فقالا: «فعلنا وأطعنا يا رسول الله». فقال: «إن جبرئيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق فابتدئاه بما شرط الله عليكما لنفسه ولرسوله أن تقولا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه في ملكه، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، إلهاً واحداً مخلصاً، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ». قالا: «شهدنا» 11. متى توفيت السيدة خديجة قبل الهجرة - إسألنا. وأنّ جبرئيل أتى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام 12. وأنها شاركت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تربية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويكفي لها هذا الفخر العظيم حيث كانت حجراً لمولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما أنه لابد من أن يكون الحجر الذي يتكفّل بتربية الإمام علي (عليه السلام) طاهراً مطهراً مهما كانت خصوصياته، كي يصبح قابلاً لهذا المعصوم أرواحنا فداه. وكما كانت فاطمة بنت أسد حجراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان لها حظ، فخراً واعتزازاً بأنها كانت أهلاً في مقام المهمّة الموجهة إليها، وكانت بمقام الأم للنبي (صلى الله عليه وآله)، فلخديجة (عليها السلام) هذا الفخر كذلك.
- وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
- متى توفيت السيدة خديجة قبل الهجرة - إسألنا
وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
فكفنها رسول الله بردائه الشريف أولاً وبما جاء به جبرائيل ثانياً، فكان لها كفنان، كفن من الله وكفن من رسول الله 31. فالسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية. بقلم: مجاهد منعثر منشد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1. اسمه عبد الله بن غنم في كتاب فروع الكافي: ج5 ص374. 2. السيلاوي، الأنوار الساطعة، ص 10. 3. الهيثمي: (مجمع الزوائد ج9، ص218)
4. شرح المواهب اللدنية ج1، ص199
5.. أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني ج16، ص12. 6. انظر بحار الأنوار: ج22 ص200ب2 ح20. 7. الخصال: ج1 ص225 باب الأربعة ح58. 8. تفسير العياشي: ج2 ص279 ح12. 9. قال ابن عباس: أوّل من آمن برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من الرجال علي (، ومن النساء خديجة (. الأمالي للطوسي: ص259 المجلس العاشر ح467. بحار الأنوار: ج16 ص1 ح2 وج38 ص246، نهج البلاغة: ص301 كشف الغمّة: ج1 ص86، العدد القوية: ص245. متي توفيت السيده خديجه. 10. راجع مستدرك الوسائل: ج6 ص455 باب4ح7221
11. بحار الأنوار: ج18 ص232-233 ب1. 12. روضة الواعظين: ج2 ص269 مجلس في مناقب آل محمّد عليهم السلام. 13. المناقب: ج2 ص27 و وذكره المجلسي في البحار: ج38 ص294. 14. جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام): ج1 ص39.
متى توفيت السيدة خديجة قبل الهجرة - إسألنا
ـ يا خديجة إنّ الله عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرارا20. ـ والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس21. ـ أحبّ من يحبّ خديجة 22. ـ أحببتها من أعماق فؤادي23. ـ لم يرزقني الله زوجة أفضل من خديجة أبداً 24. ـ لقد اصطفى الله عليّاً والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة على العالمين25. ـ وقال (صلى الله عليه وآله) يخاطب عائشة: لا تتحدّثي عنها هكذا، لقد كانت أوّل من آمن بي، لقد أنجبت لي وحُرِمتِ26. ـ خير نساء الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) 27. ذكر ابن الجوزي عن عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة (عليها السلام) فيحسن عليها الثناء. وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها). فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها؟ قالت: فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أخلف الله لي خيراً منها، لقد آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل أولادها إذ حرمني أولاد الناس.
فضلها ومنزلتها
لم تكن خديجة رضي الله عنها مجرّد امرأة صالحة؛ بل كانت من الصالحات المعدودات في تاريخ الإنسانية كلها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران". وسبب أن خديجة أفضل نساء أهل الجنة هو أنها لم تكن مجرد زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم أو أما لأولاده؛ بل كانت سنده والعقل الحكيم والمستشار الأمين له؛ فلقد عاشت هذه المرأة العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 25 عاما متصلة ولم يحدث أي خلاف بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا قبل البعثة ولا بعدها؛ فلم نسمع عن غضب أو هجر؛ بل لم نرَ طلبا طلبته خديجة رضي الله عنها لنفسها؛ فقد ظلت تؤازر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتُهوِّن عليه الصراع الذي دار مع كفار مكة، وتُواسيه بمالها ونفسها، وتُجاهد معه بحقٍّ كجهاد الرجال أو أشد.