فأمر الملك بتعذيبه فعذّبوه حتى دلّ على الراهب. فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك، وجيئ بمنشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب، ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام. قصة أصحاب الأخدود مختصرة والعظة والعبرة منها - منتديات بورصات. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل. فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت، فاهتزّ الجبل وسقط الجنود، ورجع الغلام يمشي إلى الملك، فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى، فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه. فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام، ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به، فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبني على جذع، ثم تأخذ سهماً من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
- قصة أصحاب الأخدود مختصرة والعظة والعبرة منها - منتديات بورصات
قصة أصحاب الأخدود مختصرة والعظة والعبرة منها - منتديات بورصات
وبتضحيته بروحه فداء لله من اجل قضية محورها هو الله عز وجل وهو ايمان قوم باعداد هائلة كان هناك ما يسمى النصر للمبدأ وهو مبدا الفكر السليم والصحيح. نرى الثبات في هذه القصة حيث لعب دورا هاما في القضية وخاصة في الصورة التي ظهرت فيها الام مع طفلها وقول الطفل لها اصبري يا اماه فانك على حق وهذا تكملة لقضية الغلام الا وهو اظهار الحق. القضاء على الملك قضاء نهائي يرافقه القضاء على السحرة المشعوذين الذين كانوا قد تمكنوا بطغيانهم بحكم الناس بظلم وقساوة. حيث ان مصلحة الملك ومصلحتهم هي ابدى من حياة الناس ومبدأ العيش بكرامة تحت عقول الناس كان سببها السحرة الذين سيطروا بأفكارهم وسحرهم على عقول الناس وأوهمتهم بالاعاجيب الكاذبة. سقف الايمان الفعلي بالله وليس بقدرات المشعوذين وملكهم المزعوم. ان الهيمنة التي طغت على بواسطة: Mona Fakhro مقالات ذات صلة
تتمحور القصة حول غلام يعتبر هو البطل في هذه القصة وهو الغلام الذي تتابعت احداث القصة من خلاله ورغم صغر سنه فأنه تحدى وجابه وضحى وسعى للتمسك بايمانه ومواجهة اشرس انواع الطغاة الكفار وتحلى بثقة عمياء في نفسه وفي قدرته على التحدي والوصول الى النجاح، هذا الغلام الذي قال له الراهب انت اليوم افضل مني وفي اعترافه هذا يتجلى بوضوح التواضع لدى الراهب الذي رأى في تلميذه قدرات اعظم منه وبصيرة وأبعاد فكرية لا مثيل او سابق لها تجاوزت بفطنتها اكبر العلماء. ان هذه العبارة التي اعترف بها الراهب للغلام فيها الكثير من التشجيع والثناء والحث على الجهاد والاستمرار بالجهود المتواصلة للوصول الى المبتغى المطلوب متمسكا بايمان قوي بالله عز وجل. ان الغلام عندما لجأ لله عز وجل بالدعاء كان متمسكا بثقة غريبة عجيبة ثقة لا مثيل لها ربما كانت مستمدة من ايمانه العميق بالله عز وجل حيث قال الله اكفيهم بما شئت وهذا الدعاء يحمل قوة في الايمان لا تتزعزع حيث انه من القوة ما يجعلك تؤمن بأن هذا الغلام هو الصواب بحد ذاته وبأن الله لن يخيب آماله وسيمده بعون كبير منه وسينصره باذنه تعالى وما احسن الظن الا بالله رب العالمين. لقد تقدم الغلام نحو الملك في اكثر من مرة وهنا ظهرت النوايا الفعلية للغلام وهي الحث على الايمان بالله والسعي والتضحية بالذات من اجل ان يؤمن الكثير من بعده، هذه الرسالة قوية المعاني ومحاولة الغلام اللجوء لربه ما كانت عبثا انما بسعي منه لتغيير مجرى قوم بكامله ان لم يكن مجرى العالم بحد ذاته، هؤلاء القوم الذين لا يملكون ذرة قوة في تحدي الملك او مواجهته للحظة.