- قُلتُ يا رسولَ اللهِ: عَلِّمْني شيئًا أسأَلُهُ اللهَ تعالى، قال: "سَلوا اللهَ العافيةَ". فمكثْتُ أيامًا، ثم جِئتُ فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ: عَلِّمْني شيئًا أسأَلُهُ اللهَ تعالى، قال لي: "يا عباسُ يا عَمَّ رسولِ اللهِ، سَلوا اللهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ ".
- سلوا الله العافية
- سلوا الله العافية – موقع شبكة العلم الشرعي
- مراتب الايمان بالقضاء والقدر
- من مراتب الايمان بالقضاء والقدر
- مراتب الايمان بالقضاء والقدر ppt
- مراتب الايمان بالقضاء والقدر الصف الثامن
سلوا الله العافية
( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ) [النساء: 108]. الدعاء بالعافية؛ حينما ترى أو تسمع عن قوم يشترون ما يهدم دينهم ويتلف أبدانهم ويتعاطون ما يفسد عقولهم من خمر أو مخدر، أو ما يكون بوابة له من دخان خبيث! سل الله العافية؛ حينما ترى السجون ونزلاءها، والمستشفيات وأصحابها. سل الله العافية؛ حينما تسمع من يتبنى الأفكار الرديئة والتوجهات السيئة، ولا يرى قدراً لعالم أو ناصح او مسؤول! سلوا الله العافية. قال مجاهد: " لا أدري أي النعمتين علي أعظم أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء ". سل الله العافية؛ حينما ترى من أطلق لسانه، وجندوا حساباتهم في أعراض المصلحين، والعلماء الراسخين في مهاترات كلامية، بما يشفي صدور الحاقدين، وتقر به أعين المتربصين. ولو أرادوا النقد الناصح، وتصحيح المسار لوجدوا طريقة. سل العافية؛ حينما ترى من قطع رحمه وطال هجره لأقاربه؛ فهو على خصام معهم، وجفوة بينهم، ولم يبال بحق والديه ولم يرفع رأساً حينما قيل له؛ إن قطيعتك لأرحامك هي نوع من عقوقك لوالديك أحياء كانوا أو ميتين؛ فلا تدًّع براً وقد علمنا حالك مع إخوتك وأخواتك وبني عمك! سل الله العافية؛ حينما ترى أناساً يصنفون أنفسهم من العقلاء ذوي الرشاد ثم إذا جالستهم ترى اهتماماتهم في وسائل إلهاء الأمة وتخدير الشعوب وحققوا مقولة العدو الأول: أشغلوهم بالفن والرياضة؛ فهي حديثهم وبها يغردون ولأجلها يتعصبون.
سلوا الله العافية – موقع شبكة العلم الشرعي
وقال صلى الله عليه وسلم: « فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك». (رواه مسلم في صحيحه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء بين السجدتين، ويفتتح به قيام الليل. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في الوتر قائلا: « اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت». (رواه ابو داود وغيره وصححه الالباني)
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأل الله به. فقال صلى الله عليه وسلم:« يا عباس سل الله العافية». ثم مكثت قليلا، ثم جئت فقلت: علمني شيئا أسأل الله به يا رسول الله. حديث سلوا الله العافية. فقال: « يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة». (رواه الترمذي وغيره وصححه الالباني) وهذه أم المومنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سالت عن أفضل ما تقول في افضل ليلة من ليالي السنة، ليلة القدر « قالَ تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي » رواه ابن ماجة وغيره وصححه الالباني. فأرشَدَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أفضَلِ أنواعِ الدُّعاءِ في تلك اللَّيلةِ، والعفْوُ هو التَّجاوُزُ عن السَّيِّئاتِ، وعفْوُ اللهِ تعالى يكونُ في الدُّنيا والآخرةِ، فهذا الدُّعاءُ مِن جوامعِ الكلِمِ، ومَن دَعا به حاز خَيريِ الدُّنيا والآخرةِ.
إن من أعظم فُقدان العافية في الدين: أن يكون المرءُ مُفسِدًا لا مُصلِحًا، مُستهزِئًا لا جادًّا، مِعولَ هدمٍ لمُجتمعه لا عاملَ بناءٍ لبُرجِه المشيد، لا تجِده إلا في مظانِّ الاستِهزاءِ، أو سنِّ ما يخدُشُ الدينَ والفِطرة التي فطَرَ الله الناسَ عليها؛ ليحمِلَ وِزرَه ووِزرَ من عملَ بسُنَّته إلى يوم القيامة. وقد جاء في السُّنَّة ما يدلُّ على نسبةِ الأحداثِ إلى مُحدِثِها، وأنه يتحمَّلُ إثمَه إلى يوم القيامة جرَّاءَ ما أوقعَ فيه غيرَه من إخلالٍ بنهجِ الله وشِرعته، فمن ذلك: قولُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ما من نفسٍ تُقتلُ ظُلمًا إلا كان على ابنِ آدم كِفلٌ منها؛ لأنه أولُ من سنَّ القتلَ ". رواه البخاري ومسلم. ورحِمَ الله الإمامَ مالِكًا حينما أوصَى أحدَ تلاميذه، فقال: " لا تحمِلنَّ الناسَ على ظهرِك "؛ أي: لا تحمِل إثمَه بما يُحدِثُه، " وما كنتَ لاعبًا به من شيءٍ فلا تلعبنَّ بدينِك ". نعم، عباد الله: ليحذَر كلُّ من يضعُ لبِنةَ فتنةٍ أو إفسادٍ في دينٍ أو خُلُقٍ أنهم سيحمِلون أوزارَهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضِلُّونَهم بغير علمٍ. سلوا الله العافية – موقع شبكة العلم الشرعي. وليحذَر كلُّ من غرَّه ما في الباطلِ من تزويقٍ وما في الفتنِ والافتِتان من رُقوشٍ؛ فالحقُّ أبلَج مهما أُسدِلَت دونَه السُّتُور، والباطلُ لَجلَج، وما هو إلا كسرابٍ بقِيعةٍ يُغرِي ولا يُروِي، ولو نظرَ كلُّ ماشٍ تحت قدمَيْه لما وطِئَ شوكةً ولا عثَرَ بحُفرةٍ.
ومن مراتب القدر-وهي المرتبة الأخيرة-: الخلق؛ فنؤمن بأن الله -تعالى- هو الخالق، وما سواه مخلوق، وما من ذرة في الوجود إلا والله -تعالى- خالقها؛ فلا خالق غيره ولا رب سواه، قال -تعالى-: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)[الصافات:96]، وقال: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)[الزمر:62]. أسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان واليقين من خلقه، وأن يكسو قلوبنا بالسكينة والاطمئنان إلى قضائه وقدره. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
عباد الله: إن الإنسان حينما يؤمن بالقضاء والقدر -كما مر في المراتب الأربع السابقة- يجني ثمرات طيبة من ذلك في الدنيا والآخرة؛ فمن ذلك:
السعي إلى التوكل على الله، وتفويض جميع الأمور إليه، وبذلك يسلِّم المؤمن أمره لقادر عليم غني رحيم. من اثار الايمان بالقدر واثره على العبد – المنصة. ومن الثمرات: طمأنينة النفس وراحتها، ونيل الحياة الطيبة لها، والبعد عما يُشقيها من الشكوك والاضطراب والكدر. ومن الثمرات أيضًا: الإقبال على الأعمال الصالحة بجد ونشاط، وحب ورضا.
مراتب الايمان بالقضاء والقدر
(أخرجه الترمذى)
قال تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ "
(القمر: 49)
معنى القضاء والقدر
فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف القضاء والقدر
فمنهم من عرفهما مجتمعين،وجعلهما شيئاً واحداً،
ومنهم من عرف القضاء تعريفاً مغايراً للقدر فقالوا:
هو علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل. والقضاء:
هو إيجاد الله للأشياء حسب علمه وإرادته. وسئل الإمام أحمد عن القدر؟
فقال القدر:
قدرة الرحمن، وقد أخذ هذا من قول الله تعالى
قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آلعمران:154]. القدر خيره وشره " والقدر قسمان ":
قدر خير وقدر شر. مراتب الإيمان بالقضاء والقدر - إسلام ويب - مركز الفتوى. فما كان نافعًا لنا فهو من أقدار الخير ،
كالإيمان والعلم والصحة ،
وما كان ضارًّا لنا فهو من أقدار الشر ،
كالمعصية والجهل والمرض. وعلينا أن نؤمن بالقدر خيره وشره ،
وأنه سبحانه قدر الخير والشر قبل خلق الناس. فالمؤمن يعتقد أن القدر كله من الله- تعالى- ، ولا يقع شيء في هذا الكون إلا بعلمه وتقديره ،
ولا يستطيع أحد أن يخالف قدر الله - عز وجل ، خيره وشره,
وتقدير الله تعالى للشر إنما يكون لحكمة عظيمة ،
فقد يقدر المرض على العاصي ليكفر عنه من سيئاته ،
وقد يقدره على الطائع ليرفع له درجاته ، ويزيد من حسناته.
من مراتب الايمان بالقضاء والقدر
عباد الله: إن الله -تعالى- رسم للإنسان منهجًا مستقيمًا للإيمان بالقضاء والقدر يعينه على تمام الإيمان بمعبوده الحق -سبحانه-، ويحميه من الوساوس والاضطراب والحيرة؛ فمن سار على هذا المنهج فقد ركب سفينة النجاة من غضب الله وعقابه، وسلم من سبل الشك والقلق والحياة الضنك. ومن معالم هذا المنهج المستقيم: الإيمان والتسليم لما جاء في كتاب الله -تعالى- من النصوص الدالة على القضاء والقدر؛ من غير إقحام العقل وركوب القياسات التي تخرج الأمر عن جادة الحق؛ فإن العقول البشرية لها حدود معينة إذا تجاوزتها ضلت وتاهت، والقدَر أبعد مجالاً من أن تدركه تلك العقول القاصرة؛ فمتى حاولت الغوص بحثًا عما وراء الكتاب والسنة عن القدَر غرقت في أعماق الضلال والعناء؛ ولهذا نصح العلماء بترك الخوض في متاهات الأقدار؛ حفظًا للديانة، وصيانة للنفس من التعب. قال أبو المُظَفَّر السمْعَاني-رحمه الله تعالى-: " سبيل المعرفة في هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل؛ فمن عدل عن التوقيف فيه ضلَّ وتاه في بحار الحيرة، ولم يبلغ شفاء العين، ولا ما يطمئن به القلب؛ لأن القدر سِرٌّ من أسرار الله -تعالى-، اختص العليم الخبير به، وضرب دونه الأستار، وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم؛ لما علمه من الحكمة؛ فلم يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب ".
مراتب الايمان بالقضاء والقدر Ppt
تاريخ النشر: الأحد 16 محرم 1441 هـ - 15-9-2019 م
التقييم:
رقم الفتوى: 403699
3365
0
السؤال
هل كتابة الله للقدر في اللوح المحفوظ علمًا، ومشيئة، وإرادة، أم علمًا فقط لما سيحدث؟ أرجو التفصيل، والتوضيح. وشكرًا. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالإيمان بقضاء الله، وقدره، لا يقتصر على الإيمان بعلم الله تعالى بالأشياء، وكتابته لها قبل أن يخلقها، بل يضاف إلى مرتبي العلم، والكتابة، مرتبتان أخريان، وهما: المشيئة، والخلق. ونعني بالمشيئة: مشيئة الله النافذة، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في ملكه سبحانه إلا ما يشاء، ولولا مشيئته ما كان شيء مما كان. ونعني بالخلق: أنه سبحانه وتعالى خالق كل شيء، فكل ما عداه مخلوق له، فالعباد وأفعالهم خلق من خلق الله، كما قال الخليل -عليه السلام- لقومه: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات:96}، قال ابن كثير في تفسيره: يحتمل أن تكون "ما" مصدرية، فيكون تقدير الكلام: والله خلقكم وعملكم. مراتب الإيمان بالقضاء والقدر. ويحتمل أن تكون بمعنى "الذي" تقديره: والله خلقكم والذي تعملونه. وكلا القولين متلازم، والأول أظهر؛ لما رواه البخاري في كتاب أفعال العباد.. عن حذيفة مرفوعًا قال: "إن الله يصنع كل صانع وصنعته".
مراتب الايمان بالقضاء والقدر الصف الثامن
ودعاهم -سبحانه وتعالى- إلى الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ فلا يسع أحداً يريد نيل الموعود السابق إلا أن يؤمن بهذه الأركان الستة التي هي معاقد السعادة في الدنيا والآخرة.
ويقول الطحاوي -رحمه الله تعالى-: "وأصل القدر سرّ الله -تعالى- في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان؛ فالحذر الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة؛ فإن الله طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه؛ كما قال -تعالى-: ( لا يُسْأل عما يفعل وهم يسألون)[الأنبياء: 23]". وقال الآجُرِّيُّ: " لا يحسن بالمسلمين التنقير والبحث في القدر؛ لأن القدر سر من أسرار الله -عز وجل-، بل الإيمان بما جرت به المقادير من خير أو شر واجب على العباد أن يؤمنوا به، ثم لا يأمن العبد أن يبحث عن القدر فيكذب بمقادير الله الجارية على العباد؛ فيضل عن طريق الحق ". وروى أبو داود عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسى شيء من القدر، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي، فقال: " لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار "، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك.
وقرأ بعضهم: {والله خلقكم وما تعملون}. اهـ. وراجعي في ذلك الفتويين: 60787 ، 20434 ، 136263. وهنا ننبه على أن الاقتصار على مرتبتي العلم، والكتابة، دون المشيئة، والخلق، إنما هو مذهب أهل البدع من القدرية، ومن وافقهم، وراجعي في ذلك الفتوى: 347914. والله أعلم.