ويمدهم في طغيانهم يعمهون من مد الجيش وأمده إذا زاده وقواه، ومنه مددت السراج والأرض إذا استصلحتهما بالزيت والسماد، لا من المد في العمر فإنه يعدى باللام كأملى له. ويدل عليه قراءة ابن كثير ويمدهم. تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون). والمعتزلة لما تعذر عليهم إجراء الكلام على ظاهره قالوا: لما منعهم الله تعالى ألطافه التي يمنحها المؤمنين وخذلهم بسبب كفرهم وإصرارهم، وسدهم طرق التوفيق على أنفسهم فتزايدت بسببه قلوبهم رينا وظلمة، تزايد قلوب المؤمنين انشراحا ونورا، وأمكن الشيطان من إغوائهم فزادهم طغيانا، أسند ذلك إلى الله تعالى إسناد الفعل إلى المسبب مجازا، وأضاف الطغيان إليهم لئلا يتوهم أن إسناد الفعل إليه على الحقيقة، ومصداق ذلك أنه لما أسند المد إلى الشياطين أطلق الغي وقال: وإخوانهم يمدونهم في الغي. أو أصله يمد لهم بمعنى يملي لهم ويمد في أعمارهم كي يتنبهوا ويطيعوا، فما زادوا إلا طغيانا وعمها، فحذفت اللام وعدى الفعل بنفسه كما في قوله تعالى: واختار موسى قومه. أو التقدير يمدهم استصلاحا، وهم مع ذلك يعمهون في طغيانهم. والطغيان بالضم والكسر كلقيان، والطغيان: تجاوز الحد في العتو، والغلو في الكفر، وأصله تجاوز الشيء عن مكانه قال تعالى: إنا لما طغى الماء حملناكم.
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ويمدهم في طغيانهم يعمهون- الجزء رقم1
- تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)
- لِمَا قال يعمهون ولم يقل يعمون – Albayan alqurany
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ويمدهم في طغيانهم يعمهون- الجزء رقم1
أما الطبري فقال في جامع البيان في تفسير القرآن عن أبو جعفر أن العمه هو الضلال، فمعنى قوله: "ويمدهم في طغيانهم يعمهون" أي في ضلالهم وكفرهم الذي قد غمرهم دنسه وعلاهم رجسه، يترددون حيارى ضلالا لا يجدون إلى المخرج منه سبيلًا لأن الله قد طبع على قلوبهم وختم عليها فأعمى أبصارهم عن الهدى وأغشاها، فلا يبصرون رشدًا ولا يهتدون سبيلًا. ثم يذكر عبد المعطي ما قاله القرطبي عن يعمهون في تفسيره لهذه الآية، قائلًا أنها تعني يعمون، وذكر كذلك قول أهل اللغة: عمه الرجل يعمه عموهًا وعمهًا فهو عمه وعامه إذا حار، ويقال رجل عامه وعمه، أي حائر متردد، وذهبت إبله العمهى إذا لم يدر أين ذهبت، والعمى في العين والعمه في القلب، وفي التنزيل: "فإنها لا تعمل الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، وروى ابن كثير في تفسيره ما رواه الضحاك عن ابن عباس في "طغيانهم يعمهون" أي في كفرهم يترددون. محتوي مدفوع
إعلان
فجعل الله كل مخالف لملة إبراهيم سفيهاً, ولا شك أنه كذلك كما أخبر الله جل وعلا به: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء:122], وأنت إذا رأيته من جهة الاعتبار بان لك ذلك, فإنه وإن كان عارفاً بنوع من العلم أو حتى مبدعاً فيه أو إماماً فيه، إلا أنه بتركه ما هو أعظم وادعى للاعتبار في نفسه وفي مصلحته وفي تقدير خالقه, وهو تركه للدين فهو أبلغ السفاهة. فإن السفيه: هو من لا يحسن التصرف.
تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)
المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] انظر "مجموع الفتاوى" (20/ 471). [2] أخرجه البخاري في التفسير - قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ (4686)، ومسلم في البر والصلة والآداب- تحريم الظلم (2583)، والترمذي في التفسير (3110)، وابن ماجه في الفتن (4018)- من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
و أبو طالب عالم وموقن أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق, بل كان يقول هذا في شعره: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية ديناً لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً ( فقال له: قل: لا إله إلا الله, فراجعه أبو جهل ، فقال: هو على ملة عبد المطلب, فراجعه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قل: لا إله إلا الله, فراجعه أبو جهل فقال هو: على ملة عبد المطلب, ومات عليها). الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. فـ أبو طالب مات عليها مع أنه يعلم أن هذا خلاف الحق, ولكنه أصر على هذه الكلمة وظن أن هذه محمدة ستبقى له, فقدر مصلحة تحمده بها العرب في ظنه, ونسي أن العرب بجملتهم سيكونون من أهل الإسلام, وسيعم الإسلام العرب والعجم, وسيظهر الله هذا الدين إلى أن تقوم الساعة, وسيكون هذا الدين هو حجة الله على خلقه. فما حسب أبو طالب هذه الأبعاد، وهكذا إذا اعتمد الإنسان على نظره وعلى عقله وعلى تدبيره خسر, فتدبير الإنسان مهما كان فهو قاصر, ومهما بلغ الإنسان في الاعتبار فنظره قاصر, وهذا مطرد, حتى في أمور العلم وفي غيرها، فينبغي أن يكون الإنسان مقدراً للعاقبة التي عند الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى هو الذي بيده مقاليد كل شيء. نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن ينصر دينه, وأن يعلي كلمته, وأن يجعلنا من أنصار دينه, وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح, والإخلاص لوجهه الكريم.
لِمَا قال يعمهون ولم يقل يعمون – Albayan Alqurany
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 31/1/2015 ميلادي - 11/4/1436 هجري
الزيارات: 288060
تفسير قوله تعالى:
﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
سورة (البقرة) الآية: (15)
إعراب مفردات الآية [1]:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يستهزئ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يستهزئ)، (الواو) عاطفة (يمدّ) فعل مضارع مرفوع و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّ) أو ب (يعمهون)، و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (يعمهون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و(الواو) فاعل. اهـ.
جرائم النهب والقتل والسرقة أصبحت في وضح النهار وفي أي وقت خطف الجوالات وشنط النساء من قبل العصابات النظامية ويقومون بقتل من يقاومهم وكم من شخص تم قتله بسب موبايل من هذه العصابات الذين يرتدون زي القوات النظامية ومعظمهم من حركات الكفاح المصلح وبعضهم من القوات النظامية يقتحمون البيوت ويهددون ساكنيها بالسلاح بحجة أنهم قوات نظامية ويقومون بالاستيلاء على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه. رسالة المواطنين للسلطة الانقلابية وصلت من خلال المقاطع التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية عندما يقبضون على أي فرد من افراد العصابات لم يسلموه للشرطة يقومون بمعاقبته بالطريقة التي يريدونها لأن الشرطة تقوم بإطلاق سراحهم وتتقاسم معهم المسروقات. صمت الدولة عما يجري لا يخيف الثوار الديسمبريون فهم قادرون على حماية أنفسهم ويحق لهم شراء السلاح الفردي للدفاع الشرعي عن النفس مشرع في كل القوانين لحماية عرضنا وأهلنا ومالنا لأن الأمن أصبح يباع كما قال حاكم إقليم دارفور الإمبراطور الانقلابي مني أركو مناوي رغم أنه من المنظومة الانقلابية قال الأمن في دارفور أصبح للبيع.. هل ننتظر حتى يدخل هؤلاء المرتزقة منازلنا وانتهاك أعراضنا المعركة الآن بين الشعب والعصابات المسلحة التي ترعاها وتعلفها وتحميها سلطة الانقلابيين.