجب علي؟ وهل يجب علي الاغتسال والتشهد؟ فعلت هذا في رمضان، فهل يجب علي قضاء هذا اليوم والأيام التي سبقته؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العلي القدير أن يعافيك من داء الوسوسة، ثم اعلمي ـ وفقك الله للخير ـ أن الاستهزاء المذكور إذا وقع بغير اختيار منك، بل قهرا من شدة الوسوسة ـ وهذا الظن فيك، لما ذكرت من حب الله ورسوله ـ فهذا معفو عنه، لما جاء في حديث أبي ذر: إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني. وننصحك بقراءة الفتوى رقم: 48325 ، فإن فيها بعض الوصايا النافعة لعلاج الوسوسة.
وأما إذا كان ما صدر منك من استهزاء بالدين وضحك قد حصل بمحض اختيارك وإرادتك وكان بإمكانك إمساك لسانك عن ذلك فلم تفعلي وكنت مدركة لما يصدر منك من كلام وأنه استهزاء بالدين: فهذا ـ والعياذ بالله ـ كفر وردة، لأن شروط كون الاستهزاء بالدين ردة أن يكون المستهزئ بالغا عاقلا مختارا، كما بيناه في الفتوى رقم: 26193.
قال المفسرون (3) في تفسير هذه الآية عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة -دَخَل حديثُ بَعضهم في بعض-: إن رجلاً قال في غزوة تبوك: ما رَأَينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء -يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- فذهب عَوْفٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره؛ فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديثَ الركْبِ نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنِسْعَةِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تَنْكُبُ رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أَبِالله وءَايَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ما يَلتفت إليه، وما يَزيده عليه. انتهى. وكذا ذكره المحدثون، والمؤرخون. ففي هذا دليل على أن هذا الصنيع منافٍ للإيمان بالكلية، ومخرجٌ من الدين؛ لأن أصل الدين الإيمان بالله وكتبه ورسله، ومن الإيمان تعظيم ذلك، ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه أشد من الكفر المجرد؛ لأن هذا كفرٌ وزيادةُ احتقارٍ، فإن الكفارَ إما مُعْرِضون أو معارِضون، فالمُعْرِضُ معروفٌ، وأما المُعارِض فهو المحاربُ لله، ورسوله، القادحُ بالله، وبدينه، ورسوله، وهو أغلظ كفرا، أو أعظم فسادا من الأول، والهازل بشيء مما ذُكِر داخل في هذا النوع.
و البركة تنزل من السماء الغيث بتقوى الله عز وجل ، كما أنها تخرج البركة من الأرض فتنبت من الخيرات ماينتفع به الناس ، وبعدَم الشكر تزول هذه البركة ويصيب الجاحد بقطع الرزق. الغفلة عن الدعاء: ومن الأسباب لقلة الرزق أيضا عدم الإلحاح على الله تعالى بالدعاء لطلب الرزق ليبارك الله تعالى له يرزقه. انواع كفر النعم الى. وقد جاء كتاب السنن لأبي داود أن الرسول الكريم دخل مسجد في يوما من الايام وجد أبا أمامة جالساً لوحده وهو حزين ومهموم ، فسأله عن سبب جلوسه بالمساجد في غير وقت الصلاة فقال له يا رسول الله: هم أصابني ودين أثقل كاهلي، فقال له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك ؟ فقال: بلى يارسول الله ، قال: قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت ؛ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، ومن الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ، قال أبو أمامة: قلتهم فزال همي. العقوق وقطيعة الرحم: ومن الأسباب الأساسية لقلة الرزق وضيق العيش وقلة البركة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنْسأَ له في أثره، فليصل رحمه "، صحيح البخاري ومسلم، فبر الوالدين وصلة الرحم من أهم أسباب البركة في أموالنا وأعمارنا وأولادنا.
انواع كفر النعم ميارة
النعم ثلاثة نعمة حاصلة يعلم بها العبد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة هو فيها لا يشعر بها. والذي يجب علينا نحن المسلمون هو شكر الله. وقيل النعمة ما ينعم الله تعالى على عبده به من مال وعيش. انواع كفر النعم ميارة. في العهد الجديد تأتي من الكلمة اليونانية charis. أخرجه مسلم في باب الإيمان وأبو داود في كتاب الأدب. إن نعمة البصر من النعم العظيمة التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا وهي واحدة من مجموعة من النعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى ومن هذه النعم هي نعمة البصر التي يتمتع بها الإنسان.
انواع كفر النعم لغير الله
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛
إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم المنان المتفضل على عباده بأصناف النعم وأنواع الإحسان وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث
بالهدى والرحمة وصلاح القلوب والأبدان – صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين
لهم بإحسان وسلم تسليماً -. انواع كفر النعم لغير الله. أما بعــد:
أيها الناس: إن شكر الله على نعمته هو القيام بطاعته وهي أن تفعلوا ما أمركم الله
به، وتتركوا ما نهاكم عنه سواء في كتابه أو في سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم –
فإن من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً. إن
العاصي ليس بشاكر لربه، ولو قال شكراً لله بلسانه، فأيُّ فائدة لشكر الإنسان ربه
بلسانه، وهو مقيم على معصيته، أفلا يخشى من شكر ربه بلسانه، وهو مقيم على معصيته أن
يقال له كذبت إنك لم تشكر ربك حق شكره. أيها الناس: إن أكبر نعمة أنعم الله عليكم أن هداكم للإيمان والإسلام مخلصين لله
تعالى متبعين لرسوله – صلى الله عليه وسلم – وقد كان قوم يتخبطون العشواء في دينهم
ما بين مغضوب عليهم علموا الحق واستكبروا عنه، وضالين جهلوا الحق فلم يهتدوا إليه.
ونظرا لكون هذا الكفر بالآخرة هو نتيجة للنعم الله، وليس نتيجة لقناعة، فإن صاحبه يبرره لنفسه أنه في الآخرة سيدخل الجنة، ولذلك لا يهتم لها لأن أمرها مضمون. عند تدبر هذه الآية، وقوله سبحانه:
﴿ وَلَئِن أَذَقناهُ رَحمَةً مِنّا مِن بَعدِ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقولَنَّ هذا لي وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُجِعتُ إِلى رَبّي إِنَّ لي عِندَهُ لَلحُسنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذينَ كَفَروا بِما عَمِلوا وَلَنُذيقَنَّهُم مِن عَذابٍ غَليظٍ ﴾[فصلت: ٥٠]
يدرك المرء أمرين في غاية الأهمية:
الأول أن الله عز وجل يصف ما يقوله المرء بلسان حاله، بأنه قول للمرء، ولو لم ينطق به لسانه، فقول الإنسان في الآية السابقة هذا لي وما أظن الساعة قائمة، قول بلسان الحال أي بتصرفاته. فهو إذا أنعم الله عليه بنعمة، لم يشكر الله عليها، وتصرف كما لو كانت له ومن حقه
وفي حياته مقبل الدنيا، غافل عن الآخرة، كما لو كان لا يؤمن بالآخرة. ما الاثار المترتبة على كفر النعم | المرسال. والدليل على أن ما سبق قول بلسان الحال، لا بلسان المقال، بقية الآية حيث قال:
وَلَئِن رُجِعتُ إِلى رَبّي إِنَّ لي عِندَهُ لَلحُسنى
فهذا قول بلسانه يقرّ فيه بالرجوع إلى ربه، وبالنعيم في الآخرة، في صيغة التمني، مما يؤكد أن كفره بالآخرة السابق إنما قاله بلسان حاله، لا لسان مقاله، فهو بلسانه يقر بالآخرة ويتمنى الحسنى، ولو قال له أحد أنه كافر بالآخرة لأنكر ذلك.