وفي محبتنا واتباعنا لنبينا صلى الله عليه وسلم السبيل إلى الحياة السعيدة الحقيقية، ومن حُرِمها فهو الشقي المحروم، يقول ابن القَيّم: "والمقصود أنه بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية والنُصْرة، كما أنه بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة، فالله سبحانه علَّق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتْباعه الهدى والأمن والفلاح، والعزة والكفاية واللذة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصغار، والخوف والضلال، والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة". وقال ابن حجر في فتح الباري: "قال القرطبى: كل من آمن بالنبى صلى الله عليه وسلم إيماناً صحيحاً لا يخلو عن وجدان شىء من تلك المحبة الراجحة، غير أنهم متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من يأخذ بالحظ الأدنى، كمن كان مستغرقاً فى الشهوات محجوبا فى الغفلات فى أكثر الأوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبى صلى الله عليه وسلم اشتاق إلى رؤيته، بحيث يؤثرها على أهله وماله وولده ويبذل نفسه فى الأمور الخطيرة، ويجد رجحان ذلك من نفسه وجداناً لا تردد فيه. وقد شوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر، لما وقر فى قلوبهم من محبته، غير أن ذلك سريع الزوال لتوالى الغفلات، والله المستعان".
مفهوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فإنه يميل قلب المسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلًا يتجلى فيه إيثاره صلى الله عليه وسلم على كل محبوب سوى الله من نفس ووالد وولد والناس أجمعين، وذلك لما خصه الله من كريم الخصال وعظيم الشمائل، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته، وما امتن الله على العباد ببعثه ورسالته إلى غير ذلك من الأسباب الموجبة لمحبته عقلًا وشرعًا. مفهوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم. ويرى آخرون أن المحبة لا توصف بوصف أظهر من (المحبة)، وإنما يتكلم الناس في (أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها)، فالحب كلمة دائرة على ألسنة الناس، رمزًا لتعلق القلوب وميلها إلى ما ترضاه وتستحسنه، ويطلق في اللغة على صفاء المودة، والمحبة على درجتين:
- إحداهما فرض: وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله، وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم، وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية، ثم الاتباع له فيما بلغه عن ربه بفعل الواجبات، والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات، فهذا القدر لابد منه، ولا يتم الإيمان بدونه. - والدرجة الثانية: سنة، وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به، وتحقيق الاقتداء بسنته في أخلاقه، وآدابه، ونوافله، وتطوعاته، وأكله، وشربه، ولباسه،... وغير ذلك من آدابه الكاملة، وأخلاقه الطاهرة، والاعتناء بمعرفة سيرته وأيامه، وتعظيمه وتوقيره، ومحبة استماع كلامه، وإيثاره على كلام غيره من المخلوقين.
تصفح وتحميل كتاب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه Pdf - مكتبة عين الجامعة
كما أن محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب لحصول حلاوة الإيمان، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار)( البخاري). وقد نال الصـحابة ـ رضوان الله عليهم ـ شرف لقاء وصحبة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكان لهم النصيب الأوفى من محبته وتعظيمه، وقد سئل علي ـ رضي الله عنه ـ كيف كان حبكم لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ قال: " كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ ". وكان شأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في حب وتعظيم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوضح وأظهر من أن يُسْتدل عليه، قال عروة بن مسعود الثقفي ـ رضي الله عنه ـ لقريش بعد أن رجع من مفاوضة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية: (.. والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إنْ رأيت ملكا قَطْ يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له.. ) ( البخاري).
وكم كان يسأل الله تعالى الخير لأمته ويفرح بفضل الله عليها؟! وكمتحمل من مشاق نشر الدعوة ، وأذى المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل به النعمة؟! جزاكِ الله خير الجزاء أختي الحبيبة صلى الله عليه وسلم فداه أنفسنا وآبائنا وأموالنا فقد أخرجنا الله به صلى الله عليه وسلم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام
يضاف الموضوع إلى الحملة بارك الله فيكِ عزيزتي ونفع بكِ::::
أختي الغالية فداك ارواحنا
بوركتي اختي علي هذا الموضوع وجزاك الله كل خير ونفع بماقدمتي
لك كل تقدير::
القلــღ الحنون ღ ــب::
قد زاد شوقي للقاء فهل أرى يوما وجوه.. أحبتي تغشاني أأخي.. عهدا للإله أصونه مادمت حيا فضله يغشاني::
أختي الحبيبة (( مشاعر قلب)) الله يرجعك بالسلامة
سحائب / القلب الحنوون
اشكركم حبيباتي على هذا التواصل
الله يحرمني تواصلكم..