وحكى سيبويه: مرض حتى لا يرجونه ، أي هو الآن لا يرجى ، ومثله سرت حتى أدخلها لا أمنع. وبالرفع قرأ مجاهد والأعرج وابن محيصن وشيبة. وبالنصب قرأ الحسن وأبو جعفر وابن أبي إسحاق وشبل وغيرهم. قال مكي: وهو الاختيار ؛ لأن جماعة القراء عليه. وقرأ الأعمش: " وزلزلوا ويقول الرسول " بالواو بدل حتى. وفي مصحف ابن مسعود: " وزلزلوا ثم زلزلوا ويقول ". وأكثر المتأولين على أن الكلام إلى آخر الآية من قول الرسول والمؤمنين ، أي بلغ الجهد بهم حتى استبطئوا النصر ، فقال الله تعالى: ألا إن نصر الله قريب. ويكون ذلك من قول الرسول على طلب استعجال النصر لا على شك وارتياب. و " الرسول " اسم جنس. وقالت طائفة: في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير: حتى يقول الذين آمنوا متى نصر الله ، فيقول الرسول: ألا إن نصر الله قريب ، فقدم الرسول في الرتبة لمكانته ، ثم قدم قول المؤمنين لأنه المتقدم في الزمان. قال ابن عطية: وهذا تحكم ، وحمل الكلام على وجهه غير متعذر. ويحتمل أن يكون " ألا إن نصر الله قريب " إخبارا من الله تعالى مؤتنفا بعد تمام ذكر القول. قوله تعالى: متى نصر الله رفع بالابتداء على قول سيبويه ، وعلى قول أبي العباس رفع بفعل ، أي متى يقع نصر الله.
- متى نصر ه
- حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله
متى نصر ه
(27) انظر معنى "البأساء والضراء" فيما سلف 3: 349- 352. (28) انظر ما سلف 1: 405 ، 406/ ثم 2: 230 ، 331. وقوله: "صلة" أي زيادة ، كما سلف شرحها مرارا ، فاطلبها في فهرس المصطلحات. (29) انظر تفسير "خلا" فيما سلف 3: 100 ، 128 ، 129. (30) انظر ما سلف: 1: 403. (31) الأثر: 4066 - هذا أثر ناقص ، ولم أجد تمامه في مكان آخر. (32) هو امرؤ القيس. (33) ديوانه: 186 ، ومعاني القرآن للفراء 1: 133 وسيبويه 1: 417/ 2: 203 ، ورواية سيبويه: "سريت بهم" وفي الموضع الثاني منه روى: "حَتَّى تَكِــــــلَّ غَـــــزِيّهم" مطا بالقوم يمطو مطوًا: مد بهم وجد في السير. يقول: جد بهم ورددهم في السير حتى كلت مطاياهم فصارت من الإعياء إلى حال لا تحتاج معها إلى أرسان تقاد بها ، وصار راكبوها من الكلال إلى إلقاء الأرسان وطرحها على الخيل. لا يبالون من تبعهم وإعيائهم ، كيف تسير ، ولا إلى أين. (34) قد استوفى الكلام في "حتى" الفراء في معاني القرآن 1: 132- 138 واعتمد عليه الطبري في أكثر ما قاله في هذا الموضع.
حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله
نعم ومع ذلك فقد كانت بحسب الظاهر ظاهرة النصر للطغيان، كانت ظاهرة التوفيق والقوة والعزة والغنى للطغيان، وكان مظهر التذلل والخنوع لسيدنا نوح، أجل. ولكن ماذا كانت العاقبة؟ ماذا كانت النتيجة؟ ﴿حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام: 6/44] صدق على قوم نوح هذا الذي قاله الله سبحانه وتعالى، ولكن ضمن هذه السنة الربانية التي ألزم الباري عز وجل ذاته بها، وما جرى لقوم نوح هو الذي جرى لقوم ثمود، وهو الذي جرى لقوم صالح، وهو الذي جرى لقوم لوط، أجل. عودوا إلى سياسة رب العالمين مع عباده الطغاة التائهين المستكبرين على الله، تجد أنه يملي لهم وهو القائل: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف: 7/183] الإنسان يستعجل ويريد أن يُخْضع نظام رب العالمين لعجلته، ومن ثمَّ يسأل: أين هو نصر الله عز وجل؟ ولعلكم عرفتم الجواب. الجواب يتألف من شطرين:
أين هم المؤمنون الذين صدقوا مع الله عز وجل، والذين صَدَّق سلوكُهم دعاوي ألسنتهم؟ أين هم هؤلاء؟ عندما نسأل هذا السؤال نجد أنفسنا أمام ركام من الأغلاط والأخطاء وسوء العلاقة مع رب العالمين سبحانه وتعالى، هذا هو الشطر الأول من الجواب.
نشيد " متى فرج الله " - YouTube