خذيني أمي، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدْبِكْ وغطّي عظامي بعشب تعمَّد من طهر كعبك وشُدّي وثاقي.. بخصلة شعر.. بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك.. عساني أصيرُ إلهاً إلهاً أصيرْ. إذا ما لمستُ قرارة قلبك! ضعيني, إذا ما رجعتُ وقوداً بتنور ناركْ... وحبل غسيل على سطح دارك لأني فقدتُ الوقوف بدون صلاة نهارك هَرِمْتُ, فردّي نجوم الطفولة حتى أُشارك صغار العصافير درب الرجوع... لعُشِّ انتظارِك!
شعر عن امي و ابي
ذات صلة شعر ابو العتاهية أبو العتاهية شعر الزهد والحكمة
أبو العتاهية
أبو العَتاهِيَة، وهو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي أبو إسحاق، نشأ قرب الكوفة، وسكن في بغداد ، وتوفي فيها، وبدأ عمله في بيع الجرار، ثم تواصل مع الخلفاء، وعلت مكانته عندهم، ولم يعد يقول الشعر، ووصل ذلك الخليفة العباسي المهدي، فأحضره اليه وسجنه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر فعاد ينظم الشعر، فأطلق المهدي سراحه، ويُحكى أن في شعره إبداع وهو من مقدمي المولدين، [١] وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل قصائد الشعرية لأبو العتاهية.
شعر لما جيت اكتب عن امي
أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاً بنقوده كي ما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولكَ الجواهر والدراهم والدُّرر
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنّه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو مُعفّرٌ
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
غضب السماء على الغلام قد انهمر
فدرى فظيع جناية لم يجنها
ولد سواه منذ تاريخ البشر
فإرتد نحو القلب يغسله بما
فاضت به عيناه من سيل العبر
ويقول يا قلب انتقم منّي ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
فاستلّ خنجره ليطعن قلبه
طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كفّ يداً ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر. الدار ما تبنى إلاّ على الساس وأنتِ أساس الدار وأنتِ ضواها
أتم أحب أيدك يا أبوي والراس
مهما كبرت ودارت الدنيا برحاها. أي والله أحبها والعمر يفداها تامر على راسي وتامر على دمّي
الجنة الله خلقها تحت ماطاها
هذي هي أمي عساني فدوُةٍ لأمي. أمي.. غلا الدنيا ولو فيه غالين يالله عساني بالعمر ما أعدمْها
ماقد حنيت الهامه إلاّ لاثنتين
عند السجود وعند بوسة قدمها. شعر عن امي و ابي. أحبك وحبك شي من ديني وأنتِ أكثر إنسان من لحمي ومن دمي! يمّة بليا حيا والله وحشتيني
ويا لعنبو لايمي في حب حضن أمي!
قلب الأم مدرسة الطفل.