الفِطنة: وهي الذكاء، وذلك من خلالِ إقناع الرسول للنّاس بدعوتِه، وإزالة الشُّبهات حولَه وحول رسالتِه، وإقامةِ الحُجّة على غيرِه، ومن مواقف الفِطنة في القُرآن الكريم قولهِ -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). [٥]
العِصمة: وهي البُعد عن المعاصي والنَّقائص، وكذلك عصمتهم فيما يبلّغونه عن الله -تعالى-، والتّبليغ إلى النَّاس، وكذلك العِصمة بعدمِ نسيان أي شيء من أُمور الدّعوة، لقولهِ -تعالى-: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى) ، [٦] فالأمر لا يستقيم بغير العِصمة؛ فبغيرها يَنتُج الخطأ في الرّسالة أو في بعضها، بالإضافةِ إلى عصمتهِم من الذُّنوب؛ كبيرها وصغيرها، بِعمدٍ أو بغير عمد، في الظّاهر والباطن، فلو حصل منهم الخطأ والمعاصي لانتفت عنهم القُدوة للنَّاسِ. خير البشر وأفضلهم: فأنبياء الله ورُسُله -عليهم السّلام- هم أفضل خلق الله وأكثرهم عِلماً، وهم كذلك أقواهم إيماناً بالله وأكثرهم عبادةً له، وأحسن الناس أخلاقاً وتواضعاً، قال الله -تعالى- في وصف أخلاق نبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
قل إنما أنا بشر مثلكم.. - Youtube
17/219- وعن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. قل إنما أنا بشر مثلكم.. - YouTube. 18/220- وعن ابنِ عمرَ رضي اللَّه عنهما قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: لَنْ يَزَالَ الْمُؤمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرامًا رواه البخاري. 19/221- وعن خَوْلَةَ بِنْتِ عامِرٍ الأَنْصَارِيَّةِ، وَهِيَ امْرَأَةُ حمْزَةَ وعنها، قَالَتْ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ فَلهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامةِ رواه البخاري. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه. أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالتحذير من الظلم والعدوان وأخذ المال بغير حق، وأنَّ الواجب على المؤمن في جميع تصرفاته أن يتحرَّى الحق، وأن يتحرَّى الحلال، وأن يحذر أخذ مال أخيه بغير حقٍّ، يجب على المؤمن أن يتحرَّى الحقَّ في جميع تصرفاته، وفي جميع أعماله، وهكذا في الخصومات عليه أن يتحرَّى الحق، فإذا كان شهوده زورًا فليحذر متابعتهم والأخذ بشهادتهم، وهكذا إذا توجَّهَت اليمينُ عليه فليحذر أن يحلف على غير حقٍّ.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( التواضع لا يزيد العبد إلا رفعةً ، فتواضعوا يرفعكم الله))
فلا تتكبر على من هم دونك و تعامل بروح طيبة
و بود مع الجميع لا يحب إلاطراء الزائد
قال صلى الله عليه وسلم
" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ،
وإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله "
فعلينا أن لا نفرح بالمدح الزائد أو نطرب
للكمات الشكر والثناء المبالغ فيها
و أن لا نطري إلا ما هو موجود فعلا في
الإنسان من صفات الحق والخير. الكرم.. قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي. ~
كان مضرب الأمثال في الكرم وكان
صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً إلا ويعطيه ،
فقد سأله رجل حُلّه كان يلبسها فدخل بيته
فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياه
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجود الناس وأجود ما يكون في شهر رمضان
فاحذروا البخل لأنه مكروه من الله و من الناس. الرحمة.. ~
كان محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الناس
شفقة على خلق الله و أرأفهم بهم و أرحمهم بهم
فقد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ،
ويحنّ على المسكين ،
ويعطف على الخلق أجمعين..
رحيم بالإنسان و الحيوان على حد سواء
حتى صارت الرحمة له طبيعة
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعاَلَمِينَ "
أرحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله.