تفسير و معنى الآية 44 من سورة الصافات عدة تفاسير - سورة الصافات: عدد الآيات 182 - - الصفحة 447 - الجزء 23. ﴿ التفسير الميسر ﴾
ومن كرامتهم عند ربهم وإكرام بعضهم بعضًا أنهم على سرر متقابلين فيما بينهم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«على سرر متقابلين» لا يرى بعضهم قفا بعض. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الحجر - قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين - الجزء رقم7. ﴿ تفسير السعدي ﴾
ومن كرامتهم عند ربهم، وإكرام بعضهم بعضا، أنهم على سُرُرٍ وهي المجالس المرتفعة، المزينة بأنواع الأكسية الفاخرة، المزخرفة المجملة، فهم متكئون عليها، على وجه الراحة والطمأنينة، والفرح. مُتَقَابِلِينَ فيما بينهم قد صفت قلوبهم، ومحبتهم فيما بينهم، ونعموا باجتماع بعضهم مع بعض، فإن مقابلة وجوههم، تدل على تقابل قلوبهم، وتأدب بعضهم مع بعض فلم يستدبره، أو يجعله إلى جانبه، بل من كمال السرور والأدب، ما دل عليه ذلك التقابل. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( في جنات النعيم على سرر متقابلين) لا يرى بعضهم قفا بعض. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وهم فى الوقت نفسه يجلسون على سرر متقابلين ، بأن تكون وجوههم متقابلة لا متدابرة ، فإن من شأن المتصافين أن يجلسوا متقابلين. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( على سرر متقابلين) قال مجاهد: لا ينظر بعضهم في قفا بعض. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا حسان بن حسان ، حدثنا إبراهيم بن بشر ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا إبراهيم القرشي ، عن سعيد بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا هذه الآية ( على سرر متقابلين) ينظر بعضهم إلى بعض.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الحجر - قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين - الجزء رقم7
والأول أظهر. قال ابن عباس: ( على سرر مكللة بالياقوت والزبرجد والدر) ، السرير ما بين صنعاء إلى الجابية وما بين عدن إلى أيلة. وإخوانا نصب على الحال من المتقين أو من المضمر في ادخلوها ، أو من المضمر في آمنين ، أو يكون حالا مقدرة من الهاء والميم في صدورهم. لا يمسهم فيها نصب أي إعياء وتعب. وما هم منها بمخرجين دليل على أن نعيم الجنة دائم لا يزول ، وأن أهلها فيها باقون. أكلها دائم إن هذا لرزقنا ما له من نفاد.
الإشكالية هي أن الإنسان جبل على الأخذ أكثر من العطاء، وعلى الأنانية أكثر من الإيثار، لذلك نجد الله يصف الأنصار بأنهم "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" ويكمل باقي الآية بقوله تعالى "وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر: 9). الرأي الذي أميل له هو أن فلسفة الأخلاق تطورت، كون نوازع الشر في الإنسان تغلب في كثير من الأحيان على نوازع الخير، ومبادئ مثل: الحرية والعدل والمساواة لم تظهر للوجود إلا لكون الإنسان في جوهره يمارس نقيضها. لذلك فإن القول: إن الفطرة "سليمة" و"خيّرة" هي كون الإنسان يولد لا يميل للخير أو للشر، أي أنه "نقي" لخلوه من التجربة وبالتالي من المعرفة، وغالباً ما تدفع التجارب الإنسان كي يكون محباً لذاته، شحيح وجشع وهذه صفات لها جذور فطرية مرتبطة بطبيعة الإنسان.. في المقابل ربطت السعادة وراحة البال بمكافحة هذه الصفات الجوهرية للنفس وتهذيبها، وقليل من الناس يستطيعون ذلك، لذلك وُلدت فلسفة الأخلاق لتقود البشر إلى مكافحة هذه النوازع التي قلما يخلوا منها إنسان بدرجات متفاوتة. هذا يجعلني أفكر دائماً في التحديات التي يواجهها الإنسان خلال مسيرة حياته، فالأمر ليس اختياراً سهلاً فكل منا يواجه الحياة بالتواءاتها ومتطلباتها وضغوطها وتصادماتها، وهذه الظروف تدفعه في كثير من الأحيان إلى تغليب الصفات الجوهرية الفطرية وتحثه على الأثرة لا الإيثار وعلى الأخذ لا العطاء.