الحمد لله مدبر الليالي والأيام، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليمًا. وبعد:
فاتقوا الله عباد الله.. مشكلة النوم عن الصلاة ... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي - YouTube. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [1]..
فما أعظمَ عطايا الربّ لخلقه، وأعظمُ العطايا التي ألزمنا فيها.. تحمل الخيرَ والنفعَ العظيمَ، ولكن للأسف أن كثيرا منّا هداهم الله قد قصروا فيها ولم يعرفوا قيمتها، بل أصبحوا يتثاقلونها، فهم لم يذوقوا حلاوتها ولم يتنعموا بها؛ إن النوم عن الصلاة معصيةٌ عظيمة وكبيرة من كبائر الذنوب.
مشكلة النوم عن الصلاة ... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي - Youtube
تاريخ النشر: الإثنين 21 ربيع الآخر 1431 هـ - 5-4-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 134001
38427
0
321
السؤال
ما المقصود بـ (إذا نام عن الصلاة في الحديث)، هل يدخل فيه من يسمع الأذان ولا يقوم إذا كان مرهقاً، وإذا كان يدخل هل يمكن له التخلف عن صلاة الجماعة، والصلاة منفرداً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتبين لنا بيقين الحديث الذي تشير إليه، وكأنك تشير إلى ما رواه البخاري وغيره من حديث سمرة في خبر الرؤيا الطويل، وفيه كما عند البخاري: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة. وهذا الحديث إنما هو في من يتعمد ترك الصلاة المكتوبة لا من يغلبه النوم حتى تفوته الصلاة، فإن من غلبه النوم من غير تفريط منه غير مؤاخذ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس في النوم تفريط. أخرجه مسلم. ولحديث: رفع القلم عن ثلاثة - وذكر منهم: النائم حتى يستيقظ. أخرجه أبو داود وغيره. وأما الذي يسمع النداء ويدركه وقت الصلاة ثم يتعمد تركها والنوم عنها فإنه على خطر عظيم وهو متعرض للوعيد الشديد الذي يستحقه تارك الصلاة، وراجع الفتوى رقم: 130853. وأما صلاة الجماعة فإنها واجبة على الأعيان على الراجح من أقوال العلماء، ولكن من كان مرهقاً إرهاقاً شديداً بحيث يشق عليه شهود الجماعة مشقة ظاهرة فله ترك الجماعة لأن ذلك من الأعذار المبيحة لتركها، وإن كان صبره وتجلده ليصلي في جماعة أولى.
وتذكر أن سهرك لو كان على طاعة أو قراءة قرآن، ومنعك ذلك من الاستيقاظ للصلاة لكان سهراً محرماً، فكيف بسهرٍ على لغو ولهو، أتراه سهراً مباحاً أم محرماً؟
يا عبد الله: لذة الصلاة لا تعدلها لذة السهر ولا لذة النوم. أيها النائم عن الصلاة، أترضى أن يهينك أحد أو يعتدي على كرامتك؟ أظنك لا ترضى؟ أليس كذلك؟
لكنك في الحقيقة قد رضيت بإهانة الشيطان لك، إهانة شنيعة، ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقيل: ما زال نائماً حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة، فقال: بال الشيطان في أذنه" رواه البخاري ومسلم. محافظتك على الصلاة فيها حفظ لكرامتك من إهانة الشيطان لك. يامن ضيع صلاته بسبب نومه إن ضعفت نفسك وغلبك هواك فتذكر الرؤيا التي رآها نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في عقوبة من ينام عن الصلاة المكتوبة: "أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبعُ الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى". ربنا اجعلنا من الذين هم على صلاتهم يحافظون، والذين هم على صلاتهم دائمون، واجعلنا من ورثة الفردوس. ربنا اجعل الصلاة قرة عين لنا ولذريتنا، ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة وذرياتنا.