- يقول العلامة الرازي رحمه الله تعالى: الرعية متى كانوا ظالمين، فالله تعالى يسلط عليهم ظالمًا مثلهم فإن أرادوا أن يتخلصوا من ذلك الأمير الظالم فليتركوا الظلم. التفسير الكبير (١٥٠/١٣). قال العلامة ابن مفلح رحمه الله تعالى: من عجيب ما نقدت من أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار، وموت الأقارب والأسلاف، والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله وذكر نكد العيش فيه، وقد رأوا من انهدام الإسلام، وشعث الأديان، وموت السنن، وظهور البدع، وارتكاب المعاصي وتقضي العمر في الفارغ الذي لا يجدي، والقبيح الذي يوبق ويؤذي، فلا أجد منهم من ناح على دينه، ولا بكى على فارط عمره، ولا آسى على فائت دهره وما أرى لذلك سببًا إلا قلة مبالاتهم بالأديان وعظم الدنيا في عيونهم ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ وينوحون على الدين. الآداب الشرعية لابن مفلح. (٣٤٥/٢). ان الله لا يغير ما. الوقفة السادسة: في دلالة الآية على أن دوام النعم بالطاعة وزوال النعم بالمعصية. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد:١١].
- ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
- إن الله لا يغير ما بقوم حتى
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَاناً أَمْسَكَ، وَإِلاَّ أَغَارَ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ: فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَى الْفِطْرَةِ" ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله. ان الله لا يغير في قوم. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ" فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزىً. رواه مسلم ورواه البخاري دون قصة الرجل. تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم " 382"، وأخرجه البخاري دون قصة الرجل " في " كتاب الجهاد والسير" " باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام والنبوة" " 2943"، ،وأخرجه أبو داود في " كتاب الجهاد " " باب في دعاء المشركين " " 2634"، وأخرجه الترمذي في " كتاب السير " " باب ما جاء في وصيته - صلى الله عليه وسلم - في القتال" " 1618". شرح ألفاظ الحديث:
كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ": الغارة هي الهجوم على القوم غفلة من غير إعلام لهم، وهي بليل أولى، ولعل تأخيرها للفجر من أجل استماع أذان الفجر، للتحقق من إسلامهم، والتعبير بالمضارع " يُغير" مع " كان " لإفادة أنها كانت عادته المستمرة.
"
إن الله لا يغير ما بقوم حتى
أمست المسميات كلعنة أبدية تلاحق المخطئ، وتفرّغ لها خلق كثير وتخصصوا بها، وتألوا على الله كثيرا وحكموا على عباده بالكفر حينا وبالفسق أحيانا كثيرة"
فلان الذي التصقت به كلمة (الهامل) إذا ما تاب الله عليه وقال ذات يوم مقولة حق في حق ظالم أو (صاحب مقام عند علية القوم) قيل أَومِن مثلك يسمع القول الحق، (فلان الهامل) منذ متى أصبح يدري صبحه من مسائه لينظّر علينا؟! “وإنّ الله يغيّر ولا يعيّر” .. رسالة مجتمعية – بصائر. فلانة التي في صباها خالفت شرع الله بمظهر أو مخبرٍ ثم استتابته فتاب عليها، ترى النسوة يتهامسن لا بل يأكلن لحمها ميتاً، وأين؟! في درس دين يقام في بيت من بيوت الله!! أمست المسميات كلعنة أبدية تلاحق المخطئ، وتفرّغ لها خلق كثير وتخصصوا بها، وتألوا على الله كثيرا وحكموا على عباده بالكفر حينا وبالفسق أحيانا كثيرة، ثم تراك تستشيط قهرا وغضبا إذا ما جلدت إحداهن "فلانة أو فلان" ثم حركت ثوبها ناحية الصدر ثلاث مرات وقالت "ما أحط بذمتي"، أنسيتِ قول الحق عز وجل {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخره} [النور:19]، ففي الآية لم يقل بأنه نشر الفاحشة أو ساهم أو دعا لنشرها بل "أحب" أن تنتشر هذه الفاحشة، أي لمجرد أنك سعيد ومرتاح لنشر الفاحشة بين المؤمنين فقد استحققت عذاب الله في الدنيا والآخرة!
ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب كما قيل: إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس. بدائع الفوائد( ٤٣٢/٢). إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ - الكلم الطيب. الوقفة السابعة: في دلالة الآية على أن العباد لا بد أن يغيروا ما بأنفسهم من أجل أن يغير الله حالهم ،وذلك بأخذهم بالأسباب الشرعية والأسباب الكونية. ومن أمثلة الأسباب الكونية التي أمر الله عز وجل بها في كتابه قوله تعالى: { وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ} [سورة الأنفال ٦٠]. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: أي ﴿ وَأَعِدُّوا ﴾ لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم.