خصائص العقيدة الإسلامية تقوم العقيدة الإسلامية على أسس ثابتة وتستمد أصولها من مصادر سليمة، وهي عقيدة تعتمد الانقياد لله عز وجل، ولرسوله محمد _صلى الله عليه وسلم_، وتتميّز بوضوح مضامينها وأسس الإيمان بها، فهي واضحة بما يتناسب مع عقل الإنسان السليم، ويتوافق مع الفطرة القويمة التي خُلق عليها الإنسان، ولا بدّ من التأكيد على أنّ العقيدة في الإسلام تتميّز بمجموعة من الخصائص، سنذكر لك عزيزي القارئ بعضها في هذا المقال. خصائص العقيدة الإسلامية: العقيدة الإسلامية علمية قلبية: العقيدة في الإسلام هي ليست أعمال يتكلف بها المسلم، وإنما هي أصول علمية، يجب على المسلم الإلمام بها علمياً، واعتقادها في قلبه، قال تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (سورة البقرة آية 285). والعقيدة الإسلامية وصلت إلى الناس بطرق غيبية، ومعلومات أساسها صحيح، وأصلها ما أخبر به عن الله تعالى ورسوله الكريم، ويجب على المسلم أن يعقد قلبه على هذه المعلومات، ويوثق بها تصديقاً لله تعالى والرسول _صلى الله عليه وسلم_؛ ليصل إلى درجة الإيمان.
ص338 - كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه - خصائص الشريعة الإسلامية - المكتبة الشاملة
فإن فقهنا بيَّنَ الأحوال الشخصية التي بين العبد وربه؛ من صلاة وصوم وزكاة وحج ونظافة كغسل البدن كلًا من الجنابة أو للجمعة أو للعيدين، أو بعضًا وهو الوضوء عند أداء الفرائض الخمس في اليوم والليلة، وسن أمور الفطرة من ختان وقص شارب والسواك وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة.. " الخ[1]. وما أشار إليه العلامة الفاسي الحجوي ينبه إلى دور الفقه الإسلامي في ضمان البيئة الصالحة للمجتمع الإسلامي ولأفراد الأمة؛ لأداء الواجب الملقى عليهم، فكان النظام الفعال الجامع بين المصالح الاجتماعية والأخلاقية لجميع تصرفات المسملين على مدار العصور والقرون. وفي ضوء ذلك فإن أي تشريع كائنا ما كان يسعى بوجه عام إلى تحقيق ثلاث وظائف في حياة الإنسان:
– علاج العلل الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية الواقعة
– وقاية من العلل والمشكلات المتوقعة
– توجيه وتمهيد لاستمرار التكامل حتى يبلغ تنظيم الحقوق والالتزامات والمصالح مستواه الأكمل[2]. خصائص العقيدة الاسلامية. أما الشريعة الإسلامية فهي مجموعة الأوامر والأحكام الاعتقادية والعملية التي يوجب الإسلام تطبيقها لتحقيق أهدافه الإصلاحية في المجتمع. ويحقق الإسلام من خلال تشريعاته ثلاثة أهداف إصلاحية أساسية مرتبة،كل منها نتيجة لما قبله وأساس لما بعده وهي:
1- تحرير العقل البشري من رق التقليد والخرافات وذلك عن طريق العقيدة والإيمان بالله تعالى وحده، وتوجيه العقل نحو الدليل والبرهان والتفكير العلمي الحر.
خصائص عقيدة أهل السُّنة والجماعَة
للعقيدة الإسلامية – عقيدة أهل السنة والجماعة – خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرو في ذلك؛ إذ إن تلك العقيدة تُستَمد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذا جمعٌ لبعض تلك الخصائص التي امتازت بها هذه العقيدة, والتي منها:
1- سلامة مصدر التلقي: وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة، ونهج السلف الصالح، فهي مُستقاةٌ من ذلك النبع الصافي، بعيداً عن كدر الأهواء والشبهات. ص338 - كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه - خصائص الشريعة الإسلامية - المكتبة الشاملة. وهذه الخصيصة لا توجد في شتى المذاهب والملل والنحل غير العقيدة الإسلامية- عقيدة أهل السنة والجماعة –. 2- أنها تقوم على التسليم لله تعالى ولرسوله: وذلك لأنها غيبٌ، والغيب يقوم على التسليم. فالتسليم بالغيب من أعظم صفات المؤمنين التي مدحهم الله بها، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} ( البقرة: 2، 3). ذلك أن العقول لا تدرك الغيب، ولا تستقلُّ بمعرفة الشرائع؛ فَتَعَيَّن الإيمان بالغيب والتسليم لله عز وجل. 3- موافقتها للفطرة القويمة، والعقل السَّليم: فعقيدة أهل السنة والجماعة ملائمة للفطرة السليمة، موافقة للعقل الصَّريح، الخالي من الشهوات والشبهات.