وهذه الثلاثة لو لم تذكر لدخلت في القليل من نجواهم الثابت له الخير ، فلما ذكرت بطريق الاستثناء علمنا أن نظم الكلام جرى على أسلوب بديع فأخرج ما فيه الخير من نجواهم ابتداء بمفهوم الصفة ، ثم أريد الاهتمام ببعض هذا القليل من نجواهم ، فأخرج من كثير نجواهم بطريق الاستثناء ، فبقي ما عدا ذلك من نجواهم ، وهو الكثير ، موصوفا بأن لا خير فيه وبذلك يتضح أن الاستثناء متصل ، وأن لا داعي إلى جعله منقطعا. والمقصد من ذلك كله الاهتمام والتنويه بشأن هذه الثلاثة ، ولو تناجى فيها من غالب أمره قصد الشر. وقوله ومن يفعل ذلك إلخ وعد بالثواب على فعل المذكورات إذا كان لابتغاء مرضاة الله ، فدل على أن كونها خيرا وصف ثابت لها لما فيها من المنافع ، ولأنها مأمور بها في الشرع ، إلا أن الثواب لا يحصل إلا عن فعلها ابتغاء مرضاة الله كما في حديث إنما الأعمال بالنيات. الحلقه ( ١١ ) : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ ... ❤️ النساء ١١٤ - YouTube. وقرأ الجمهور: " نؤتيه " بنون العظمة على الالتفات من الغيبة في قوله مرضاة الله إلى التكلم. وقرأه أبو عمرو ، وحمزة ، وخلف بالتحتية على ظاهر قوله ابتغاء مرضاة الله.
الحلقه ( ١١ ) : لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ ... ❤️ النساء ١١٤ - Youtube
وقد ظهر من نهي النبيء - صلى الله عليه وسلم - أن يتناجى اثنان دون ثالث أن النجوى تبعث الريبة في مقاصد المتناجين ، فعلمنا من ذلك أنها لا تغلب إلا على أهل الريب والشبهات ، بحيث لا تصير دأبا إلا لأولئك ، فمن أجل ذلك نفى الله الخير عن أكثر النجوى. ومعنى لا خير أنه شر ، بناء على المتعارف في نفي الشيء أن يراد به إثبات نقيضه ، لعدم الاعتداد بالواسطة ، كقوله تعالى فماذا بعد الحق إلا الضلال ، ولأن مقام التشريع إنما هو بيان الخير والشر. وقد نفى الخير عن كثير من نجواهم أو متناجيهم ، فعلم من مفهوم الصفة أن قليلا من نجواهم فيه خير ، إذ لا يخلو حديث الناس من تناج فيما فيه نفع. والاستثناء في قوله إلا من أمر بصدقة على تقدير مضاف ، أي: إلا نجوى من أمر ، أو بدون تقدير إن كانت النجوى بمعنى المتناجين ، وهو مستثنى من " كثير " ، فحصل من مفهوم الصفة ومفهوم الاستثناء قسمان من النجوى يثبت لهما الخير ، ومع ذلك فهما قليل من نجواهم. إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء. أما القسم الذي أخرجته الصفة ، فهو مجمل يصدق في الخارج على كل نجوى تصدر منهم فيها نفع ، وليس فيها ضرر ، كالتناجي في تشاور فيمن يصلح لمخالطة ، أو نكاح أو نحو ذلك. [ ص: 200] وأما القسم الذي أخرجه الاستثناء فهو مبين في ثلاثة أمور: الصدقة ، والمعروف ، والإصلاح بين الناس.
الشيخ الحصري ربع لاخير في كثير من نجواهم - Youtube
بقلم |
أنس محمد |
الاثنين 31 يناير 2022 - 10:51 ص
يقول الله تعالى في سورة النساء: "﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾. من العادات المنتشرة بين الناس في الوقت الحاضر، دون حساب جدواها وأثرها على المجتمع، النجوى، ولقد وصف الله عز وجل بأن النجوى كلها لا خير فيها إلا إذا كانت لصدقة أو إصلاح بين الناس أو أمر بمعروف، فأكثرها من أفعال الشيطان الرجيم يزين ذلك الفعل الشنيع ليحزن به أهل الإيمان؛ كما قال من يعلم السر والنجوى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة المجادلة(10). فالنجوى وهي المسارة حيث يتوهم مؤمن بها سوءاً: {مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني إنما يصدر هذا من المتناجين عن كوسواس شيطاني {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ليسوءهم وليس ذلك بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، ومن أحس من ذلك شيئاً فليستعذ بالله وليتوكل على الله.
إعراب قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف الآية 114 سورة النساء
اقرأ أيضا: مجمع البحوث الإسلامية:15جنيها مصريا مقدار زكاة الفطر هذا العام والزيادة مستحبة شروط جواز التناجي أن تكون هناك مصلحة راجحة على مفسدة التناجي أن يكون بإذن الشخص الثالث، ويجب أن يراعى ألا يكون الشخص الثالث مكره. الشيخ الحصري ربع لاخير في كثير من نجواهم - YouTube. أن يكون هناك حاجة فعلاً، ومصلحة راجحة مؤكدة تتغلب على مفسدة مشكوك بها وهي إحزانه، فإذا كانت المصلحة قوية جداً وإحزان الشخص هذا مشكوك فيه عند ذلك يجوز التناجي. مناجاة الرسول يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي النبي صلى اللّه عليه وسلم أي يساره فيما بينه وبينه، أن يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام. قال تعالى: { ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ}، ثم قال تعالى: {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا}أي إلا من عجز عن ذلك لفقره، { فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. فما أمر بها إلا من قدر عليها، ثم قال تعالى: { أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فنسخ وجوب ذلك عنهم، وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
وقرأ الجمهور: ( نُؤتيه) بنون العظمة على الالتفات من الغيبة في قوله: { مرضاة الله}. قراءة سورة النساء