وأوضح أبو علي "إنّه سوق سلاح". وتصنّع بعض الأسلحة محليا، ويهّرب بعضها الآخر، إلا أنّ مصدر غالبيتها مجهول. ويبلغ سعر رشّاش الكلاشيكنوف 1090 دولارا، والمسدس 818 دولار، فيما تباع الرصاصة الواحدة بنصف دولار. وكحال أبو علي، أجبرت الحرب محمد تاجر الذي كان يعمل في مجال صناعة الخزف على أن يتحوّل إلى بيع السلاح. وقال وهو يجلس عند عتبة متجره بالقرب من قاذفة صواريخ "قبل الحرب كان هناك عمل وحركة (بيع)، لكن بعد الحرب أصبحنا نعمل بالذخيرة". أوقعت الحرب حوالي 10 آلاف قتيل منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية. فوضى «أسواق الأسلحة» تتسع في اليمن تحت سيطرة الحوثيين | الشرق الأوسط. ويعتبر مسؤولون في المجال الانساني أن الحصيلة أعلى بكثير. ولا يزال هناك 3, 3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24, 1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً. ودمّر وتضرر عدد من المستشفيات. وواجهت البلاد وباء الكوليرا مع آلاف الوفيات منذ نيسان/أبريل 2017. والاسبوع الماضي قالت منظمة "سيف ذا تشليدرن" إنّ الكوليرا تسبّب بوفاة 193 شخصا منذ بداية 2019، وهو معدل أعلى بتسع مرات مقارنة بالأشهر الستة الاولى من عام 2018. وعلى باب أحد متاجر سوق الشنيني، كُتب "خياطة رجالية حديثة"، لكن في الداخل حلّت القنابل والرصاص مكان قطع القماش فوق الرفوف.
- فوضى «أسواق الأسلحة» تتسع في اليمن تحت سيطرة الحوثيين | الشرق الأوسط
فوضى «أسواق الأسلحة» تتسع في اليمن تحت سيطرة الحوثيين | الشرق الأوسط
عادت أسواق بيع السلاح في اليمن إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن كانت قد اختفت خلال الحرب السادسة مع الحوثيين، رغم تأكيد السلطات اليمنية إغلاق كل الأسواق، ومنعها التجوال بالسلاح داخل المدن وخاصة صنعاء وعدن. وكشف لـ ''الاقتصادية'' عدد من بائعي السلاح في مديرية أرحب في محافظة صنعاء أن السلطات الأمنية تقوم بإيقاف بيع السلاح أحيانا ولم تستطع منع البيع (البتة)، كون تجار السلاح يطلبون من الحكومة شراء المخزون الذي عندهم، وأغلبه من المسدسات والكلانشنكوف في حال أرادت منع فتح أسواق السلاح. وأضاف أحد البائعين أنه يستطيع إيصال ما نشتريه من السلاح إلى مكان نريده، على شرط نعطيه نصف المبلغ المتفق عليه خاصة في حال كان المكان في العاصمة صنعاء أو غيرها من مدن اليمن، ولكن في حال تهريبها إلى حدود إحدى الدول المجاورة فلا بد من دفع تكاليف التهريب. وكانت السلطات اليمنية قد كثفت إغلاق أسواق السلاح عام 2007 ـــ 2010، غير أنها عادت إلى الواجهة أخيرا. #2#
وعممت مطلع العام الماضي أسماء تجار السلاح في اليمن بينما أكدت أنها وضعت كل تجار السلاح السابقين الذين يبلغ عددهم نحو 250 تاجرا تحت المراقبة للتأكد من عدم تورطهم بالاتجار غير المشروع في السلاح.
ازدهار تجارة السلاح بكافة أنواعه في اليمن (الأناضول)
يتسابق تجار السلاح في اليمن لتلبية احتياجات أطراف الصراع في الحرب الدائرة، منذ مارس/آذار الماضي. واللافت أن أدوات تسويق الأسلحة تطورت بشكل كبير؛ حيث صارت تعرض في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الأسواق العلنية في المدن. وراجت تجارة السلاح عبر الأسواق الإلكترونية باليمن في ظل الحرب، حيث تم إنشاء عشرات الصفحات في شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للأسلحة بمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة. وتفيد تقارير دولية بامتلاك اليمنيين قرابة 60 مليون قطعة سلاح. ويذهب مراقبون إلى أن الأسواق الإلكترونية، بالإضافة إلى الأسواق العلنية التي ازدهرت، خصوصا في مناطق سيطرة الحوثيين، زادت من انتشار السلاح بشكل كبير. ويقول أحد المشرفين على صفحة خاصة تحمل عنوان "أسعار السلاح في اليمن" على موقع التواصل فيسبوك: "الصفحة تلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري. نجد إقبالاً كبيراً من الشباب، وأصبحت الصفحة سوقا رائجة لبيع السلاح". وأضاف المشرف، الذي طلب من "العربي الجديد" عدم ذكر اسمه، أن الصفحة التي يتجاوز عدد معجبيها 57 ألف متصفح، تتلقى طلبات يومية من المشتركين الراغبين في الحصول على الأسلحة الخفيفة، بعضها للزينة وأغلبها للمشاركة في المعارك الداخلية الدائرة في أكثر من منطقة، والتي تعتمد في الغالب على "الكلاشينكوف" ، وهي بندقية آلية حديثة روسية الصنع تتميز بسهولة استخدامها وقلة أعطابها.